خاض الجيش اليمني اشتباكات عنيفة مع مسلحي الحوثي في ضواحي مدينة صعدة شمال البلاد، وأعلن إجهاضه محاولات دخولهم المدينة وقتله العشرات منهم. من جانبها أعلنت السعودية سيطرتها على جبل إستراتيجي حدودي مع اليمن، بينما حذرت المعارضة اليمنية اليوم من خطورة تفجر القنبلة الطائفية بين اليمنيين وذكرت المصادر إن الاشتباكات اندلعت منذ يومين إثر قيام الحوثيين بالهجوم على صعدة، ومحاولة السيطرة من الشرق والغرب على المقاص والكلح والمناطق المجاورة.
وتزامنت هذه الاشتباكات -وفق المراسل- مع حديث الحوثيين عن قيام طائرات سعودية ويمنية بشن غارات على مناطق الملاحيظ والحصامة وشدا، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وفق روايات شهود عيان والحوثيين.
وفي وقت سابق قال مسؤول عسكري يمني إن القوات اليمنية والحوثيين خاضوا معارك ضارية عند أطراف صعدة مساء أمس السبت بعد أن أحبطت القوات النظامية محاولة من المسلحين لدخول المدينة.
ونقلت يونايتد برس إنترناشونال عن مصدر يمني لم تسمه أن العشرات من الحوثيين الذين حاولوا الدخول إلى صعدة من جهة الشمال لقوا مصرعهم، في حين لم يشر إلى عدد الجنود الذين سقطوا في تلك المواجهات.
قصف مكثف من جانبهم قال الحوثيون اليوم الأحد إن الأراضي اليمنية تعرضت طوال يوم أمس لقصف مكثف نفذه الطيران السعودي، وتركز على مديريات رازح والملاحيظ والحصامة وشدا.
وِأشار بيان لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي وزع عبر البريد الإلكتروني اليوم إلى أن طيران الأباتشي قصف جبل الدخان وجبل الرميح وجبل مدود والقرى المجاورة للشريط الحدودي مع السعودية، موضحا أن هذه المناطق تعرضت لنحو عشرين غارة.
وأضاف الحوثي في البيان أن الغارات الجوية ترافقت مع قصف صاروخي ومدفعي بشكل متقطع.
وكان المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام قال إن القوات السعودية واليمنية "لم تحقق حتى الآن أي نتيجة على الأرض ولن يتمكنوا من ذلك".
خالد بن سلطان تفقد القوات السعودية على الحدود اليمنية (رويترز-أرشيف) سيطرة سعودية وخلافا لما أعلنه الحوثيون، سيطرت القوات السعودية على جبل إستراتيجي على الجانب السعودي من الحدود، وفق ما نقلت قناة الإخبارية السعودية عن الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية السعودية.
ونقلت القناة عن الأمير خالد قوله إن القوات المسلحة سيطرت على جبل الدود وقممه بصورة كاملة, ووصف هذه المنطقة بأنها من أهم المناطق الإستراتيجية.
وبثت الإخبارية صورا لخالد وهو يتحدث بمنطقة قريبة من الجبهة بينما كان يُسمع دوي أصوات المدفعية، حيث شدد على أن القوات السعودية تحاول تقليل الخسائر عند الحد الأدنى وعدم استدراجها إلى حرب في الجبال.
وجاء في تصريحات صحفية نشرت اليوم عن الأمير قوله إن جهات أمنية تستجوب حاليا 145 أسيرا إثيوبيا وصوماليا، حاولوا التسلل إلى الأراضي السعودية، بهدف التأكد من علاقتهم ب"العصابات المخربة". يُشار إلى أن المواجهات الدامية بين الجيش اليمني والحوثيين بدأت شرارتها الأولى منتصف يونيو/ حزيران 2004 وخلفت آلاف القتلى والجرحى، لكنها هذه المرة امتدت إلى الحدود السعودية.