عنجهية العليمي آن لها ان توقف    إقالة رشاد العليمي وبن مبارك مطلب شعبي جنوبي    إستشهاد جندي جنوبي برصاص قناص إرهابي بأبين    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    تربوي: بعد ثلاثة عقود من العمل أبلغوني بتصفير راتبي ان لم استكمل النقص في ملفي الوظيفي    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    نجاة قيادي في المقاومة الوطنية من محاولة اغتيال بتعز    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    دولة الأونلاين    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    احتجاجات في لحج تندد بتدهور الخدمات وانهيار العملة    جمعية التاريخ والتراث بكلية التربية تقيم رحلة علمية إلى مدينة شبام التاريخية    نتائج المقاتلين العرب في بطولة "ون" في شهر نيسان/أبريل    النصر يودع آسيا عبر بوابة كاواساكي الياباني    اختتام البطولة النسائية المفتوحة للآيكيدو بالسعودية    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    الهند تقرر إغلاق مجالها الجوي أمام باكستان    13 دولة تنضم إلى روسيا والصين في مشروع بناء المحطة العلمية القمرية الدولية    هل سيقدم ابناء تهامة كباش فداء..؟    هزة ارضية تضرب ريمة واخرى في خليج عدن    سوريا ترد على ثمانية مطالب أميركية في رسالة أبريل    مباحثات سعودية روسية بشان اليمن والسفارة تعلن اصابة بحارة روس بغارة امريكية وتكشف وضعهم الصحي    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خلافات بسبب معركة القرضاوي وخلفان وانتقاد للإخوان لدفاعهم عنه وصمتهم عن مهاجمة السعودية له
نشر في البيضاء برس يوم 20 - 03 - 2012

واصلت الصحف المصرية الصادرة امس تخصيص معظم صفحاتها لوفاة البابا شنودة الثالث بطريرك الأقباط الأرثوذكس، وكذلك قنوات التليفزيون الحكومي والخاصة بما في ذلك مقالات وتحقيقات الصحف، وتدفق مئات الألوف من المسيحيين والمسلمين على مقر الكاتدرائية في العباسية بالقاهرة لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه، وهو على كرسي البابوية، وتخصيص المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري طائرة لنقل جثمانه إلى وادي النطرون لدفنه في دير الأنبا بيشوي، بعد الجنازة المقرر له اليوم – الثلاثاء – وإعلان جماعة الإخوان المسلمين أن المرشد العام سيكون على رأس وفد لتقديم العزاء. ونشرت الصحف عن إضراب العاملين في هيئة النقل العام بالقاهرة للمطالبة بنقل تبعيتها من محافظة القاهرة الى وزارة النقل وأن يكون الحد الأدنى للأجور ألفا ومائتي جنيه، وصرف مكافأة مائة شهر في نهاية الخدمة، كما قرر رئيس مجلس الشورى الإخواني أحمد فهمي تأجيل إعلان التغييرات الجديدة في المؤسسات الصحافية الأجنبية.
وإلى شيء من أشياء كثيرة لدينا:

البابا شنودة في عهدي عبدالناصر والسادات

هذا وبينما البلاد كلها غارقة في الحزن، فقد ضبط زميلنا وصديقنا الرسام الموهوب شاباً يرمز للإخوان المسلمين، يستغل الظرف الراهن، ويسير وراء فتاة مسيحية ترتدي السواد، ويعاكسها قائلا: – أي نعم عندنا كرسي رئيس الجمهورية فاضي، وكرسي البابوية فاضي، بس كرسي رئيس مجلس الشعب مليان، وكرسي رئيس مجلس الشورى برضه مليان. فردت عليه غاضبة:
- عارف ياواد لو ما اتكتمش؟! حارقع بالصوت وأفرج عليك اللي يسوى واللي ما يسواش.
وفي حقيقة الأمر، فلم أفهم ماذا يريد الإخوان هل الاستيلاء بطريق غير مباشر على منصب البابا أم التصالح مع الأقباط بالزواج وهو مشروع للمسلمين، لأنهم أهل كتاب. وبمناسبة الإخوان فقد أوقع ربك أحدهم في شر أقواله بأن اعترف بقيمة خالد الذكر، وهو زميلنا محمد جمال عرفة رئيس القسم الخارجي بجريدة ‘الحرية والعدالة'، الذي قال في فقرة من عموده امس عن البابا: ‘تولى منصبه في ظروف حرجة عقب وفاة الرئيس عبدالناصر وتولي السادات، وعاصر كل فترة حكم مبارك، وبسبب تراجع الانتماء في هذه الفترة لدى كل المصريين نتيجة غياب مشروع قومي يوحد كل المصريين، نجح البابا في جمع اتباع الكنيسة حوله ولعب دورا في تعميق الإيمان المسيحي لدى شباب الكنيسة'.
أي أنه اعترف بأن المصريين في عهد عبدالناصر – آسف جداً قصدي خالد الذكر، التفوا حول مشروع قومي، وهو ينسف بذلك كل ادعاءات مرشده العام الدكتور محمد بديع الذي يتفرغ من مدة لوصف هذه الفترة بالشيوعية ومحاربة الإسلام وتخريب الإنسان المصري.

عزاء مبارك في البابا

ونشرت جريدة ‘روزاليوسف' أمس ايضا تحقيقاً لزميلنا توحيد مجدي عن عزاء مبارك في البابا، قال: ‘كشف مصدر مقرب من أسرة المخلوع أن مبارك طلب إرسال برقية عزاء مكونة من ثلاثمائة وخمسين كلمة للكنيسة الأرثوذكسية في وفاة البابا شنودة قامت بنقلها وإعادة كتابتها سوزان ثابت، وسلمت الرسالة لمسؤول لإرسالها الى الكاتدرائية المرقسية في العباسية. ورفض المسؤول تنفيذ رغبة المخلوع في إذاعة برقية العزاء في الإذاعة والتليفزيون. رسالة مبارك كلمات قصيرة كتبها المخلوع بنفسه عقب سماعه بخبر وفاة البابا شنودة عن طريق طاقم الحراسة الذي يؤمن حراسته كسجين داخل جناحه الخاص بالمركز الطبي العالمي، وجاء في برقية العزاء ‘مواطني مصر من الاقباط الوطنيين الشرفاء اسمحوا لي أن أرسل لكم عميق حزني وخالص تعازيي الشخصية عن مصاب مصر والعالم بصديقي الراحل الإنسان العظيم قداسة البابا شنودة'.
يلاحظ أن مبارك لأول مرة يختتم برقية تعازيه بتوقيع اسمه الثلاثي دون ألقاب ‘محمد حسني مبارك'.
ومن جهتها وافقت إدارة سجن طرة على السماح للسجناء بطرة وعلى رأسهم نجلا المخلوع علاء وجمال بإرسال برقيات تعاز لمقر الكاتدرائية بالعباسية تحمل تعازيهم الشخصية في وفاة البابا'.

الرئيس القادم يشغل بال المصريين

وإلى قضية الرئاسة ومن سيحكم مصر من المرشحين خاصة بعد كثرتهم وتعدد اتجاهاتهم من أقصى اليمين لأقصى اليسار، وحيرة الأحزاب السياسية وعدم قدرتها حتى الآن على تحديد أي من المرشحين ستؤيد – خاصة أنها لم تتقدم بمرشحين لها، والانقسامات داخلها التي بدأت تطل برأسها، وتسبب لها مشاكل، وامتدت الحيرة إلى جموع المصريين والتي قال عنها زميلنا وصديقنا والأديب الكبير يوسف القعيد في ‘الأخبار' يوم الأحد: ‘المصريون أمام تحد يعد الأول من نوعه: من الذي سيحكمهم؟
هم الذين سيأتون به بينهم وبينه الصناديق، إن أحسن كان بها، وان أساء ميدان التحرير موجود.
أعرف أن الأمور ليست بهذا القدر من التبسيط المخل وأن هناك صعوبات كثيرة في الأمر وأن المراحل الانتقالية من زمن صمت القبور إلى محاولات بناء مصر الجديدة عملية متداخلة ومركبة ومعقدة، مشكلتنا في هذه المرحلة الانتقالية أن الماضي يشغلنا عن الحاضر، ولذلك أخشى على المصريين أن يطلق المستقبل نيرانه عليهم.
وأن حدث هذا – لا قدر الله ولا كان – لا أعرف ماذا سيكون عليه الحال.
‘المستقبل الآن' كان عنوان محاضرة قبل سنوات لأستاذ الأساتذة محمد حسنين هيكل، استعرتها عنوانها لي حتى نتذكر في كل لحظة أننا نبني مستقبل مصر الآن'.
والمشكلة الحقيقية تواجه أحزاب الوفد والحرية والعدالة، والنور السلفي، لأن الإخوان والسلفيين أعلنوا من البداية عدم التقدم بمرشحين وأنهم سيؤيدون من له خلفية إسلامية واتصالات دولية، وأنه ليس شرطاً انتخاب مرشح إسلامي، وفي حديث نشرته ‘المصري اليوم' يوم الخميس مع عماد عبدالغفور رئيس حزب النور وأجرته معه زميلتنا نشوى المصري قال لها: ‘في حزب ‘النور' نتخذ القرار بالمناقشة، من خلال التصويت عليه بشفافية، وهناك أسس للعمل الحزبي لا نتراجع عنها، وأحيانا تكون لي رؤية أو اتجاه ولا توافقني الأغلبية عليه، فيكون الرأي الأخير للغالبية، وأحياناً تشير علينا المرجعية الدينية برأي نعتبره نصيحة أو نضعه في الخلفية باحترام، ولو اتفقت آراء الأعضاء معه أخذنا به، والعكس صحيح، نحن ملزمون بقرار الهيئة العليا ولائحتنا الداخلية، مثلما حدث في موضوع ‘البلكيمي'، فعندما وصلنا الخبر كان في ضيافتي مجموعة من الصحافيين العرب، واستشعرت بخطر القضية على سمعة الحزب فتركتهم وتوجهت إلى ‘البلكيمي' في مدينة الشيخ زايد، ومعي استشاري مخ وأعصاب ومستشار قانوني، وأنا تخصص جراحة عامة، وبمناقشته وصلت لقناعة عامة، بأن قصة الطبيب الذي أجرى الجراحة حقيقية، وأن حديث ‘البلكيمي' هو الخطأ، لكن تصرفي هذا لا يتفق مع لائحة الحزب، فالمفترض أن تحقق معه لجنة العضوية، وهذا ما قاله لي زملائي في الحزب، فأوضحت لهم أنني ذهبت فقط للوقوف على الحقيقة من منطلق المسؤولية. لكنني أترك لهم التصرف وفقاً لقواعد الحزب وهو ما حدث ولذا أقول إننا نحترم العلماء، لكن هناك قواعد نحترمها في الحزب ونعمل وفقاً لها'.

المرجعية الدينية للرئيس المقبل

وعن المرجعية الدينية للحزب وعلاقتها بمرشح الرئاسة قال نائب رئيس جمعية الدعوة السلفية ياسر البرهامي يوم الجمعة في جريدة ‘الفتح': ‘فإدراك قدر المسؤولية في اتخاذ مثل هذا القرار يدفع أي عاقل فضلاً عن القيادة المسؤولة عن الملايين من التريث والتمهل وإعطاء التشاور حقه والتضرع والافتقار إلى الله والاستخارة وكثرة الصلاة والصوم والصدقة، فالصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والكل يعلم كيف تأكل السياسة الوقت وتقلل من نصيبنا الضروري من هذه العبارات.
ثانياً: إن اتخاذ القرار يستلزم دراسة عن قرب لكل الشخصيات وليس من خلال الأداء الإعلامي فقط، أو مجرد الإعلان عن الرغبة في تطبيق الشريعة، فالكل يحسن ذلك، بل لابد من تقييم للبرنامج ومدى واقعيته والشخصية وكيفية اتخاذها للقرار وتوازن الحالة النفسية المؤثرة على ذلك ودراسة للفريق المحيط والفريق المعاون الذي له بالتأكيد أثر كبير على رئيس الأمة القادم، كما لابد من مراجعة دقيقة وشاملة للمواقف السياسية والمنهجية والعقدية قبل الثورة وبعدها، فهي بلا شك تحدد مسار هذه الشخصية في المستقبل، ومازلت أتعجب من أن أكثر من اتخذ القرار بسرعة هو الأبعد عن دراسة هذه الجوانب المختلفة.
ثالثاً: إن اتخاذ القرار يحتاج لدراسة دقيقة ومتأنية لجميع أرقام المعادلة الصعبة بل شديدة الصعوبة داخل البلاد وفي المنطقة وعالمياً، فلسنا وحدنا لا في ساحة العمل الإسلامي ولا في ساحة العمل المصري ولا في ساحة منطقتنا العربية والإسلامية ولا في الساحة العالمية، وإهمال موازين القوى من موافقين ومخالفين وأولياء وأعداء بزعم التوكل على الله خطر هائل لا أدري كيف يبرر شرعاً لسرعة كتابة نتيجة المعادلة وحلها لمجرد الأداء الإعلامي.
رابعاً: إن غياب الشخصية الجامعة لمعظم الايجابيات الخالية من معظم السلبيات ووجود كثير من السلبيات والايجابيات في حسبة واحدة يجعل الموازنة بميزان الشريعة ومدى تقدير درجة السلبيات والايجابيات في أرض الواقع أمراً ليس سهلاً بالمرة، فالموازنة بين الخير والشر عند أهل الايمان محسومة ولكن المفاضلة بين خير الخيرين وشر الشرين في جوانب عديدة أصعب بكثير مما يظنه البعض، الذين لم يفكروا في سماع أو رؤية ايجابيات من لم يوافقهم، وسلبيات من وافقهم فصار النظر بعين واحدة'.
وهكذا ألاحظ استمرار الشيخ ياسر في مواصلة عملية التحولات التي تحدت له وتخليه عن التشدد إلى المرونة، والميل أكثر إلى الحزب.

تغييب شباب الاخوان عن قرارات الجماعة

أما موقف الإخوان المسلمين في مواجهة تمرد بعض القطاعات على قرار الجماعة عدم تأييد عبدالمنعم أبو الفتوح، فقد عبر عنه يوم الأحد، محمد كمال في ‘الحرية والعدالة' بقوله: ‘واجه شباب ‘الجماعة' أسئلة عديدة في قضية الاختيار وكان ترشح الدكتور أبو الفتوح للرئاسة هو سبب هذه الأسئلة وثمة سؤالان كبيران يتردد صداهما بكثرة:
أولهما: يتمثل في اتهام شباب ‘الجماعة' بأنهم يفتقدون حرية الاختيار، وأنهم ينتظرون رأي ‘القيادة' ثم يسيرون وراءها متنازلين عن عقولهم، أي كالقطيع.
والحقيقة أن الذين يلقون بهذه التهمة في وجوه الشباب يعوزهم الكثير جدا من فهم العمل المجتمعي، ذلك لأن الذي اختار ‘الانتماء' لأي جماعة أو حزب فقد قطع خطوة كبرى إلى الأمام، واتخذ قرارا اكثر استقلالية من الذي أحجم عن هذه الخطوة، واكتفى بأن يكون قراره من نفسه ولنفسه، فهذا الأخير لا يحمل هم أحد ولا مسؤولية وطن إلا في حدود جهده القاصر، وإلا لو اتسم بميزات متفردة تجعله قامة ينشد نصحها الجميع، أما ‘المنتمي' فقد اختار ‘الانغماس' في حمل المسؤولية و'الالتزام' بدور محسوب يساءل عليه أمام جماعته أو حزبه، ومن ثم فلم يعد باحثا عن الاستمتاع بالحرية الشخصية فحسب وإنما أصبح مقاتلا ليعيد للجميع حرياتهم، كما أن ثقافة وحدة الصف الإخوانية هي ذاتها التي أنتجت الأمم المتقدمة.
وثاني هذه الأسئلة هو: ماذا لو تصادم اختيار ‘الجماعة مع ضميرك؟ أو مع مصلحة الوطن؟ أو مع مصلحة المشروع الإسلامي؟
ونقول: إذا تبادر هذا السؤال إلى ذهن أحدنا فليراجع أصل قضية انتمائه ‘للجماعة' لأنه إذا كان لديه أدنى شك في هذه ‘الجماعة' فقد تأسست لنصرة الحق الخالص، وأن بنيانها واختيار أفرادها وانتخاب قياداتها لا يقوم حتماً إلا على هذا الأساس، فإنه ينبغي أن يتبين طريقه من جديد، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن الغالبية العظمى من الشباب لا يعرف عن هذا المرشح أو ذاك إلا أقواله وبعضاً من تاريخه، ولذلك فالقضية لا ينبغي أن تكون متعلقة عندنا ‘بالضمير' بقدر تعلقها ‘بالمعرفة'.
وانظروا إلى بعض الشباب السلفي كيف يموتون حباً في الأستاذ حازم صلاح لمجرد تصريحاته النارية في قضايا تطبيق الشريعة، وتسرع بعض مشايخهم الكرام فاعتبروا أن دعمه يعد ‘مناصرة للدين' وبهذا يرتفع الموضوع من قضية ‘إحساس بالمسؤولية' إلى قضية ‘ضمير' ثم إلى ‘نصرة الدين'!
هل ننتظر أن تصبح القضية ‘حياة أو موتاً'؟!، يحدث هذا على الرغم من أن ما يقوله الأستاذ حازم يثير حزن خبراء كثر على هذا الكلام المرسل الذي يستحيل – عملياً – تنفيذه، ويضر بالإسلام من حيث يريد صاحبه النفع، من زاوية تعلق محبيه بأمل التطبيق الفوري للشريعة، فإذا رسب ضاعت آمالهم، وإذا فاز واستحال عليه التنفيذ خاب رجاؤهم، ناهيك عن شماتة الأعداء!'.

سر علاقة الإخوان بالأمريكان

وإلى الإخوان المسلمين ومعاركهم، وتتمثل في هجمات ضدهم وردودهم عليها، أو قيامهم هم بالهجوم، وقد أراد زميلنا وصديقنا بجريدة ‘روزاليوسف'، محمد بغدادي أن يكشف لنا عن سر خطير حول علاقة الإخوان بالأمريكان، فأورده مشكورا، مأجورا، على حسن استماعه في الحوار الذي دار بين الرئيس أوباما، والسناتور جون ماكين وانكشف فيه دور الإخوان في الإفراج عن الأمريكيين المتهمين في قضية المنظمات الأجنبية وكان الحوار بعد تفريغه هو، وأنا أنقله من صفحة – ليلة الجمعة – بجريدة ‘روز' يوم الخميس، التي يكتبها بغدادي ويرسمها زميلنا الرسام أنور:
‘الرئيس: أنا عايز عملية نضيفة من غير دم.
ماكين: اعتمد عليا وما تحملش هم.
الرئيس: خطتك إيه، أنا مش عايز العملية تقلب بغم.
ماكين: سيدي الرئيس، أنت مش عايز الولاد يرجعوا للوطن سالمين غانمين، آكلين شاربين صاحين حلوين.
الرئيس: بالظبط بس إزاي ح تقوم بالعملية دي لوحدك من غير مساعدة من قوات المارينز أو دعم من حاملة الطائرات، أو الأسطول السادس.
ماكين: ياباشمهندس، أنا مش لوحدي أنا معايا ناس أضمنهم برقبتي، ناس بتآكل الجمل بحاله وهو صاحي، ناس تفوت في الحديد.
الرئيس: مين دول؟
ماكين: محمد ربيع، وعزت الشاعر وحمدي المراكبي.
الرئيس: دول من رجالتنا في ال'سي، آي، إيه'، ولا تنظيم سري.
ماكين: لأ، دول مش في المخابرات الأمريكية، ولا تنظيم سريو دول أصدقاء، لكن يعتمد عليهم.
الرئيس: وطبعاً الإخوان الثلاثة مربين كل حاجة مع اللهو الخفي.
ماكين: عفارم عليك عن الشيخ أوباما، آسف آسف سعادة الرئيس'.

الاخوان يشبهون الاعلاميين العلمانيين بالظاهرة الصوتية

وفي حقيقة الأمر فأنا لست متأكدا من مدى دقة بغدادي، في نقل الحوار بين أوباما وماكين، ومدى صدق ماكين عن علاقتهم بالإخوان، لكن الذي أنا متأكد منه ما كتبه الإخواني الدكتور صلاح عز ليلة السبت في ‘الحرية والعدالة' مطالباً الجماعة ألا تخاف من الحملة التي يشنها العلمانيون ومن لف لفهم لتخويفها من الاقتراب من المؤسسات الصحافية القومية، إذ قال: ‘هؤلاء أقلية لا وزن لها إلا بقدر رضوخنا نحن لإرهابهم وترويعهم وتهديدهم، هم مجرد ظاهرة صوتية لا ضرر منها، أياً تكون الاتهامات والتهديدات ينبغي أن يكون الرد عليها كالتالي، لقد انتخبنا الشعب وفوضنا لتنفيذ ما نراه نحن يخدم مصلحة مصر، وليس لتنفيذ ما ترونه أنتم أيها الفاشلون: فاقدو الشرعية، إذا لم تعجبكم قراراتنا وسياساتنا، فجهزوا من الآن للانتخابات القادمة لعل وعسى، كلمة أخيرة لقيادات الشورى، أعيدوا لنا صحفنا القومية طالبوا زملاءكم في البرلمان بقوانين تتيح لكم تحرير وتطهير هذه الصحف من فلول مبارك ونافع وسرايا وسعدة، اتركوهم يولولون ويشاغبون، نريد قيادات صحافية وطنية نحقق التوازن بين التيارين الإسلامي والعلماني حتى تنفتح أمامي وأمام كثيرين مثلي أبواب ‘الأهرام' التي ما زالت بعد عام من الثورة محظور علينا الاقتراب منها'.

نقل أخبار المرشد من صفحة الحوادث الى صفحة الرأي

وفي الحقيقة فلا أعرف لماذا يشترط أن تفتح ‘الأهرام' بالذات صفحاتها له، ولغيره، رغم أنها و'الأخبار' أيضاً فتحتها فعلا مما دفع زميلنا وصديقنا متعدد المواهب بلال فضل لان يقول وهو حزين، كسيف البال في بروازه – بوكس – بجريدة ‘الشروق' في نفس اليوم: ‘يخون دماء الشهداء، وتضحيات المصابين وأحلام الملايين كل من يقبل أن يكون الانجاز الأهم الذي حققته الثورة هو نقل صحيفة ‘الأهرام' مكان نشر صور المرشد العام للإخوان المسلمين من صفحة الحوادث إلى صفحة الرأي'.
وبلال يشير إلى نشر ‘الأهرام' مقالات للدكتور محمد بديع، وكانت من قبل قد نشرت مقالات للمتحدث الرسمي للجماعة الدكتور محمود غزلان هاجم فيها خالد الذكر بدون أي مناسبة، مردداً كلاما غير صحيح وساذجا نقله نقل مسطرة من كتب للدكتور المرحوم أحمد شلبي عن مصريين ثوريين، كما هاجم مرة أخرى استاذنا الكبير محمد حسنين هيكل مردداً أي كلام، كما أن ‘الأخبار' واظبت على نشر مقالات صديقنا العزيز ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة الدكتور عصام العريان التي كان يرسلها، وتنشر مقالا اسبوعيا لزميلنا وصديقنا بدر محمد بدر، رغم انه من خارجها، بالإضافة إلى محررين بها من الإخوان.

ردا على عبدالحليم قنديل عن علاقة الجيش بالاخوان

وازدادت سخونة المعارك، فيوم الأحد قال صاحبنا الإخواني حمدي زوبع في ‘الحرية والعدالة' مهاجماً زميلنا وصديقنا عبدالحليم قنديل رئيس تحرير ‘صوت الأمة' الأسبوعية المستقلة قائلاً عنه: ‘في لقاء له مع عماد الدين أديب، قال عبدالحليم قنديل ضمن ما قاله عن علاقة الإخوان بالجيش وبالسلطة – وربما بالشيطان -: إن محنة الإخوان الثانية ستبدأ مع استلامهم السلطة، وإن حجمهم الطبيعي سيظهر.
السلطة في حد ذاتها ابتلاء ومحرقة، ولكنها في مرحلة ما من حياة الشعوب تكون نقطة تحول تاريخية تبقى أمد الدهر شاهدا على قدرة الإنسان على تحويل مجرى الأحداث، وهذا ما أعتقد أن الإخوان يعملون من أجله اليوم وغدا، لا يزال نموذج سيدنا يوسف يداعب خيالي، واعتقد أن التاريخ سيعيد نفسه مع مصر هذه الأيام، وسيهبها حاكماً أو حكومة قادرة على إعادة مصر إلى مكانها المستحق الذي نرجوه نحن وعبدالحليم قنديل، وأنتم ماذا عملتهم غير التشفي والسخرية؟ الذين يعيشون في محنة هم أولئك الذين أدركوا بعد الانتخابات أنهم بلا رصيد شعبي حقيقي، وأنهم يحلقون في فضاء الإعلام الساهر والساخر والمربح أيضاً'.

وباء الركوع لغير الله في مصر

ولم يكن زوبع يدري أن عبدالحليم كان يغمز لي سخرية منه، وانتظر حتى ينتهي من كلامه ليقول عن الإخوان في ‘صوت الأمة': ‘يستطيع الجنزوري – الآن – أن يرد على منتقديه بأنه لا يفعلها وحده، وأن وباء الركوع – لغير الله أكثر انتشارا في مصر الآن من وباء ‘الحمى القلاعية' الذي يميت المواشي، وأنه إذا كان يركع لأمريكا العظمى فإن الإخوان يسجدون لسيادته، ليس مرة واحدة أو مرتين، بل بعدد أيام انعقاد برلمان الأغلبية الإخوانية الذي جاوز عمره الشهرين، بل وبعدد جلسات البرلمان الصباحية والمسائية، ولتي تحولت إلى ما يشبه القهوة البلدي بالصياح والضجيج، وبعدد دقات مطرقة رئيس مجلس الشعب الإخواني سعد الكتاتني، والذي يهلل ويكبر زملاؤه – الإسلاميون جدا – لقدومه وذهابه، ويودعون بالتبريكات موكبه الفخم المتسلل من الباب الخلفي، والذي يكلف خزانة الدولة أضعاف ما كانت تدفع لموكب سلفه فتحي سرور نزيل سجن طرة الآن، والذي لابد أنه تميز من الغيظ حينما سمع بنبأ ترك الكتاتني لسيارة سرور المرسيدس، وتفضيله لسيارة أفخم من نوع بي – أم – دبليو مصفحة ضد الرصاص، وإن كنا لا نعرف بالضبط من هو المجنون الذي يمكن أن يفكر في اغتيال شخص في تواضع قيمة الكتاتني'.

الاخوان ساهموا بتضييع دماء الشهداء

وبعد أن انتهى عبدالحليم من هجومه، طلب من الأستاذ بكلية الإعلام بجامعة القاهرة الدكتور محمود خليل، ان انظر إليه بعطف وأنقل عنه قوله في نفس اليوم – الأحد – في ‘المصري اليوم' عن الإخوان: ‘التاريخ سوف يسجل أن الإخوان المسلمين ساهموا في تضييع دماء الشهداء وتضحيات المصابين وجهد الثوار وحلم الملايين التي خرجت إلى الشوارع تحلم بمصر جديدة، وأن الجماعة كانت بمثابة سارق الفرح من أصحابه، بعد أن تواطأ مع بلطجي المنطقة ليضرب ‘كرسي في الكلوب' ويحيل الفرح الى ‘مأتم' لكن السارق الساذج الواثق في تفكيره والدائب على تجهيل الآخرين لا يستوعب أن ‘البلطجي' سوف ينقلب عليه وينكل به، وأنه عما قريب سيعود ‘النور' الى الفرح الذي ساده الظلام، ليكتشف أهله ما قام به البلطجي بمساعدة السارق ويضعوا الاثنين حيث يستحقان!'.
وطبعاً، هو يشبه الإخوان بالحرامي والمجلس العسكري بالبلطجي، أو هذا ما فهمته، وبالله التوفيق.

القرضاوي والأزهر وخلفان

وإلى ذيول المعركة التي نشبت بين الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي والأزهر وشيخه، وبدأها القرضاوي بهجوم عنيف في حديث لجريدة ‘الشروق' ورد عليه الدكتور الشيخ حسن الشافعي مدير المكتب الفني لشيخ الأزهر، ثم قام الشيخ عصام تليمة المدير السابق لمكتب القرضاوي بالرد على الشافعي، وبعدها تم اختيار الشيخ حسن رئيساً لمجمع اللغة العربية خلفاً لصديقنا الراحل الدكتور محمود حافظ، وقد نشرت ‘اللواء الإسلامي' حديثاً مع الشافعي أجراه زميلنا محمود عيسى، قال فيه وهو شديد التأثر لما حدث: ‘ليس هناك أزمة بيني وبين الشيخ القرضاوي، هو قال كلاما ونحن رددنا عليه، وأؤكد لك أن البيان الذي نشر كتبته بعقلي لكنني تألمت نفسياً وعاطفياً بسببه وكنت في غاية الأسى، بل إن صحتي تأثرت به سلبياً، ورغم أن هناك من تكلم مرة ثانية كالشيخ عصام تليمة وغيره إلا أننا آثرنا ألا نرد مرة أخرى، وقد اتصل بي الشيخ القرضاوي بعد انتخابي رئيساً للمجمع وهنأني بذلك، وهي مبادرة طيبة حتى وان كان قد خلط التهنئة بالعتاب، لكنه عتاب محمود وقد قلت له ياشيخنا، كلام قيل فرددنا عليه، وغدا سيعلم الشيخ القرضاوي أن الأزهريين في مصر لا يبخسون العلماء أقدارهم ويعرفون له شخصياً قدره، فهو موضع الترحيب والتقدير كما كان دوماً نداً'.

السجال بين الأزهر والشيخ القرضاوي

وفي نفس العدد علق زميلنا وصديقنا بالجريدة حازم عبده على هذه المعركة قائلاً:
‘نقل إلى الزميل محمود عيسى عن العالم الجليل الدكتور حسن الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية ومستشار شيخ الأزهر عتاباً يصل حد الاستياء بسبب ما جاء في التقرير الذي كتبته في الصفحة الأولى من العدد الأول من مارس الجاري حول السجال بين الأزهر والشيخ القرضاوي.
كان استياء الدكتور الشافعي من عبارة وردت في التقرير قلت فيها عن رده على ما جاء في حوار الدكتور القرضاوي بالزميلة ‘الشروق' استعجل فيه الشيطان بغضبه الشديد وعباراته القاسية وهجومه الهادر على الشيخ القرضاوي.
نعم العبارة كانت قاسية مني، وقد حملها البعض أكثر مما تحتمل، لذا أعتذر عما سببته العبارة من استياء، وضيق لفضيلة الدكتور الشافعي الذي أقدره وأجله، وأعلم قدره ومكانه ومكانته وقامته بين الرهط الكبار من علماء الأمة، ليعذرني الدكتور الشافعي لأنني لا أعرف موضعاً يستعجل فيه الشيطان غير الغضب والسرعة، وليعذرني لحبي الشديد وحرصي الأشد على صورة الإسلام وعلمائه والأزهر ورجاله وقد ساءني جدا وإلى أبعد مدى، كما أساء غيري من المحبين والمخلصين بمن فيهم الدكتور الشافعي نفسه ما وقع من كبوة على قارعة الصحف، لقد تأثرت كثيراً بموقف الدكتور الشافعي اتجاه رده الذي كتبه على الدكتور القرضاوي'.

تدخل رجال الدين في السياسة يفسد ويخلط الأوراق

أما بالنسبة لمعركة القرضاوي والفريق ضاحي خلفان فقال عنها يوم الأحد زميلنا وصديقنا ب'الأخبار' وأحد مديري تحريرها أسامة عجاج: ‘شكرا لكل الخيرين والعقلاء، وما أكثرهم في عالمنا العربي، الذين سعوا في صمت، ومن خلف ستار، حتى نجحوا في احتواء الأزمة، ووأد الفتنة التي أشعلتها كلمات الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وردود الفريق ضاحي خلفان رئيس شرطة دبي عليها، صحيح أنه لم يتم الكشف عنهم ولكننا نتلمسهم في العديد من العواصم العربية، والذين أدركوا سريعاً، بأنها ستسري ‘كالنار في الهشيم' وستحرق في طريقها الكثير من العلاقات الاستراتيجية الثابتة وتؤثر في مصالح مستقرة منذ عشرات السنين، ويكفي:
أولاً: أن تدخل رجال الدين في السياسة يفسد ويخلط الأوراق، ومن ذلك حديث الشيخ القرضاوي، مع كل الاحترام والتقدير لشخصه وقيمته، فالسياسة تخضع لمتغيرات بعضها سريع، ومتلاحق، بصورة تمنع قطاعات عريضة من المتابعة، ويكفي انه خلال أسبوعين فقط دخل الشيخ في أزمتين، ‘الأولى' مع الفلسطينيين، بعد أن حرم زيارة المسلمين لبيت المقدس تحت الاحتلال الإسرائيلي، معتبراً أن ذلك تطبيع مع الدولة العبرية.بينما يرى قطاع عريض من الفلسطينيين أن وجود العرب والمسلمين يمثل دعماً مفقودا للصامدين في الأراضي المحتلة، و'الأزمة الثانية' مع الإمارات المتحدة.
ثالثاَ – على جميع الدول والجهات، ان تعي حقيقة مهمة، بعد كل ما جرى في مصر ما بعد الثورة، ووصول حزب الحرية والعدالة الى صدارة المشهد السياسي، ان الإخوان المسلمين هو تنظيم عالمي، وما يصدر عنه لا يخص مصر، من قريب أو بعيد، وحتى حزب الحرية والعدالة لا يمثل الدولة المصرية أو اجهزتها ذات الطابع السيادي، التي تتولى مهمة السياسة الخارجية، وبهذا لا معنى، لما قامت به الإمارات بطلب ايضاحات من الدولة المصرية حول تصريحات الدكتور محمود غزلان، فهو المتحدث الرسمي باسم الإخوان، وكلامه يعود للجماعة دون غيرها.
رابعاً – انه آن الأوان لمعرفة الحدود الفاصلة، بين الآراء الشخصية للفريق ضاحي خلفان، وبين المواقف الرسمية لدولة الإمارات، الأولى سنتعامل معها انها قابلة للأخذ والرد، والثانية، يتم على أساسها تجديد سياسات الدول الأخرى المعنية بتلك المواقف خاصة وبعضها مثير للجدل، ومنها تصريحاته عن أن إسرائيل وراء ثورة 25 يناير'.

الاخوان بين القرضاوي والسعودية

أما زميلنا طلعت إسماعيل نائب رئيس ‘المشهد' الاسبوعية المستقلة التي تصدر كل أحد، فمال لمهاجمة القرضاوي بقوله: ‘غزلان الذي انبرى في الدفاع عن الشيخ القرضاوي باعتباره ابناً من أبناء الجماعة، وإن كان يعيش في قطر من سنوات طويلة، لم يضع مصالح الدولة المصرية في تقديره، وهو يلقي بالتهديدات لدولة عربية تربطها بمصر علاقات متوازنة ويعمل بها ما نحو أربعمائة ألف مصري، من أجل شخص واحد مع تقديرنا واحترامنا له.
الغريب أن الإخوان قبل 28 نوفمبر، بدء الانتخابات التشريعية التي أوصلتهم إلى السلطة، لم ينبسوا ببنت شفة في معركة كان القرضاوي والجماعة طرفاً فيها من جهة، أما طرفها الثاني فكان عضو هيئة كبار العلماء السعودية الشيخ صالح اللحيدان، الذي انتقد القرضاوي لإرساله خطاباً إلى العاهل السعودي حول تمكين المرأة السعودية من قيادة السيارة بل إن اللحيدان هاجم وقتها جماعة الإخوان معتبراً أنها ‘غير صافية العقيدة'.
انتقدنا في حينه، على موقع المشهد الالكتروني'صمت الإخوان' على هجوم اللحيدان، وطالبنا الجماعة بالدفاع عن ‘عقيدتها' وعن شيخها القرضاوي، لكننا لم نسمع لها ‘حساً' حتى رأينا السيد غزلان يرفع سيفه في وجه الفريق خلفان، وفي الأخير: ربما يكون للإخوان في معاركهم شؤون، لكن شريطة ألا يتورط المصريون'.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.