أكدت مصادر سياسية مطلعة فشل مبادرة قطرية إيرانية للتوسط في تسوية الخلاف بين الدولة والمتمردين الحوثيين، وإنهاء الحرب الدائرة في صعدة، والتي دخلت شهرها الثالث. وأفادت المصادر: أن قنوات سياسية قطرية وإيرانية رفيعة المستوى أجرت اتصالاتها خلال اليومين الماضيين، وتقدمت بمبادرة مشتركة للتوسط لحل موضوع صعده وإنهاء الحرب الدائرة، غير أن الجهات الرسمية اليمنية ردت في الحال برفض أي وساطة عربية أو أجنبية لوقف الحرب، ومهما قدم الحوثيون من تنازلات، وأكدت أنها ستمضي في حربها حتى النهاية مهما كلفها ذلك من تضحيات.
وأشارت المصادر إلى أن المبادرة جاءت في أعقاب زيارة قام بها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، نهاية الأسبوع الماضي إلى طهران، والتقى خلالها بنضيره الايراني، وبحثا خلالها موضوع حرب صعده والاتهامات الموجهة الى أطراف ايرانية، وتمخضت عن بلورة مبادرة مشتركة للتوسط بين الدولة اليمنية والمتمردين الحوثيين.
ونوهت المصادر إلى أن خطاب الرئيس علي عبد الله صالح أمس السبت، كان بمثابة الرد العلني على المبادرة القطرية الايرانية، حيث أعلن في خطابه: (لا مصالحة، ولا مداهنة، ولا وقف للحرب إلا بعد نهاية هذه الشرذمة الباغية والمتمردة والخائنة العميلة في محافظة صعده")، مضيفاً: (إن قوافل الشهداء التي نقدمها كل يوم من خيرة ضباطنا وجنودنا ومن خيرة المواطنين لن تذهب دمائهم سدى، ولن تهدر، وسيخلدون في الجنة وفي قلوب كل أبناء الوطن).
وأكد الرئيس صالح: إن (الحرب لم تبدأ سوى منذ يومين، وما سبقها منذ ست سنوات مضت إنما هي بروفة وتمرين وتدريب لوحداتنا لتأهيلها. أما الحرب التي بدأت منذ يومين فلن تتوقف على الاطلاق مهما كلفنا من مال وشهداء).
وقال أيضاً: (لا مكان لعودة الأمامة وأذيال الاستعمار، والبديل هو الوحدة المباركة التي تضافرت في ظلها كل الجهود ودحرنا كل المؤامرات التي أحيكت سواء في عام 94م أو الآن، ونحن بصدد القضاء على فتنة التمرد والخيانة والإرهاب في محافظة صعده).