اليمن تحولت إلى معقل لتنظيم القاعدة يضاهي مناطق القبائل في باكستان، هذا ما تقوله صحيفة نيويورك تايميز الصادرة اليوم الاثنين، وبحسبها فإن الولاياتالمتحدة قررت توسيع حربها لتشمل اليمن اذا ستنفق وزارة دفاعها اكثر من 70 مليون دولار خلال الاشهر الثمانية عشر المقبلة وتستخدم فرقا من القوات الخاصة لتدريب الجيش اليمني وقوات وزارة الداخلية وخفر السواحل اليمنية وتجهيزها نشرت صحيفة نيويورك تايمز الصادرة اليوم الاثنين تحليلا اخباريا اشارت فيه الى ان الولاياتالمتحدة قررت توسيع حربها على الارهاب لتشمل اليمن الذي اخذ يتحول الى معقل لتنظيم القاعدة يضاهي منطقة القبائل في باكستان. وجاء في التحليل: في غمار حربين كبيرتين لم تنتهيا بعد عمدت الولاياتالمتحدة بهدوء الى فتح جبهة ثالثة خفية بالاساس ضد تنظيم "القاعدة" في اليمن. قبل عام ارسلت وكالة المخابرات المركزية العديد من كبار عناصرها الميدانيين المتمرسين بمكافحة الارهاب الى اليمن، على ما افاد مسؤول كبير في الوكالة. وبدأ في الوقت نفسه عدد من افراد الكوماندو المتخصصين بالعمليات السرية ، تدريب قوى الأمن اليمنية على تكتيكات مكافحة الارهاب ، كما قال مسؤولون عسكريون كبار. وستنفق وزارة الدفاع الاميركية اكثر من 70 مليون دولار خلال الاشهر الثمانية عشر المقبلة وتستخدم فرقا من القوات الخاصة لتدريب الجيش اليمني وقوات وزارة الداخلية وخفر السواحل اليمنية وتجهيزها. كان اليمن منذ زمن طويل ملاذا للجهاديين لاسباب منها ان حكومة اليمن رحبت بالمقاتلين الاسلاميين العائدين من افغانستان حيث قاتلوا في الثمانينات. وكان ميناء عدن اليمني مسرح عملية التفجير الجريئة التي نفذها مسلحو القاعدة ضد المدمرة الاميركية كول واسفرت عن مقتل 17 بحارا اميركيا في عام 2000. ولكن عناصر القاعدة قاموا بجهود مكثفة لبناء قاعدة في اليمن خلال السنوات الماضية مستدرجين مجندين من سائر انحاء المنطقة ومنفذين هجمات اكثر تواترا ضد السفارات الاجنبية واهداف اخرى. ويسعى البيت الابيض الى اقامة علاقات وطيدة مع حكومة الرئيس علي عبد الله صالح ودفعه لمحاربة فرع القاعدة ، المعروف باسم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ، حتى وإن كان بلده الفقير يصارع مع اضطرابات داخلية تبدو مستعصية. وإزاء تنامي المخاوف من صعود التطرف الاسلامي في الصومال وشرق افريقيا المجاورين قال مسؤولون في الادارة واعضاء في الكونغرس ان اليمن يمكن ان يصبح مركز القاعدة التالي لتنفيذ العمليات وتدريب المقاتلين ليضاهي منطقة القبائل الباكستانية التي ينعدم فيها القانون وحيث يعمل كبار قادة التنظيم. وقال عضو مجلس الشيوخ جوزيف ليبرمان الذي زار اليمن في آب/اغسطس ان اليمن اخذ يتحول الى احد المراكز في هذه المعركة. واضاف "ان لدينا وجودا متزايدا هناك من قوات العمليات الخاصة وذوي القبعات الخضر والاستخبارات ، ولا بد ان يكون لدينا هذا الحضور". وقال مسؤولون اميركيون ويمنيون ان العلاقة بين البلدين بلغت نقطة محورية في اواخر الصيف بعد زيارات منفصلة قام بها الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الاميركية في المنطقة وجون برينان مستشار الرئيس اوباما لشؤون الارهاب. واضاف المسؤولون ان الرئيس صالح وافق على تلقي مزيد من المساعدات السرية والعلنية استجابة لضغوط متزايدة من الولاياتالمتحدة وجيران اليمن لا سيما العربية السعودية ، التي فر منها عناصر القاعدة الى اليمن ، فضلا عن التهديد المتعاظم ضد الحلقة السياسية الداخلية في البلاد. وقال كريستوفر بوسيك الخبير بالشؤون اليمنية في مؤسسة كارنغي للسلام الدولي في واشنطن "ان مشاكل اليمن الأمنية لن تبقى في اليمن بل هي مشاكل اقليمية وتطاول المصالح الغربية". ان مناطق اليمن النائية سيئة الصيت بانعدام القانون فيها ولكن الفوضى التي تضرب اطنابها تفاقمت خلال العامين الماضيين بالصراع الذي تخوضه الحكومة مع تمرد مسلح في الشمال الغربي وحركة انفصالية متنامية في الجنوب. وينضب ما لدى اليمن من نفط وأثرت موارد الحكومة المالية المتناقصة في قدرتها على ضرب تنظيم "القاعدة". في هذه الاثناء كانت هناك صلات يمنية متزايدة بمؤامرات ضد الولاياتالمتحدة. فان رجلا مسلما اتهم في 1 حزيران/يونيو بقتل احد الجنود في مركز تجنيد بولاية اركنسو ، قام في وقت سابق بزيارة اليمن الأمر الذي دفع مكتب التحقيقات الفيدرالي لمراجعة سجلات متطرفين آخرين في الداخل زاروا البلاد. وارتبط اسم رجل الدين المتطرف انور العولقي بعدة مشبوهين في قضايا الارهاب بينهم الرائد في الجيش الاميركي نضال مالك حسن الذي يواجه تهمة القتل باطلاق النار على 13 شخصا لقوا مصرعهم في في فورت هود بولاية تكساس في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وفي العدد الأخير من "صدى الملاحم" المجلة الالكترونية لفرع تنظيم القاعدة في اليمن اثنى زعيم التنظيم ناصر الوحيشي على استخدام العبوات الصغيرة لمهاجمة العدو في مقدمة مشؤومة لواقعة يوم الجمعة على متن طائرة كانت متوجهة الى ديترويت. صعد اليمن حملته ضد القاعدة بضربات جوية واسعة في 17 كانون الاول/ديسمبر ويوم الخميس الماضي ، اسفرت عن مقتل اكثر من 60 مسلحا. وابدى المسؤولون الاميركيون تكتما بشأن دور الولاياتالمتحدة في الغارات قائلين انهم قدموا معلومات استخباراتية "وقوة نارية" في هذه الجهود. وقال وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي يوم الأحد ان التعاون العسكري مع الولاياتالمتحدة والعربية السعودية تزايد في الأشهر الماضية بعدما اكدت معلومات جديدة تنامي وجود القاعدة في البلد. قال مسؤولون يمنيون ان الضربات الجوية الأخيرة كانت ناجحة لكنها جاءت بثمن. واوضح مسؤول يمني طلب عدم ذكر اسمه "ان المشكلة تتمثل في ان مشاركة الولاياتالمتحدة تخلق تعاطفا مع القاعدة . فالتعاون ضروري ولكن لا شك في ان له تأثيره على رجل الشارع. فهو يتعاطف مع القاعدة". وكأن فرع تنظيم القاعدة في اليمن يريد تأكيد هذه الرسالة اصدر بيانا على مواقع الكترونية يوم الأحد شدد فيه على الدور الاميركي في الغارات الأخيرة مستهينا باعلان الحكومة اليمنية مسؤوليتها عن هذه الغارات.