طوّر قادة التمرد الحوثي مواجهاتهم مع الجيش اليمني بعد تغيير مقر قيادتهم من مطرة إلى جبال حليم في منطقة مذاب صعدة حيث التحصين الطبيعي يجعل من الصعب على الطيران قصفها، فيما أصيب شقيق زعيم حركة التمرد حميد بدر الدين الحوثي في ظل استمرار المواجهات بين المتمردين الحوثيين والجيش اليمني من جهة، وبينهم وبين الجيش السعودي من جهة ثانية بعد أنباء عن اندلاع مواجهات شرسة على الحدود بين اليمن والمملكة . في غضون ذلك، تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اتصالاً هاتفياً أمس من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. وأفادت وكالة الأنباء السعودية (واس) أنه جرى خلال الاتصال بحث العلاقات الثنائية بين البلدين إضافة الى استعراض آخر التطورات في المنطقة والقضايا العربية والإسلامية والدولية الراهنة. كذلك أجرى الرئيس المصري حسني مبارك اتصالاً هاتفياً أمس بالرئيس صالح في إطار متابعة تطورات الوضع في اليمن. وفي منطقة النظير بمنطقة رازح في صعدة، أصيب حميد بدرالدين الحوثي في مواجهات بين شباب تابعين للجان المقاومة الشعبية والمتمردين الحوثيين، بعدما شن شباب المقاومة الشعبية هجوماً مفاجئاً على موقع كان فيه حميد الحوثي وعدد آخر من قيادات الحركة . وأفادت مصادر عسكرية أن مجموعة من شباب لجان المقاومة الشعبية هاجموا مركزاًً للحوثيين في منزل أحد المتعاونين معهم ويدعى محمد زيد أبو طالب في منطقة النظير بمديرية رازح أثناء اجتماع لتلك العناصر، وقالت إن الهجوم أسفر عن وقوع إصابات بليغة في عدد ممن كانوا في المنزل. وكانت وتيرة المواجهات بين المتمردين الحوثيين وقوات الجيش شهدت تصعيداً لافتاً خلال الأيام الأخيرة، وسط أنباء عن التوصل إلى هدنة لوقف القتال بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك. وقالت مصادر محلية وعسكرية متطابقة إن المواجهات بين الطرفين أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، في وقت واصل الحوثيون ترتيباتهم لبناء المتاريس وحفر الخنادق والآبار الارتوازية في جبال حليم بمنطقة مذاب بمحافظة صعدة استعداداً لنقل مقر قيادتهم من منطقة مطرة إلى الموقع الجديد. وأشارت مصادر محلية في محافظة صعدة إلى أن نقل الحوثيين مقر قيادتهم جاء بعد الضربات التي تعرض لها مقر القيادة السابقة وحصار حدّ من قدرة جماعة الحوثيين على الانتقال وإرسال التعزيزات إلى مناطق القتال بحرية. وتوقعت المصادر أن يعزز المقر الجديد من القدرة الدفاعية والقتالية في حال تم الانتقال إليه لكونه يقع في منطقة متوسطة بين مناطق القتال في محافظة صعدة وسفيان والجوف، إضافة إلى أن المنطقة الجديدة ذات تضاريس تجعل من الصعوبة بمكان السيطرة عليها حتى مع وجود أحدث الطائرات. وقد شن الحوثيون هجوماً ضد مواقع تابعة للجيش في المنطقة الغربية من المقاش، إلا أن الجيش صد الهجوم وسيطر على عدد من المنازل المجاورة للقصر الجمهوري من جهة الغرب وكذلك منطقة محضة. وعزز من موقف الجيش القصف الجوي الذي طال مجاميع الحوثيين في منطقة المقاش التي دمر فيها 26 منزلاً من المنازل المجاورة للقصر الجمهوري، كما طال القصف مناطق ضحيان وبني معاذ إثر تحرك مجاميع ِإلى المقاش لتعزيز من سبقوهم لمهاجمة مواقع الجيش، كما شوهدت سيارات تابعة للحوثيين وهي تحترق في المنطقة. وأفاد شهود أن الاشتباكات التي تعد الأعنف بالقرب من صعدة منذ اندلاع المواجهات بصعدة ٍأسفرت عن عشرات القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين قدروا بأكثر من 45 حوثياً فيما قتل خمسة جنود. ونشبت معركة شرسة داخل مدينة صعدة القديمة بين الحوثيين والقوات الأمنية استخدمت فيها مختلف الأسلحة وسقط في الاشتباكات عدد من الحوثيين في حارة اليابس وباب نجران والسفال من بينهم عبدالله أحسن إمام جامع عليان وأحد أنجاله. وواصل الطيران الحربي للجيش شن غاراته على مواقع الحوثيين بصورة مستمرة حيث دمرت الغارات عدداً من المعدات العسكرية وأوقعت خسائر في الأرواح في صفوف الحوثيين في منطقة المنزالة والجرائب، كما استهدف الطيران مواقع للمتمردين في مدينة ضحيان وربيع وبني معاذ ومنطقة دماج وساقين ورازح ومران وأصابت الغارات مركز الحوثيين الإعلامي، كما شن الطيران الحربي غارة استهدفت منزل عبدالواحد أبو راس القائد الميداني للمتمردين الحوثيين في منطقة برط في محافظة الجوف حيث قتل أربعة أشخاص. وسقط ثلاثة من القيادات الحوثية قتلى في الاشتباكات التي اندلعت بين الجيش والحوثيين في مناطق سفيان حيث تم تدمير آليات ومعدات قتالية تابعة للحوثيين في مثلث برط والبركة والعمشية والحيرة وجبل جلهم، إضافة إلى السيطرة على بعض الشعاب في المنطقة، فيما واصلت فرق من الحرس الجمهوري تمشيط عدد من المناطق وتفكيك شبكات ألغام زرعها المتمردون في وقت سابق، فيما تمكنت قبائل العصيمات في حاشد من استعادة موقع من أيدي الحوثيين إثر اشتباكات أودت بحياة ثلاثة من الحوثيين وفرار الباقين تاركين وراءهم بعض الأسلحة. وأشارت إلى ضبط علي ناصر النسي وعبدالكريم مسعود جرجر، وهما من قيادات الحوثي أثناء محاولتهما الخروج متخفيين من إحدى المناطق المحاصرة في حرف سفيان، كما قتل جارالله علي عبده في سفيان ومعه عدد من مقاتلي الحوثي أثناء اختبائهم في أحد مراكز ذو كزمة . واتهمت المصادر الحوثيين بإطلاق النار بشكل عشوائي على المواطنين في سوق الطلح، ما أسفر عن مقتل اثنين من المواطنين وإصابة خمسة آخرين . وكانت مصادر محلية في صعدة أشارت إلى وصول وحدات نوعية من أفراد قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس اليمني إلى المحافظة خلال الأيام الأخيرة حيث من المقرر دخولها الاشتباكات الدائرة في المنطقة. ووسط اتهامات من قبل الحوثيين بدخول الجيش السعودي الأراضي اليمنية وشنه غارات ضد قرى على الحدود، نفى الناطق باسم الجيش اليمني أن تكون قوات مسلحة سعودية دخلت اليمن. ونقل عن العقيد عسكر زعيل قوله إن كل جانب يتعامل مع المتمردين على أراضيه.