أجبرت احتجاجات واسعة قام بها ضباط وجنود اللواء 314 حماية رئاسية قائد اللواء العميد محمد علي خليل على مغادرة مقر القيادة العسكرية بصنعاء اليوم الخميس بحجة عدم صرف مرتباتهم , ولكن مراقبون عسكريون ومصادر اخبارية من داخل اللواء تفيد ان ما يحصل في اللواء 314 هو حساب لازال باقي في رصيد اللواء علي محسن الاحمر قائد الفرقة الاولى مدرع " المنحلة " ضد خليل لوقوفه مع صالح وانشقاقه عن الفرقة .
وقال مصدر عسكري إن احتجاجات قام بها مئات من الضباط والجنود داخل مقر قيادة القوات المسلحة صباح اليوم دفعت قائد اللواء 314 العميد محمد علي خليل إلى المغادرة حيث يطالب المحتجون بإقالته ومحاسبته. وبحسب المصدر فإن المحتجين الذين تجمعوا إلى مقر قيادة القوات المسلحة من الإذاعة والتلفزيون ووزارة الدفاع حيث يتوزعون لحمايتها، اتهموا خليل بالاستحواذ على مرتبات بعض المنتسبين للواء، وكذا استقطاعه لحقوقهم، وعدم إحالة العسكريين القدامى إلى التقاعد. وأوضح أن بعض المحتجين اعتدوا بالضرب على مدير شؤون الأفراد في اللواء 314 محمد الدبا، وهو صهر العميد خليل، بعدما حاول أخذ ممتلكات (لم يكشف عنها المصدر)، من مكتبه، قبل أن يطردوه إلى خارج المعسكر. وأشار إلى أن وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء أحمد علي الأشول وصلوا إلى مقر القيادة في محاولة لتهدئة المحتجين، لكنهم فشلوا وغادروا عقب ذلك. ووصلت عقب ذلك لجنة رئاسية بقيادة اللواء محمد الصوملي إلى مقر القيادة، وتمكنت من إقناع المحتجين على العودة إلى أعمالهم، وأشار المصدر إلى أن اللجنة وعدت بعدم عودة العميد خليل إلى عمله مجدداً، ورفع طلباتهم بإقالته إلى الرئيس عبدربه منصور هادي. وكان اللواء 314 تابعاً للفرقة الأولى مدرع، لكن قائده، محمد خليل، احتفظ العام الماضي بولائه للرئيس السابق علي عبدالله صالح أعندما انشقة الفرقة الاولى مدرع التي كان ينتمي اليها . وأصدر الرئيس هادي في أغسطس من العام الحالي قراراً بإلحاق اللواء 314 إلى قوات الحماية الرئاسية التي تضم أربعة ألوية عسكرية.
وبحسب مصادر عسكرية في اللواء 314 ، فإن العميد محمد علي خليل ينتمي إلى مديرية سنحان، وهي مسقط رأس الرئيس السابق علي عبدالله صالح ، جنوب العاصمة صنعاء ، وأوكلت إليه مهمة قيادة اللواء 314 الذي يحرس مقرات الإذاعة والتلفزيون ورئاسة الوزراء، وكذا وزارة الدفاع والعرضي والقيادة العامة للجيش. وتولى خليل حماية تلك المقرات منذ البداية ، حينما شكلت سرية عسكرية ، قبل أن يتم توسيعها إلى كتيبة ، ومن ثم إلى لواء سمي ب314 وأتبع مباشرة بقيادة قوات ما كانت تسمى ب«الفرقة الأولى مدرع المنحلة »، بحيث يحرس أيضاً مقر قيادة القوات المسلحة التي تعقد فيها الاجتماعات العسكرية الهامة. ورغم ان اللواء كان يتبع الفرقة الأولى ، لكن قائد محمد خليل ، احتفظ العام الماضي بولائه للرئيس السابق علي عبدالله صالح خلال انشقاق الفرقة الاولى مدرع بقيادة اللواء علي محسن الاحمر ، وهو ما دفع كتيبتين عسكريتين إلى الانشقاق عن اللواء والانضمام مباشرة إلى الفرقة الاولى مدرع المنحلة . وفي ال29 من مارس العام الحالي قام عشرات من جنود اللواء 314 بقطع أحد شوارع العاصمة صنعاء للمطالبة بإقالة خليل بحجة قطع مستحقاتهم المالية والمادية ، على خلفية احتجاجات سابقة قاموا بها للمطالبة بتحسين أوضاعهم. وأصدر الرئيس هادي في مارس من العام الماضي قراراً بإلحاق اللواء 314 إلى قوات الحماية الرئاسية التي تضم أربعة ألوية عسكرية. وذكرت المصادر أن منتسبي اللواء العسكري تمكنوا من حصار قائدهم وطرده من المعسكر، الأمر الذي أدى إلى حضور وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد، ومعه رئيس هيئة، اللواء أحمد علي الأشول إلى مقر معسكر اللواء والاستماع إلى الأسباب التي أدت بضباطه وأفراده إلى التمرد على قائدهم، وتشير المعلومات إلى تكليف وزير الدفاع لأحد القادة العسكريين بقيادة اللواء بدلا عن القائد السابق، غير أن قرارا رسميا لم يعلن حتى اللحظة. وقبل إعادة هيكلة القوات المسلحة اليمنية بالقرارات الرئاسية التي صدرت مؤخرا، كان اللواء الذي شهد الاحتجاجات يطلق عليه «اللواء الرابع» وكان تابعا للفرقة الأولى مدرع بقيادة اللواء المنشق علي محسن الأحمر، غير أنه ومع الاحتجاجات التي طالبت برحيل الرئيس السابق، صالح، وانشقاق اللواء الأحمر عن نظامه، انشق العميد خليل بدوره مع لوائه العسكري عن الأحمر وانضم إلى الموالين للرئيس السابق، وتقوم قوات هذا اللواء بتأمين عدد من المنشآت الهامة في صنعاء، منها الإذاعة الرسمية للجمهورية .