أدلى ملايين الافغان بأصواتهم في انتخابات رئاسية متحدين تهديدات طالبان وأعمال عنف متفرقة في شتى أنحاء البلاد حيث تتفاقم الحرب. وقال الرئيس الافغاني حامد كرزاي في مؤتمر صحفي بعد اغلاق مراكز الاقتراع " تحدى الشعب الافغاني الصواريخ والقنابل والترهيب وخرج للتصويت."
واضاف "سوف نرى كيف كان الاقبال. لكنهم خرجوا للادلاء بأصواتهم." ومن المقرر ان تعلن النتائج الاولية بعد اسبوعين رغم ان مراكز الاقتراع قد تبدأ في ابلاغ النتائج خلال فترة قصيرة. وقالت الحكومة الافغانية ان تسعة مدنيين و14 فردا من قوات الامن قتلوا في حوادث بلغ عددها الاجمالي 135 في انحاء البلاد في يوم الانتخابات. وسقطت صواريخ على بلدات وخاصة في الجنوب والشرق وقتل مسلحان يرتديان سترات ناسفة في معركة في كابول لكن طالبان فشلت في شن أي هجوم كبير يمكن ان يهدد الانتخابات نفسها. وتراجعت اعمال العنف بمرور اليوم. وقال كاي ايدي رئيس بعثة الاممالمتحدة في كابول "بصفة اجمالية الموقف الامني كان أفضل مما كنا نخشى. وهذا بالتأكيد أهم جانب ايجابي لهذه الانتخابات." وقال "الموقف الامني سمح بصفة عامة للناس بالمشاركة في الانتخابات." وأظهرت استطلاعات الرأي السابقة على الانتخابات ان كرزاي الذي يتولى السلطة منذ عام 2001 سيفوز على الارجح لكنه لن يحصل على نسبة كافية من الاصوات لتجنب جولة اعادة مع منافسه الرئيسي وزير الخارجية الاسبق عبد الله عبد الله الذي أدار حملة انتخابية نشطة بطريقة تثير الدهشة. واذا فشل كرزاي في الحصول على أكثر من 50 في المئة من الاصوات فانه سيواجه جولة اعادة في اكتوبر تشرين الاول على الارجح ضد عبد الله. وهذه الانتخابات هي الى حد بعيد استفتاء على كرزاي الذي يحبه معظم الافغان لكن يوجه إليه ايضا على نطاق واسع اللوم في ادارة حكومة توصف بأنها فاسدة وغير فعالة وتعتمد بالكامل على المساعدات الاجنبية. واعتمد الرئيس في الحصول على اصوات على تأييد العديد من قادة الميليشيات السابقين مما زاد الانزعاج بين الحلفاء الغربيين من ان تكاليف الفوز في الانتخابات قد يكون عودة زعماء الميليشيات الى السلطة. والانتخابات اختبار ايضا للرئيس الامريكي باراك اوباما الذي أصدر اوامر بزيادة القوات في أفغانستان بأعداد كبيرة هذا العام في اطار استراتيجية لحرمان حركة طالبان من المكاسب التي حققتها. وشعر المسؤولون الامريكيون بالارتياح من ان اعمال العنف في يوم الانتخابات لم تكن اسوأ من ذلك. وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت جيبز "كثير من الناس تحدوا تهديدات العنف والارهاب ليعبروا عن افكارهم بشأن الحكومة القادمة لشعب افغانستان." وقام ريتشارد هولبروك مبعوث اوباما للمنطقة بجولة في مراكز الاقتراع في كابول وقال "حتى الآن اتضح أن كل التوقعات بحدوث كارثة كانت خاطئة." وقال عزيز الله لودين رئيس اللجنة الانتخابية ان 6192 مركز اقتراع فتحت ابوابها وهو ما يمثل 94 في المئة من العدد المزمع. وبقيت مراكز الاقتراع مفتوحة ساعة اضافية لان بعض المراكز اغلقت مؤقتا لاسباب امنية اثناء اليوم. ووصف مسؤولو الاممالمتحدة الاقبال على التصويت بأنه قوي في الشمال لكنه أضعف في الجنوب وان كانوا شاهدوا مؤشرات على ان الاقبال هناك زاد اثناء النهار مع تراجع العنف. وفي مدينة قندهار مسقط رأس كرزاي وهي من المدن التي شهدت غالبية هجمات طالبان صباح يوم الخميس شاهد مراسل رويترز طوابير من الناخبين في نهاية يوم الاقتراع بعد بداية ضعيفة. من بيتر جراف وجوناثون بيرش