يبدو ان موقف المؤتمر الشعبي العام من الجرعة التي أقرتها الحكومة جعله أبرز الخاسرين "شعبياً"، حيث تصاعدت وتيرة الانتقادات لأدائه السياسي من قبل أعضائه ومناصريه بشكل لم يسبق له مثيل، لاسيما وأن تبعات الجرعة أضرت بالمؤتمر شعبيا أكثر من أحداث 2011م، وتضاعف التذمر وانصراف كثير من المدافعين عنه من مواقف الدفاع وتحولهم إلى مواقع الانتقاد والتبرؤ من انتماؤهم إليه. ولعل ما ضاعف هذا الشعور لدى شريحة واسعة من أعضائه وأنصاره هو موافقته على الجرعة السعرية وابتعاده عن قضايا وهموم المواطنين والانشغال بالدفاع عن الأشخاص – حد قولهم- ، وينظر البعض إلى ان البيان الذي صدر عن المؤتمر بالتزامن مع غليان الشارع اليمني وخروجه للشوارع رافضاً الجرعة السعرية القاتلة ، ليدافع – البيان- عن شخص رئيسه ولم يلتفت إلى معاناة المواطنين أو يتبنى أياًّ من مطالبهم أو حتى الإشارة من بعيد أو قريب لذلك.. هو ما جعله بنظر الكثيرين حزب انتهازي يتاجر بمعاناة الشعب الذي طالما كان ينظر له على أنه المنقذ للبلد من وضعه الراهن .. ودفع بالكثيرين باتجاه أنصار الله، رغم صمودهم طوال مراحل الأزمة في صف المؤتمر. شخصياً اعتقد أن من صاغ البيان الأخير حول باسندوة وإبتعاده عن تضمين أي مفردة تحث الحكومة على أي خطوات تحد من آثار الجرعة وتلويحه بسحب وزراء المؤتمر من الحكومة احتجاجا على تخريف باسندوه، وليس انتقاداً لسياسة الرجل الكهل تجاه مجمل القضايا، حقق أكبر مكسب للمتربصين بالمؤتمر وأضر بشعبيته بشكل لم يسبق له مثيل...