أعلن الجيش السعودي أمس حالة التأهب على أعلى المستويات في القوات الجوية والقطاعات البرية, للتحرك نحو منطقة الجابري خلال الساعات القليلة المقبلة, وذلك عقب انتهاء المهلة التي حددتها المملكة على لسان مساعد وزير الدفاع الأمير خالد بن سلطان منذ يومين, في وقت توجهت طائرات مقاتلة لتواصل عمليات التمشيط الحدودي, فيما لم يعلن الحوثيون المتمركزون في المنطقة استسلامهم أو انسحابهم, في حين سلم 37 من المغرر بهم من قبل عناصر التمرد الحوثية في صعدة وسفيان شمال اليمن أنفسهم خلال اليومين الماضيين للسلطات المحلية وقيادة القوات المسلحة والأمن, كما أكدت الأجهزة الأمنية في محافظة الجوف مقتل خمسة حوثيين بينهم أحد القادة الميدانيين. وقال خبير عسكري سعودي لموقع "إيلاف" الإلكتروني أن وعورة منطقة الجابري إضافة لخوف المتسللين من انكشافهم للقوات السعودية عند انسحابهم هو ما أخر عملية الانسحاب, مضيفا "لقد وقعوا بين كماشتين إما البقاء في تلك المنطقة الوعرة واستغلال تضاريسها الجبلية أو الانسحاب وهو ما قد يعرضهم لمجزرة". في غضون ذلك, ذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة, أن "37 من المغرر بهم من قبل الحوثيين في سفيان, أعلنوا انضمامهم إلى القوات المسلحة والأمن, وأعلنوا توبتهم وندمهم على القتال في صفوف العناصر الإرهابية, مؤكدين استعدادهم للعمل على كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في مناطقهم وربوع الوطن", مضيفة أنهم "أبدوا استعدادهم لقتال العناصر الإرهابية ومحاربة أفكارهم الضالة والدخيلة على المجتمع اليمني والعقيدة الإسلامية السمحاء". يأتي ذلك في وقت جددت السلطة المحلية في محافظة صعدة وسفيان دعوتها للعناصر التي غرر بها من قبل الحوثيين بالكف عن القتال وتسليم أنفسهم للسلطات أو التخلي عن العناصر الإرهابية والعودة إلى قراهم أمنين مطمئنين دون أن يلحقهم أي أذى أو مساءلة. وعلى صعيد العمليات العسكرية, قالت المصادر "إن وحدات القوات المسلحة والأمن في محور صعدة دمرت أوكارا ومواقع إرهابية في مناطق آل صلاح والعند والدرب وال حجاج وغلفقان والمحاريق وساقين وألحقت بالعناصر الإرهابية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد". وأضافت "إن وحدات أخرى تمكنت من تدمير عدد من السيارات تحمل مؤنا وأسلحة للعناصر الحوثية المتمردة باتجاه بيت كدعة ومنطقة الحمزات". إلى ذلك, أعلنت مصادر محلية في محافظة صعدة "إن المواطنين في مختلف المديريات بدأوا انتفاضة شعبية ضد العناصر الإرهابية الحوثية لمنعها من الدخول إلى مناطقهم", مشيرة إلى أنهم "تصدوا في منطقة الزيلة ودرب وادعة وال حجاج والهجرة في دماج لهذه العناصر ومنعوها من التسلل إلى مناطقهم وألحقوا بهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات وأجبروهم على الفرار". وفي محور سفيان بمحافظة عمران, وجهت وحدات القوات المسلحة والأمن ضربات محكمة ودقيقة للأوكار الإرهابية في قرب المجزعة وعيان والمرتفعات الشمالية الغربية لجبل الشقراء, ودمرت أسلحة للإرهابيين في تلك الأوكار وألحقت بهم خسائر كبيرة, في وقت أحبطت وحدات أخرى محاولات تسلل للعناصر الإرهابية قرب قرن الدمم وصيفان. وتشير المعلومات إلى سقوط العديد من العناصر الحوثية بين قتيل وجريح في اشتباكات مع القوات المسلحة والأمن في محور "الملاحيظ" , بالإضافة إلى تدمير مراكز لتجمعات هذه العناصر قرب جبل الدخان وجبال خولان عامر. في غضون ذلك, أكدت الأجهزة الأمنية بمحافظة "الجوف" الواقعة علي الحدود الشرقية لمحافظة صعدة مقتل أحد القيادات الميدانية لعناصر التمرد الحوثية ويدعى حيدره السفياني بالإضافة إلى 4 آخرين في مواجهة جرت أول من أمس بين مجموعات قبلية من آل حسين مبارك وآل الجيشي من قبيلة الشولان المتعاونين مع الدولة والعناصر الحوثية بمديرية المطمه. وذكر مركز الإعلام الأمني لوزارة الداخلية أن وحدات الجيش قصفت بشكل مكثف عددا من الأوكار الحوثية بمديرية المطمه ما ألحق خسائر بشرية ومادية كبيرة بصفوف "العصابات التخريبية الحوثية", مضيفا أنه تم تدمير سيارة تابعة للعناصر التخريبية كانت محملة بالأسلحة والمؤن عند مدخل قرية آل الشولان. من ناحية أخرى, كشفت وزارة الداخلية عن هروب عدد من السفن التي يشتبه بنقلها أسلحة للحوثيين (والتي يعتقد أنها إيرانية) بعد اقترابها من السواحل اليمنية اثر اكتشافها الطوق الأمني المحكم الذي تفرضه الأجهزة الأمنية والقوات البحرية, منذ مطلع شهر ديسمبر الجاري, لقطع كافة طرق إمدادات السلاح لعصابات الإرهاب الحوثي, وخاصة الطرق البحرية. وأوضحت أن هذا الطوق المفروض من الرقابة على الطرق غير الرسمية المؤدية لمحافظة صعدة, التي كانت عصابة الحوثي تتزود من خلالها بالأسلحة, أدى إلى ضبط أكثر من 60 سيارة حاولت نقل أسلحة ومواد تموينية للحوثيين خلال الفترة الماضية. وأشارت إلى أن الحوثيين يعانون حاليا من شح في العتاد والسلاح والمواد التموينية بسبب قطع طرق الإمدادات عنهم, ووجود انهيار شبه كامل في صفوفهم مع الانتصارات المتلاحقة التي يحققها الجيش يوميا في دك معاقلهم على امتداد المناطق التي يتحصنون فيها.