ساد توتر مختلف مناطق جنوب اليمن، بعد يومين من الغارة الجوية التي نفذها الطيران ضد معسكر لتدريب “القاعدة” بمحافظة أبين، أسفرت عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح بينهم نساء وأطفال تقول المعارضة إنهم ليسوا من “القاعدة”، فيما ترأس الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمس، اجتماعاً لمجلس الدفاع الوطني الأعلى كرس لمناقشة تطورات الأوضاع في الجنوب والشمال على السواء . وتوعد صالح تنظيم القاعدة بمزيد من الضربات، وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ” إن “صالح ترأس مجلس الدفاع الوطني الذي اتخذ عدداً من القرارات المهمة سواء إزاء ما يتصل بنشاطات تنظيم القاعدة أو المواجهات ضد العناصر الإرهابية المتمردة في محافظة صعدة، أو العناصر التخريبية الخارجة على القانون في بعض مديريات المحافظات الجنوبية” . وقالت مصادر محلية في أبين إن أجواء غير مسبوقة من التوتر والترقب تسود مديريات المحافظة إزاء الضربات الجوية التي أسفرت عن سقوط 82 شخصاً بينهم نساء وأطفال، والعشرات من عناصر “القاعدة” وإصابة 66 من سكان المنازل المتاخمة لمواقع القصف . وأشارت المصادر إلى أن وحدات من الجيش بدأت بالانتشار في المديريات وتعزيز الحراسات تحسبا لأحداث شغب محتملة، كما فرضت إجراءات أمنية مشددة على مداخل ومخارج منطقة “المعجلة” التي شهدت تحليقا مكثفاً لطائرات استطلاع عسكرية في سمائها . وقالت إن ثمة اتهامات متصاعدة في أوساط الشارع للحكومة بتعمد الاستخدام المفرط للقوة لضرب مناطق آهلة بالسكان رغم إحاطة السلطات بمواقع تواجد عناصر القاعدة الذين “يتحركون بلا قيود ويستقلون السيارات إلى صنعاء من دون أن يعترضهم أحد” حسب المعارضة . وكانت قوات الأمن في عدن فرقت في وقت متأخر من ليل الجمعة/السبت، العشرات من أنصار “الحراك الجنوبي” تظاهروا احتجاجاً على غارة أبين، ووقعت صدامات في منطقة العريش لم تسفر عن إصابات . وأوضحت مصادر محلية أن قوات الأمن استخدمت القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين الذين أغلقوا الشارع الرئيس على طريق المملاح الذي يربط مدينة المنصورة وخور مكسر بالحجارة وأشعلوا الإطارات . إلى ذلك، واصلت السلطات اليمنية حملة تعقب واسعة النطاق لاعتقال سعودي ويمنيين من ابرز القيادات الميدانية ل “القاعدة” عقب تمكنهم من الفرار والنجاة من عملية دهم مباغتة نفذتها قوات مكافحة الإرهاب في منطقة “أرحب” المتاخمة للعاصمة . وقالت مصادر مطلعة إن الهجمات المباغتة جاءت عقب معلومات دقيقة من عناصر “القاعدة” تم اعتقالهم مؤخرا خلال حملة أمنية نفذت في عدد من المناطق بمأرب شرقي البلاد . وأكدت المصادر أن المعلومات ترجح كون عضو “القاعدة” الثالث الفار مع اليمنيين قاسم الريمي وحزام مجلي، يحمل الجنسية السعودية وأحد المطلوبين للسلطات اليمنية والسعودية . وبدأت السلطات تحقيقات مكثفة مع 13 من “القاعدة” تم اعتقالهم خلال حملات مداهمة في العاصمة، وأكد مصدر امني مطلع أن المعتقلين كانوا مكلفين تدريب عناصر انتحارية معظمهم من الشباب صغار السن، الذين كانوا يتلقون تدريباتهم في معسكر في “أرحب” . وكشفت مصادر محلية في أبين أن من بين القتلى من عناصر “القاعدة” عددا من العناصر الأجنبية احدهم يدعى إبراهيم النجدي (سعودي)، الذي عثر في جيبه على رسالة وبطاقة شخصية باسم محمد بن محمد راجح الذرعان، إضافة إلى خمسة قتلى أجانب . وعممت الأجهزة الأمنية في مأرب قائمة بأسماء 25 من عناصر “القاعدة” الذين وصفتهم بالخطرين، وكثفت مراقبتها على الطرق بحثا عن قاسم الريمي وحزام مجلي اللذين فرا الخميس الماضي، ورفعت وتيرة استعداداتها لمواجهة أي رد محتمل من “القاعدة” . في غضون ذلك، كشف مسؤولون أمريكيون (يو .بي .آي) أن واشنطن قدمت مساعدات عسكرية واستخبارية لليمن خلال عمليات الأسبوع الماضي ضدّ مواقع “القاعدة” . ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين لم تكشف عنهم قولهم إن الرئيس باراك أوباما وافق على دعم العمليات بطلب من الحكومة اليمنية . وهدفت المساعدة إلى دعم اليمن في منع القاعدة من تصعيد عملياتها ضد الأمريكيين وضد أهداف أجنبية في البلاد . شمالاً، حيث تدور معارك شرسة بن الجيش اليمني والحوثيين قالت مصادر عسكرية إن الطيران دمر مواقع وتجمعات للحوثيين باتجاه منطقة الطلح، حيث قتل 25 من المسلحين . كما وقعت مواجهات دامية في منطقة البقعة وسوق الليل بمدينة صعدة ومطرة وبيت القحم السياس ووادي العين بمديرية رازح، ومناطق السادة والمقاش والمشتل ومواقع أخرى شمال المشتل والخفجي وبني معاذ وآل عقاب . واتهم الحوثيون الطيران الأمريكي والسعودي بشن عشرات الغارات في عمق الأراضي اليمنية، وقالوا إنهم شنوا هجوما على موقع عسكري سعودي وطردوا الجنود منه .