التفجيرات الاخيره في بغداد -مجزرة مروعة-حصيلتها 127 قتيلا و450 جريحا !!بعد يومين من الاتفاق على قانون ينظم ثاني انتخابات تشريعية منذ سقوط النظام السابق ربيع العام 2003. قتل 127 شخصا واصيب حوالى 450 اخرين بجروح في يوم دام اخر يهز بغداد معيدا الى الاذهان الاعتداءات السابقة، بعد يومين من الاتفاق على قانون ينظم ثاني انتخابات تشريعية منذ سقوط النظام السابق ربيع العام 2003. وقالت مصادر امنية ان 127 شخصا قتلوا واصيب حوالى 450 اخرين بجروح بانفجار خمس سيارات مفخخة يقود اربعة منها انتحاريون. واكدت ان الانفجار الذي اوقع اكبر عدد من القتلى والجرحى كان داخل مجمع محاكم الكرخ قرب معهد الفنون الجميلة في المنصور (غرب). وقد تدمر المجمع بشكل كامل، وفقا لمراسل فرانس برس. وتابعت المصادر ان ما لا يقل عن 127 شخصا لقوا مصرعهم، 15 منهم بانفجار الدورة (جنوب) والاخرين بانفجارات وقعت في نطاق وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بداية منطقة القاهرة في حي الاعظمية (شمال)، وقرب مبنى جديد لوزارة المال في سوق الرصافي في منطقة الشورجة (وسط)، ومحكمة الكرخ في المنصور، وقرب مكتب تابع لوزارة الداخلية في النهضة (وسط). بدوره، قال الناطق باسم خطة فرض القانون اللواء قاسم عطا ان الايادي التي ارتكبت تفجيرات الاربعاء والاحد الداميين هي ذاتها التي استهدفت المواطنين الابرياء. نخوض معركة شرسة مع البعث وتنظيم القاعدة والمعركة ما زالت مستمرة. وتابع ان الهدف من هذه التفجيرات هو التأثير على العملية السياسية الديموقراطية والتأثير على اهم منجزات حكومة الوحدة الوطنية، وهو المنجز الامني. واكد عطا حصول خمسة اعتداءات اربعة منها انتحارية. من جهته، قال ضابط رفيع في وزارة الداخلية ان انتحاريا يقود حافلة صغيرة بيضاء اللون اقتحم مرآب الموقع البديل لوزارة المالية قرب سوق الرصافي ما اسفر عن اضرار جسيمة بالمبنى وتدمير محلات تجارية ومنازل. واكد المصدر ان التحقيقات الاولية تشير الى ان الحافلة كانت مفخخة بمادة سي فور ونترات الامونيا. يشار الى ان وزارة المال انتقلت الى موقع بديل اثر التفجير الانتحاري الذي ضربها في 19 آب الماضي. ومنطقة الميدان، حيث مقر الوزارة، من اقدم احياء بغداد حيث هناك المئات من المنازل المبنية منذ بداية القرن الماضي. وقد وقع اول انفجار قرابة العاشرة والنصف في منطقة النهضة وتلته الانفجارات الاخرى بفارق زمني بسيط. واشارت المصادر الى تدمير واحتراق اكثر من مئة سيارة مدنية في الهجمات بينها اربعون سيارة في المعهد القضائي المواجه لوزارة العمل. وفي انفجار الدورة، قالت المصادر ان ما لا يقل عن 15 شخصا قتلوا بينهم ثلاثة من الشرطة واصيب 23 بجروح عندما استهدفت سيارة يقودها انتحاري دورية للشرطة، مشيرة الى ان غالبية القتلى الاخرين هم طلاب في المعهد التقني الواقع في شارع الجمعية. واوضحت المصادر الامنية ان الكشف الحسي على الموقع، يؤكد استخدام مادة سي فور بحيث انكمش حجم سيارة الشرطة بشكل مذهل وتفحمت جثث ضابط والعناصر بشكل كامل. وباشرت وزارة الداخلية باعطاء توجيهات لجميع دورياتها ونقاط التفتيش باتخاذ اقصى درجات الحذر والحيطة، فيما قطعت معظم الطرق التي تؤدي الى المباني المهمة والوزارات تحسبا لاستهدافها. وخلت الشوارع من المارة والسيارات، فيما حلقت مروحيات اميركية فوق اماكن التفجيرات. من جهته، اكد مصدر في مدينة الطب (شمال) تلقي 42 جثة و139 جريحا فضلا عن اشلاء بشرية. يشار الى ان مدينة الطب تقع بالقرب من انفجاري النهضة وسوق الرصافي. بدوره، اكد مصدر طبي في مستشفى ابن النفيس (وسط) نقل ثلاث جثث و17 جريحا الى قسم الطوارئ. كما اعلن مصدر طبي في مستشفى اليرموك (غرب) استلام 21 جثة بينها ست مجهولة الهوية و132 جريحا، موضحا ان المشرحة استلمت من انفجار محكمة الكرخ ست جثث، هي لثلاثة مدنيين وثلاثة من الشرطة، و120 جريحا بينهم ستون امرأة وثلاثة اطفال. وتأتي الانفجارات بعد يومين من اقرار قانون الانتخابات في البرلمان اثر جدل حاد وتأخير استمر اسابيع عدة. دعوات لتغيير قادة الشرطة والخطط الأمنية وفور وقوع هذه التفجيرات أكد برلماني عراقي وجود خلل واضح في أجهزة الأمن العراقية. وقال رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي هادي العامري ، في تصريحات صحفية ، نعتقد أن هناك خللا واضحا بالأجهزة الأمنية. وأضاف أن انفجارات بغداد لن تزيد العراقيين الا إصرارا على المشاركة في الانتخابات البرلمانية. وتابع أعتقد أنه آن الاوان لتغيير عدد من القادة الامنيين وتغيير الخطط الامنية. وذكرعلى جميع العراقيين العمل من اجل تحسن الامن قبل موعد اجراء الانتخابات البرلمانية وعلى اجهزة الامن في قيادة عمليات بغداد وضع خطط امنية جديدة واعادة النظر بالخطط السابقة. بدوره ، قال ابراهيم بحر العلوم وزير النفط السابق ، إن تغيير القادة الامنيين والعسكريين أصبح اليوم ضرورة ملحة ..بعد حصول خروقات متكررة وواضحة في بغداد. وأضاف ان الجماعات الارهابية تتلقى دعما لوجستيا من داخل أجهزة الأمن ولابد من اتخاذ خطوات رادعة ضد العناصر الأمنية الفاسدة. وذكر بحر العلوم أن هذه الانفجارات يقف وراءها بقايا النظام السابق والقاعدة وهي رسائل تهدف الى الحد من التطور الذي شهدته العملية السياسية وان المرحلة التي تسبق اجراء الانتخابات حاسمة وحرجة ولابد من وضع الخطط الامنية للحد من الاعمال الارهابية. من جانبه ، قال النائب العراقي اسامة النجيفي ، ان هذه الانفجارات تقف وراءها جهات مجرمة تريد ضرب الوضع الامني الضعيف في بغداد لخلق الفتنة وهو تصعيد خطير ومدان. وأضاف أعتقد ان هذه الانفجارات وماسبقها اثبتت ضعف أجهزة الأمن وعدم قدرتها على توفير الامن في بغداد ورغم تكرار هذه الانفجارات لم تحاسب الحكومة الجهات المسؤولة عن حفظ الامن. وتابع قائلا إن الأمرخرج من نطاق الصبر ولابد ان تتحمل القيادات الامنية المسؤولية وتقديم استقالاتهم لانه من غير المعقول ان تسفك دماء العراقيين يوميا دون ان يكون هناك رادع لهذه الاجهزة وفشل خططها الامنية. إدانة عربية ودولية واسعة وعلى صعيد ردود الفعل العربية والدولية دانت الامانة العامة لجامعة الدول العربية بشدة التفجيرات . واعربت في بيان بهذا الصدد عن تضامنها الكامل مع العراق في مواجهة هذه الاعمال الارهابية التي تستهدف المواطنين الابرياء وتؤدي الى زعزعة الامن والاستقرار في العراق . وعلى الصعيد ذاته دان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي هذه التفجيرات التي وصفها بانها اعمال ارهابية اجرامية تهدد وحدة واستقرار العراق في الوقت الذي يحتاج فيه أبناؤه للبناء والتنمية. وفي دمشق دانت سوريا بقوة التفجيرات التي وصفتها بالارهابية ، معربة عن المها للخسائر الكبيرة التي يتعرض لها الشعب العراقي. من جهته دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بشدة سلسلة التفجيرات المروعة . وقال بان ادين باقصى شدة ... التفجيرات المروعة كما دان البيت الابيض بشدة الاعتداءت ، على ما اعلن المتحدث باسم الرئاسة الاميركية روبرت غيبس. وصرح غيبس للصحافيين ندين العنف بشدة. وأدانت ألمانيا ايضا على لسان وزير خارجيتها جيدو فيسترفيله سلسلة الانفجارات . وقال الوزير الألماني في بروكسل:أشعر بالصدمة الشديدة بسبب هذه السلسلة العنيفة من التفجيرات في بغداد والتي أدت مجددا إلى مقتل وإصابة العشرات.