حذر عبد الملك الحوثي- زعيم التمرد في صعده- المملكة العربية السعودية من مغبة مواصلتها الحرب، مهدداً إياها بمواصلة عدوانه على أراضيها إن لم يغير النظام السعودي من سياسته، ويرضخ للتفاهم والحوار مع الحوثيين، في نفس الوقت الذي سخر من مواقف دول الخليج التي أدانت العدوان، وتمنى لو أنها سارعت لمساعدة الشعب الفلسطيني وإدانه اسرائيل بمثل السرعة التي أدانت بها الحوثيين.. كما شن هجوماً على تنظيم القاعدة، واصفاً إياه ب"أداة استخبارية بيد الولاياتالمتحدة" لخدمة المشاريع الصهيونية وضرب العالم الاسلامي، متنكراً في ذات الوقت لأي ارتباطات بأي أجندة سياسية خارجية. واعتبر الحوثي- في تسجيل صوتي بثه الموقع الناطق بلسان التمرد- الموقف السعودي المناصر والداعم لليمن إنما هو "تعاون على الاثم والعدوان"- على حد تعبيره- وأنه برز الى العلن بشكل خطير في الحرب الرابعة، من خلال المواقف السعودية في مجلس الوزارء والخارجية السعودية، وقال أنه تجاوز الدعم المادي الى القصف في الوقت الذي كان موقف الحوثيين لم يتجاوز المطالبة المتكررة لوقف هذا التعاون.
وكشف عن مفاوضات استغرقت يومان، عقدها مع حرس الحدود السعودي حول مستوى تعاون المملكة مع اليمن، وأنه طالب باخراج الجيش اليمني من المواقع التي يستخدمها الجيش اليمني لضرب التمرد، معتبراً عدوانه الاخير على أراضي المملكة إنما هو "لتنفيذ عملية لتطهير تلك المواقع"، ولم يكن الهدف "جبل الدخان"، لكن النظام السعودي لم يفهم ذلك وصعد عدوانه بما يؤكد انه لا يؤمن بالحوار. مؤكداً قوله: "نحن معنيون بمواجهة الاعتداء علينا من أي ارض، ومن أي جهة".
وأشار الحوثي إلى الربط المذهبي للتمرد، قائلاً: "ان من يحاول اضافة بعد مذهبي لموقفنا فهو كذاب ويسعى الى اثارة الفتنة، فنحن نحترم كل ابناء امتنا العربية والعالم الاسلامي، ولسنا تكفيريين او دمويين، وليس لدينا ارتباط باي أجندة سياسية أجنبية".
ووصف كلام المتحدثين عن ربط عدوانه على السعودية بالضغوط التي يواجهونها من الجيش اليمني بأنه "كلام سخيف" وليس دليل الضعف الدخول في مواجهة مع النظام السعودي الذي يمتلك امكانيات كبيرة.
أما حول ارتباطات تنظيمه بالقاعدة، قال زعيم التمرد: "تحاول بعض وسائل الاعلام التضليل بيننا وبين تنظيم القاعدة، ونحن نؤكد ان هذا محض افتراء، فمن الثابت التباين بيننا ثقافيا ومنهجيا وبالاسلوب العملي والمشروع، ونعتبر القاعدة مجرد اداة استخباراتية بيد الولاياتالمتحدة وبعض الانظمة العربية الموالية لها، وأن حال رموز هذا التنظيم ارتباطهم استخباري لم يتغير عما كان عليه أيام افغانستان والاتحاد السوفيتي، وبما يخدم المشاريع الصهيونية ويضرب العالم الاسلامي".
ودعا الحوثي "النظام السعودي الى وقف عدوانه، واحترام حق الجوار، وتغيير سياسته، ويدرك أن تصعيد اعتداءاته ورفضه للحوار والتفاهم ليس لمصلحة البلدين"، مهدداً: "واذا استمر العدوان، فاننا مضطرون الى الدفاع عن النفس وهذا حق مشروع"..!