شن تنظيم القاعدة هجمات متزامنة على مراكز أمنية وعسكرية وحكومية في مدينة البيضاء مساء أمس الثلاثاء. وقال التنظيم في روايته التي نشرها على تويتر إن الهجمات بدأت في منتصف ليل الثلاثاء باقتحام مجموعة من المسلحين لبوابة معسكر قوات الأمن الخاصة بهدف فتح الطريق للاستشهادي أبي دجانة اللحجي وهو ما كان بالفعل، حيث سارع أبو دجانة بالدخول بسيارته المفخخة إلى قلب المعسكر ليفجر سيارته مستهدفا سكن الجنود، وموقعًا منهم عشرات القتلى.". وشن التنظيم أيضا هجمات على مقرات أمنية أخرى خلفت عشرات القتلى والجرحى من جنود الجيش الذي وصفه ب"المتحوث" وغنائم متنوعة تمثلت في خمسة أطقم عسكرية، وخمس قطع من سلاح الدشكا، وثلاثين سلاح كلاشينكوف، ومائة صندوق ذخيرة بيكا، وأربعة صناديق ذخيرة كلاشينكوف وأسلحة خفيفة متنوعة. وأشار التنظيم إلى سقوط أربعة قتلى في صفوفه هم : أبو دجانة اللحجي، وأبو عائشة البيضاني وأبو عمار العدني الذي استشهد في اشتباكات المجمع الحكومي، وأبو إسلام الصنعاني الذي انغمس في صفوف الجنود عند الاقتحام على نقطة "الزاهر" العسكرية. من جهة أخرى قال التنظيم إن قتلى وجرحى من جنود الجيش سقطوا في كمين لأنصار الشريعة بأبين. في ذات السياق أكد مقتل قائد كتيبة في الجيش بشبوة فضلا عن اصابة قائد في اللجان الشعبية بجروح بالغة. نص الرواية بشأن هجمات البيضاء: مع دقات الساعة عند تمام الثانية عشرة من منتصف ليل الثلاثاء الثالث عشر من ذي الحجة الجاري/التاسع من أكتوبر؛ بدأ أنصار الشريعة في ولاية البيضاء هجماتهم المتزامنة على مراكز أمنية وعسكرية وحكومية مختلفة تابعة لنظام صنعاء في مدينة البيضاء عاصمة الولاية. هجمات أنصار الشريعة على مفاصل النظام في البيضاء جاءت على غرار هجماتهم السابقة في مدن عزان بولاية شبوة، وسيئون والقطن بولاية حضرموت. غير أن استهداف تلك المفاصل هذه المرة يأتي على خلفية أحداث أكثر التهابًا عند مقارنتها بمثيلاتها في ولايتي شبوةوحضرموت. جاءت هجمات البيضاء بعد عشرة أيام من تسليم العاصمة اليمنية صنعاء من قبل النظام الحاكم لجماعة الحوثي الرافضية بموجب اتفاقية صورية رعتها أمريكا ودول الخليج. تلك الاتفاقية التي اشتمل أحد بنودها اجتماع الأطراف الموقعة على قتال الجيش اليمني المتحوث لأهل السنة في البيضاء تحت ذريعة مستهلكة وسابقة التجهيز هي "محاربة القاعدة"؛ فيما يمثل اتفاقًا بين النظام والحوثيين الروافض لمنح الأخير المزيد من مناطق أهل السنة؛ على غرار اتفاق الطرفين على تسليم صعدة وعمران له، ولكن مع الفارق أن الاتفاق هذه المرة كان علنيًا. في البيضاء وعلى الأرض؛ كان الجهاز الأمني لمجاهدي أنصار الشريعة يتابع تحركات لقيادات عسكرية وأمنية بنظام صنعاء تستهدف تسليم معسكر قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقًا) بكامل عدته وعتاده العسكري لجماعة الحوثي تمهيدًا لشن الحرب على أهل السنة هناك؛ حيث تم بالفعل عقد لقاءات وجلسات شاركت فيها الأطراف المذكورة بهدف إتمام تسليم المعسكر. الأمر الذي استلزم من المجاهدين اتخاذ خطوة استباقية لإرباك مخططات العدو قبل أن يتجهز لتنفيذها. بداية ساخنة بدأت الهجمات في منتصف ليل الثلاثاء باقتحام مجموعة من المجاهدين لبوابة معسكر قوات الأمن الخاصة بهدف فتح الطريق للأخ الاستشهادي أبي دجانة اللحجي - رحمه الله، وهو ما كان بالفعل، حيث سارع أبو دجانة بالدخول بسيارته المفخخة إلى قلب المعسكر ليفجر سيارته مستهدفا سكن الجنود، وموقعًا منهم عشرات القتلى. في إثر ذلك اقتحمت مجموعة من المجاهدين المعسكر ليجهزوا على من بقي على قيد الحياة من الجنود؛ فيما تسللت مجموعة أخرى من خلف المعسكر بهدف الإطباق على الجنود من جهتين وإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية في صفوفهم وهو ما تم بفضل الله. على الجانب المقابل للمعسكر حيث توجد تبة مرتفعة تتمركز بها نقطة حراسة عسكرية؛ كان هجوم مجموعة أخرى من المجاهدين، والذين وفقهم الله لقتل مجموعة حراسة النقطة البالغ عدد أفرادها أربعة جنود، وذلك قبل أن ينسحبوا بعد نسف النقطة وغنيمة ما بها من أسلحة. في جانب آخر من المعركة هاجم المجاهدون نقطة "الزاهر" العسكرية؛ وكانت البداية هناك ساخنة إذ حاصر المجاهدون النقطة واشتبكوا مع الجنود المتمركزين بها اشتباكًا عنيفًا أسفر عن مقتل جميع الجنود، والذين يقدر عددهم بنحو العشرة جنود. خسائر العدو في نقطة الزاهر لم تتوقف عند الجانب البشري فقط، وإنما تعدته إلى الجانب المادي أيضًا؛ حيث وفق الله المجاهدين لتدمير دبابة وإحراق مخيمات مبيت الجنود بمحتوياتها. أثر بعد عين أما في نقطة عزة فقد قتل المجاهدون أثناء هجومهم عليها ثلاثة جنود قبل أن يترك زملاؤهم الباقون موقع النقطة ويهربون بعيدًا؛ تاركين وراءهم طقمين عسكريين ذوي دفع رباعي؛ إضافة إلى قطعتي سلاح دشكا المضاد للطيران غنيمة للمجاهدين. المجاهدون لم يمهلوا نقطة عزة وقتًا طويلًا لتبقى قائمة على عروشها؛ إذ أنه وبعد يوم واحد من الهجوم المذكور؛ فجر المجاهدون النقطة ليحيلوها أثرًا بعد عين عصر يوم الخميس التالي للهجمات المتزامنة، وذلك حتى لا يستفيد منها الجيش المتحوث في التضييق على المسلمين وإيذائهم كما هي عادته في مناطق أهل السنة بيمن الإيمان والحكمة. بالانتقال إلى مبنى الأمن العام؛ فبعد أن أغار عليه المجاهدون وصار في مرمى نيران أسلحتهم؛ سارع الجنود المتحصنين داخله -عددهم عشرون جنديًا- بطلب الأمان من المجاهدين والاستسلام مقابل تسليم أسلحتهم وعتادهم، وهو ما كان بالفعل إذ أمنهم المجاهدون وأطلقوا سراحهم قبل أن يغنم المجاهدون جميع قطع السلاح والعتاد العسكري بالمقر، والذي كان عبارة عن ثلاثة أطقم عسكرية ذات دفع رباعي، وثلاث قطع من سلاح الدشكا المضاد للطيران إضافة إلى العديد من سبطانات الدشكا وأسلحة متنوعة أخرى، والعشرات من صناديق ذخيرة البيكا والكلاشينكوف. إجهاض المؤامرة من جهة أخرى هاجم المجاهدون مبنى التربية المطل على مبنى الأمن العام؛ حيث تؤدي الحراسة المتمركزة في مبنى التربية مهام حراسة إضافية للأمن العام. وقد أسفر الهجوم عن مقتل جندي وغنيمة عدد من أسلحة الكلاشينكوف. المجمع الحكومي ومعسكر "حيد النصر" نالا بدورهما نصيبًا من الهجمات؛ حيث اشتبك الأخوة مع الحراسات المكلفة بتأمين المجمع الحكومي؛ فيما ناوشت مجموعة أخرى من المجاهدين قوات المعسكر بهدف إشغالها ومنعها من التحرك لنجدة زملائهم الذين يتعرضون لهجوم أنصار الشريعة بالمواقع العسكرية الأخرى. عشرات القتلى والجرحى من جنود الجيش المتحوث وغنائم متنوعة تمثلت في خمسة أطقم عسكرية، وخمس قطع من سلاح الدشكا، وثلاثين سلاح كلاشينكوف، ومائة صندوق ذخيرة بيكا، وأربعة صناديق ذخيرة كلاشينكوف وأسلحة خفيفة متنوعة. هذه هي حصيلة مكاسب أنصار الشريعة من هجمات البيضاء الأخيرة. فيما ارتقى منهم أربعة شهداء -كما نحسبهم- هم الاستشهادي أبو دجانة اللحجي، وأبو عائشة البيضاني الذي نال الشهادة -بإذن الله- أثناء اقتحام معسكر قوات الأمن الخاصة، وأبو عمار العدني الذي استشهد في اشتباكات المجمع الحكومي، وأخيرًا أبو إسلام الصنعاني الذي انغمس في صفوف الجنود عند الاقتحام على نقطة "الزاهر" العسكرية رحمهم الله جميعًا. مع إشارة عقارب الساعة للخامسة فجرًا بالتوقيت المحلي لولاية البيضاء؛ كانت قوات أنصار الشريعة تنسحب من مواقع الهجمات بعد صولات ناجحة أفشلوا من خلالها -بفضل الله- مؤامرة حوثية استهدفت تطويق أهل السنة في البيضاء، والتمهيد للانقضاض عليهم وافتراس مناطقهم كما حدث مع إخوانهم من قبل في صعدة وعمران وأخيرًا صنعاء. ولكن يبقى سؤال يحتاج إلى إجابة وهو: هل يكتفي أنصار الشريعة في البيضاء بهجماتهم المباغتة الأخيرة الرامية لإجهاض مخططات الحوثي في السيطرة على مناطق أهل السنة بوسط اليمن؟ أنه ما زال في جعبتهم المزيد من المفاجآت قيد الانتظار؟ الإجابة ننتظرها خلال الأيام والأسابيع المقبلة.