قال مراقبون أن تصعيد الحراك الجنوبي المناوئ لمؤتمر الحوار الوطني الذي انطلقت فعالياته في العاصمة صنعاء صباح أمس قد فشلت في حشد ما أطلق عليه مليونة القرار قرارنا التي تم التحضير لها خلال ايام تزامنا مع الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر. وأضاف هؤلاء المراقبون إلى أن مساعي الحراك الجنوبي الى اقامة فعاليه وتجمع بالحجم الذي حدث في تجمعهم في 13 يناير والتي كانت تهدف الى المصالحة الجنوبيه جراء احداث حرب يناير 86م بين اقطاب النظام الحاكم آنذاك وداخل الحزب الإشتراكي اليمني الذي كان يحكم جنوب اليمن سابقا واصفين تلك المظاهرات التي شارك فيها الالاف بأنها فاشلة ولم تحقق القدر المرضي لدى قيادات الحراك التي تسعى الى ايصال صوتها المطالب بإنفصال جنوب اليمن عن شماله. وأسفرت المواجهات بين الشرطة وعناصر الحراك الجنوبي في مدن حضرموت عن مقتل ناشط وإصابة آخر واعتقال أربعة آخرين، في حين نزل الآلاف إلى الشارع في عدن وفي مدن جنوبية أخرى رفضا للحوار.. ويتظاهر المحتجون منذ عدة أيام بدعوة من التيار الأكثر تشددا في الحراك بزعامة نائب الرئيس اليمني السابق المقيم في المنفى علي سالم البيض . ورأى المراقبون أن غضب الرئيس عبدربه منصور هادي من الجلبة التي وقعت من بعض الحضور خلال إلقاء الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني كلمته وطالب من الذين لا يرغبون بالحوار الخروج من الباب ومكررها عدة مرات قد اعطت دفعة قويه بالجدية التي حاول من خلالها ايصال رساله الى كل من يحاول إعاقة الحوار الوطني بأنه"ماضي بكم أو بغيركم من اجل الخروج باليمن من كل ازماته" . ودعا الرئيس هادي في كلمة خلال الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر كل اليمنيين إلي نسيان الماضي بكل تفاصيله وأن يخرجوا من موروثات الصراع وأن يستخرجوا منها الدروس والعبر, متعهدا ببناء بناء دولة مدنية حديثة يحكمها القانون وتلتزم بحقوق الانسان وتحترم العقل وترتكز علي قيم الاخلاق والعدل والمساواة والقيم الانسانية. وأكد الرئيس أنه لا خيار امام الحوار الوطني اليمني الا النجاح, لبناء يمن موحد مستقر, لأن البديل سيكون النفق المظلم. وشدد عبد ربه منصور هادي علي أن قضية جنوب اليمن محورية وجوهرية وستكون المفتاح الأساسي لنجاح مؤتمر الحوار, لكنه حذر من محاولة بعض الأطراف في الحراك الجنوبي من مجرد التفكير بحلها بقوة السلاح لأن ذلك يقود الي فشل ذريع واخطار كارثية ودمار كثير وهذا هو الدرس الذي تعلمناه من الحروب السابقة. ومن جانبه أكد جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة أن اليمنيين يصنعون بالحوار لحظة تاريخية فاصلة عبر الإنتقال السلمي للسلطة بالتفاوض, وقال بن عمر إن الحوار اليمني يحظي بدعم دولي وإقليمي مستمر لإنجاحه والوصول إلي الانتخابات الرئاسية وإنجاز دستور جديد. وطالب بن عمر بالتواصل مع قيادات الحراك الجنوبي للإنضمام إلي الحوار لا سيما أنهم أكدوا علي نبذ العنف وإنتهاج الحوار لحل القضية الجنوبية ومعالجة المظالم, مشيرا إلي أن الحوار يمني صرف وأن الأممالمتحدة ليس لديها وصفات جاهزة تجاه حل القضايا المطروحة عليه ولكنها مستعدة لتقديم أي دعم أو مشورة لإنجاحه