أن الوضع المعاش اليوم والذي تعيشه بعض عواصم المحافظات من جراء الأحداث التي شهدها اليمن من بداية العام 2011 وحتى يومنا هذا يترك في القلب ألماً وحزناً عميقين لما آلت إليه الأحوال وأي منعطف خطير ساقتنا الأزمة بأحداثها الغبراء المؤلمة انفلات امني وانتشار"ملشاوي" مسلح يجوب شوارع المدن طولا وعرضا فمتاريس تنصب هنا وخنادق تحفر هناك وانشقاق مدبر في صفوف الجيش يتفاقم هنا وهناك .
مواجهات ومصادمات حدثت وتحدث بين وحدات من الجيش والأمن وخارجين عن النظام والقانون وكأنها أحداث يومية أصبحت مألوفة فأطلاق العيارات النارية والتي تطلقها فوهات بنادق أولئك القادمين الى المدن أضحت ممارسة تلقائية وان وجهت صوب السماء إلا أنها تخلق الذعر وتزعج سكينة المواطنين وأصبحت تصرف سلوكي همجي شبه يومي . فنشاهد شوارع كانت بالأمس تكتظ بالسكان والباعة والمشترين أصبحت اليوم تغلق أبواب محلاتها مجرد حلول وقت المغرب أن لم يكن مغلقة ليومها بأكمله . فأي تغيير أراده دعاة التغيير ! هل التغيير المراد منه السعي لتحقيق الأفضل ؟ أم انه تغير الأفضل الى الأسوء المخيف المجهول ؟! تغيير ينشد أمن وسكينة شعباً بكامله , ام تغيير يدك أضلاع المواطن ويحوله الى هارب مفزوع مجرد أن يسمع بعض الطلقات النارية .. كيف تسمونها بالدولة المدينة , بشخصية إنسان مدني الملبس على كتفة بندقية وفي خاصرته نماذج من أنواع القنابل يتوشح بحزام الذخيرة يقف منصوبا في جولة شارع او متخفي وراء مترس من الأحجار او الأتربة والبعض نجده مدسوسا في خندق حفرة شاخص ببصرة نحو القادمين والمارة من حوله . أنتشر في مدننا عفاريت من الانس وخرجت مجاميع القاعدة من جحورها المظلمة , تعيث بالارض اليمنية وشعبها قتلا وتخريبا وترهيبا , مستغلة كل تلك الانشقاقات والأزمات التي اتت بها ثورة يدعي من قام بها نها من اجل التغيير , يكفروا الجنود يكفرون من لا يتبعهم في غيهم , اقاموا الامارات على انقاض مساكن واطلال اهالي ابين المشردين في مدينة عدن . أهذه بشائر أزمة أم عصارة أحداث الربيع المزعوم فرفقاً بمدننا وساكنيها فالتغيير يعني تحسين الحال لا تدمير الموجود ليقف الإنسان يبكي على أطلاله . أهي مدينة يسكنها الإنسان بأمان أم فقد الكاهن سيطرته فأفل عنه ربيعة دون إن يكتمل فأصبح منصوف فأتم نصف ربيع الأخر أن ظل الأمر مرهون بالحال فغداً ينتفض الإنسان يخرج عن صمته .