حقق مدرب كرة القدم الجزائري المعروف رابح سعدان حلماً لطالما راود الشعب الجزائري منذ سنوات عديدة تجاوزت العشرين عاماً وهو إعادة التأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم والتي ستقام هذه المرة في جنوب افريقيا صيف العام القادم. جاء تأهل منتخب الجزائر لكرة القدم أخيراً عبر الفوز على نظيره المنتخب المصري بهدف لاعبه عنتر يحيى في الدقائق الأخيرة من زمن الشوط الأول من المباراة الفاصلة التي اقيمت في السودان. هذا الفوز الجزائري طغى على ما عداه من أحداث في المشهد الرياضي العربي بل والسياسي، وفيما خيم الحزن على الشارع المصري، عمت الفرحة جميع مدن الجزائر، غير أن ثمة رجلاً بدا فرحاً أكثر من غيره إلى درجة وكأني به طار في السماء من شدة الفرح. إنه ببساطة الرجل الستيني العمر رابح سعدان. لا أحد يستطيع أن يتحدث عن هذه المناسبة غير رابح سعدان؛ فهو الرجل الذي خرج مطروداً من اليمن بحجة أنه مدرب غير مؤهل لقيادة منتخب اليمن الأول لكرة القدم. بعبارة أخرى أكثر دقة: إنه مدرب فاشل في نظر قيادة الاتحاد اليمني لكرة القدم؛ وعليه تم الاستغناء عن خدماته غير مأسوف عليه. وقبل أن يغادر اليمن شن الإعلام الرسمي حملة كبيرة ضد الرجل، وظهرت مانشتات تطالبه بالرحيل. إنه غير موجود الآن بين ظهرانينا؛ لكن قبل ساعات من الآن بدا جلياً رد هذا الرجل الفاشل - من وجهة نظر يمنية لا غير- وبشكل عملي لا لبس فيه؛ لقد قاد منتخب بلاده عن كامل جدارة واستحقاق للتأهل إلى نهائيات كأس العالم. عمل مميز مثل هذا لا يقوم به إلا المقتدرون؛ وسعدان هذا من أميزهم على الاطلاق. تفاصيل المباراة تأهل المنتخب الجزائري لكرة القدم إلى كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010 بفوزه على المنتخب المصري بهدف دون رد. وسجل هدف فريق الجزائر اللاعب عنتر يحيى في الدقيقة 39 بقذيفة قوية. بدأ مدرب مصر حسن شحاتة المباراة بتشكيل هجومي بإشراك عمرو زكي وعماد متعب في الهجوم ومن خلفهما محمد أبو تريكة. أما رابح سعدان مدرب الجزائر فبدا أنه يعتمد بشكل أساسي في خطته الهجومية على كريم زياني ورفيق صايفي ويزيد منصوري وعبد القادر غزال. بدأت المباراة سريعا بهجمة مصرية في الدقيقة الأولى لتصل الكرة إلى عماد متعب سددها ضعيفة في يد الحارس الجزائري. ويرد هجوم الجزائر برأسية امسكها الحارس المصري عصام الحضري،وفي الدقيقة الخامسة ينقذ فوزي شاوشي مرماه من رأسية عبد الظاهر السقا. وفي الدقيقة 15 أخطر فرصة للمنتخب الجزائري بتسديدة عنتر يحيى من داخل منطقة الجزاء ولكن الحضري أنقذ الكرة بقدمه معوضا خطأه في البداية في تقدير التعامل مع كرة عالية من ضربة حرة. وتمنح هذه الفرصة الثقة للمنتخب الجزائري ويفرض سيطرته على وسط الملعب ويرسل نذير بلحاج عرضية خطيرة يمسكها الحضري ويشترك معه عبد القادر غزال ويحصل على إنذار. ويستشعر المصريون الخطورة ويواصلون التحرك الهجومي من خلال انطلاقات احمد المحمدي وسيد معوض وتحركات زكي ومتعب. وبدا أيضا تفوق المدافعين الجزائريين عنتر يحيى ومجيد بوقرة في الكرات المشتركة والعالية. ويعود الهجوم الجزائري إلى تهديد مرمى الحضري الذي أبعد بصعوبة عرضية نذير بلحاج في الدقيقة 29. وفي الدقيقة 30 أول تهديد مصري حقيقي على مرمى الجزائر بكرة عرضية قابلها محمد أبوتريكة بتسديدة مباشرة وذهبت الكرة بجوار المرمى. وفي الدقيقة 33 يخطف المحمدي الكرة داخل منطقة جزاء الجزائر ويسددها أرضية أبعدها الحارس الجزائري منقذا مرماه من هدف محقق. ثم يعود هجوم الجزائر لإرسال الكرات العرضية الخطيرة ويفضل عبد الظاهر السقا في التعامل مع إحدى هذه الكرة لتصل إلى عنتر يحيى الذي سددها صاروخية في شباك الحضري في الدقيقة 40. ويهاجم المصريون بشراسة بعد الهدف ولكن هجماتهم افتقدت الخطورة الحقيقة لينتهي الشوط الأول بتقدم الجزائر. الشوط الثاني وفي بداية الشوط الثاني يدفع حسن شحاتة بمحمد زيدان بدلا من عمرو زكي حسني عبد ربه بديلا لأحمد فتحي. يسيطر لاعبو مصر على الكرة كثيرا ولكن دون ترجمة ذلك إلى فرص خطيرة على المرمى الجزائري نتيجة تفوق مدافعي الجزائر في الرقابة والضغط على مفاتيح لعب مصر خاصة أبو تريكة ومتعب. ويجري سعدان أول تغيير بإخراج مراد مغني والدفع بفتحي جيلاس في الدقيقة 57. ويلعب الجزائريون بدفاع منطقة محكم مام دفع لاعبي مصر للاعتماد على الكرات الطويلة التي كان معظمها من نصيب دفاع الجزائر والحارس فوزي شاوشي. وفي الدقيقة 60 يكاد مراد مغني يضيف هدف التعزيز برأسية أنقذها الحضري. وفي الدقيقة 61 تضيع فرصة خطيرة من مصر بفضل الحارس الشاوشي الذي تصدى لتسديدة عماد متعب بعد تمريرة متقنة من محمد زيدان. وفي الدقيقة 71 تألق فوزي الشاوشي وأنقذ شباكه من انفراد محمد أبو تريكة الذي كان حينها أقرب فرصة مصرية للتهديف. ويتماسك الدفاع الجزائري وسط ارتداد لجميع لاعبي الجزائر إلى نصف ملعبهم مع الاعتماد على الهجمات المرتدة مما صعب من مهمة لاعبي مصر خاصة وأن أبو تريكة كان مراقبا وبدا التأثر الواضح لحسني عبد ربه بإصابته.
