لم يسقط مشتغلاً في الصحافة والسياسة كما سقط قلم نصر طه مصطفى الذي ظل في طليعة المدافعين عن النظام السابق وعن الرئيس صالح إلى درجة انه قال في أحد مقالاته : “إن علي عبدالله صالح بداية التغيير ونهايته” وهاهو اليوم يعترف مؤخرا بأن التغيير سنة كونيه . نصر طه الذي نقلته الصحوة من عمود صغير ( حروف حرة) إلى وكالة سبأ،مقابل مقال له في “يوميات الثورة” هاجم فيه المعاهد العلمية ودعا إلى إغلاقها ، وذلك أثناء الجدل المحتدم بين المؤتمر والإصلاح على تلك المعاهد. حينها صدق ما قاله الشيخ عبد المجيد الزنداني بأن ذلك الانتهازي المتسلق الصغير لن يستمر مع حركة الإخوان المسلمين وضم إليه فارس السقاف على إعتبار أنهما وجهان لعملة واحدة، يُصّلون مع الإمام علي لفهمه القرآن ويأكلون مع معاوية لمائدته الدسمة! لا اعتقد أن هناك كاتبا قد تلون كالحرباء مثل الأستاذ نصر طه فقد كتب ذات مرة أن صنعاء لم تكن موجودة كمدينةتاريخية لولا علي عبدالله صالح ،مع أنها أول مدينة وجدت بعد طوفان نوح عليه السلام. لذلك نستطيع القول أن نصر طه يشبه زعميه “علي عبدالله صالح “الذي تحول اثناء اجتياح صدام حسين للكويت الشقيق إلى (كواقي ) فهو مع العراقيين ومع الكويتين في آن،وهكذا تعامل مدير مكتب جمهوريتنا مع ثورة 11 فبراير الذي قال انه فوجئ بها في حديثه لقناة سهيل وعلى ما يبدو أن تفاجاءه بالثورة نابعا من تردده على مقيل( احمد علي)نجل الرئس السابق، معتقدا أن التوريث سينجح لا محالة ، خاصة وانه قد كتب في أحد مقالاته (هموم أخر القرن) بأنة لم يجد شخصا مهذبا جالسه مثل احمد علي عبدالله صالح ولا يستكثر عليه حكم ارض السعيدة لو فاز في الانتخابات . أما لجنة تفسير برنامج صالح الانتخابي فله معها قصة أخرى فقد كان الأستاذ ضمن أعضاء اللجنة في أخر انتخابات ناهيك عن اقترابه الكبير من الحاشية والعائلة ورفاق المقيل الأسبوعي ،ولو انه قام بواجب النصح لكان خير لليمن من المبالغة في تمجيد أصدقاء الأمس خصوم اليوم. ما نريد ان نفهمه هنا هو هل تعيين نصر طه مديرا لمكتب رئاسة الجمهورية سيكون أيضا بداية التغيير ونهايته؟ وهل المقالات التي كتبها دعما لثورة 11 فبراير هي من أعطته ذلك المنصب كمكافئة له على ذلك، مع انه كتب ما يزيد عن مائتي مقال إضافة إلى مؤلفات لم يجنِ من ذلك سوى رئيس وكالة صحفية. لكن على ما يبدوا أن النظام الجديد أكرم بكثير من نظام صالح ,واذا كان قد دبج كتابا عن (علي عبدالله صالح – التجربة وآفاق المستقبل) فماذا سيكتب في الرئيس هادي؟. ولقد أعلن ان لديه رؤية أثنا حفل إستلام وتسليم بينه وبين الآنسي ، رؤية الأستاذ هذه تتعلق بتطوير المكتب وتوحيد قدرات الشباب ، ولا نعلم إن كان يقصد بتوحيد قدرات الشباب، توحيد البلاطجةوالثوار، لاسيما وهو يتمتع بعلاقة وطيدة مع الطرفين. ختاما نؤكد أننا لم نقصد الإساءة للأستاذ نصر أو التحامل عليه، وانما نكن له كل الاحترام والتقدير ، ونعلم أنه لديه سعة صدر كبيرة ، وقدرة على تقبل النقد، ولكن خشيتنا عليه من أن يكرر كتاباته المتناقضة تلك، هو مادفعنا لطرح ماسبق ، لأن ذلك التناقض يقلل من تاريخه الإعلامي ، كما نأمل ألا يكرر ذلك التناقض في العهد الجديد وهو يتولى مكتب رئاسة الجمهورية .