تستضيف العاصمة البريطانية لندن اليوم اجتماعا خليجيا تشاوريا برئاسة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، الذي سيحضر كذلك الاجتماع المشترك مع الاتحاد الأوربي في لوكسمبورغ، وسيكون الملف السوري والإيراني حاضرين بقوة خلال الاجتماعات. توجه اليوم الأربعاء إلى لندن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي للمشاركة في ثلاثة اجتماعات تستضيفها كلا من لندن ولوكسمبورغ. وقالت مصادر ان الامير سعود الفيصل سيرأس اليوم الاجتماع التشاوري الأول لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الذي يعقد في العاصمة البريطانية لندن، برئاسة الفيصل رئيس الدورة الحالية للمجلس. ويبحث الاجتماع التشاوري في عدد من القضايا والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية بجانب أجندة الاجتماع الوزاري المشترك لدول المجلس مع المملكة المتحدة بمشاركة وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ المقرر عقده غدا الخميس في مقر وزارة الخارجية البريطانية والاجتماع المشترك مع الاتحاد الأوربي والذي سيعقد في لوكسمبورغ 25 يونيو الجاري. ويتصدر أجندة الاجتماع مناقشة خطة العمل المشترك للفترة من 2012 – 2015 بين الجانبين الخليجي والبريطاني والتي تشمل العديد من مجالات التعاون أبرزها الشؤون السياسية والاقتصادية والأمنية حيث أن خطة العمل تتناول في الجانب السياسي سبل تعزيز العلاقات السياسية والاستراتيجية المشتركة، والاستقرار في منطقة الخليج. في حين أن خطة العمل تستهدف في الجانب الاقتصادي زيادة الاستثمارات والتعاون التجاري بين الجانبين الخليجي والبريطاني وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار المشترك، هذا إلى جانب الاستفادة من مكانة المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي بشأن الدفع قدما باتجاه سرعة التوصل إلى اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي. أما على الصعيد الأمني فان خطة العمل المشترك بين الجانبين الخليجي والبريطاني فتهدف إلى البحث في إيجاد آلية للتعاون والتنسيق بين الطرفين في المجالات الأمنية وتبادل المعلومات، وتفعيل الاتفاقيات الأمنية الثنائية ومذكرات التفاهم ذات الصلة. تجدر الإشارة إلى أن خطة العمل المشترك بين الجانبين الخليجي والبريطاني تأتي نتاجا للمبادرة الخليجية البريطانية التي طرحت في الاجتماع المشترك الذي عقد في لندن في أكتوبر 2010 بمشاركة مجلس التعاون ووزير الخارجية البريطاني وليام هيغ . وكان هيغ، قد اقترح في/ أيلول سبتمبر 2011 بنيويورك عقد اجتماعات دورية على المستوى الوزاري تكون بالتناوب مع بريطانيا و إحدى دول مجلس التعاون وأبدى وزراء دول مجلس التعاون تأييدهم لهذا المقترح لما يحمله من مؤشرات وبوادر ايجابية تسهم في الارتقاء بالتعاون مع الشريك الاستراتيجي البريطاني لدول الخليج. وتقول مصادر ان الجانب الخليجي سيبلغ اجتماع لندن ولقاء لوكسمبورغ ضرورة العمل على وقف تدهور الأوضاع على الساحة السورية وذلك في ظل تعنت الحكومة السورية وعدم استجابتها لكافة الجهود الرامية للإيقاف الفوري لأعمال العنف أو لخطة المبعوث الدولي المشترك، أو وفائها لتعهداتها الأمر الذي يحمل مجلس الأمن مسئولية القيام بواجباته التي نص عليها الميثاق واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان التطبيق الفوري لخطة المبعوث المشترك، بما في ذلك اللجوء إلى الفصل السابع من الميثاق. كما سيتم استعرض الأوضاع في اليمن وعلى ضوء متابعة تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات المجلس الأعلى والمجلس الوزاري لأوجه التعاون مع اليمن خصوصا وأن اجتماع أصدقاء اليمن الذي عقد في الرياض مؤخرا عبر عن دعمه الواسع ووقوفه إلى جانب اليمن حكومة وشعبا. وأفادت المصادر انه سيتم بحث الانتهاكات الإيرانية المتكررة لسيادة الإمارات على الجزر الثلاث واستعراض نتائج الاجتماع الأخير لمجموعة (5+1) المعنية ببحث الملف النووي الإيراني التي لم يحرز فيها أي تقدم يذكر يزيل الشكوك الإقليمية والدولية حيال سلامة برنامج إيران النووي واستخدامه للأغراض السلمية، ووفق معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها الأمر الذي يستوجب من إيران تعاونا أكبر مع المجموعة الدولية في هذا الصدد الى جانب مناقشة القضية الفلسطينية وتطورات العملية السلمية على ضوء الاجتماع الأخير للجنة مبادرة السلام العربية. وانتهت المفاوضات بين ايران ومجموعة (5+1) في موسكو أمس، على خيبة أمل جديدة، بعد جولات وصفت بأنها الأصعب والأعقد في التفاوض بين ايران والمجموعة باعتراف جميع الأطراف المشاركة فيها وأعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون بعد لقائها كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي إن الطرفين اتفقا على اجتماع "فني" للخبراء في اسطنبول في 3 تموز/ يوليو المقبل لتحديد ما إذا كان من الممكن استئناف المحادثات الدبلوماسية مع ايران، مؤكدة استمرار وجود "خلافات جدية بين القوى العالمية وايران". وأضافت اشتون أن المفاوضات كانت "مفصلة، صعبة وصريحة"، مشددة على ان "القوى العالمية تبقى موحدة في بحثها عن حل دبلوماسي للنزاع النووي"، واعتبرت آشتون أن "ايران بدأت التعامل مع مضمون المخاوف النووية لكن الطريق امامها طويل جدا". كما أعلنت أن مجموعة (5+1) مستعدة لاتخاذ "بعض الخطوات تجاوباً مع الخطوات الايرانية". وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الثلاثاء في مؤتمر صحافي أن المحادثات أظهرت "اختلافات جدية" في الآراء. من جهته أكد أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي على حق إيران في تخصيب اليورانيوم في كل النسب، ولكنه وصف جولة المحادثات التي عقدت في موسكو على أنها "الأكثر واقعية والأكثر جدية" مقارنة بالجولات السابقة، وقال جليلي إنه لا يمكن تحقيق نجاح في المحادثات بدون لقاء الخبراء. إيلاف وجرت هذه المفاوضات قبل أسبوعين من بدء سريان حظر أوروبي تام على استيراد النفط الإيراني. وكانت الجولة الأخيرة من المحادثات الصعبة عقدت في بغداد الشهر الماضي، وأوشكت إيران على الانسحاب منها، فيما أقرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن المحادثات مع طهران انتهت من دون إحراز تقدم.