طهران: أعلن التلفزيون الإيراني اليوم الاثنين مقتل أكثر من 15 شخصًا في صدامات اندلعت الأحد بين قوى الأمن وأنصار المعارضة في طهران ، فيما تم اعتقال العشرات. وشهدت إيران أمس الأحد مواجهات دامية بين قوات الأمن وأنصار المعارضة خلال إحياء ذكرى عاشوراء، فيما تضاربت الأنباء حول حصيلة ضحاياها. وأعلنت المعارضة مقتل 9 أشخاص بينهم ابن شقيق القيادي المعارض مير حسين موسوي، بينما أعلنت السلطة سقوط 5 قتلى واعتقال 300 شخص في المواجهات التي شملت طهران وتبريز وأصفهان وشيراز ونجف آباد. وقال مساعد رئيس شرطة طهران الجنرال أحمد رضا رادان: "قُتل عدد من الأشخاص خلال الحوادث ، لقد وقع شخص عن جسر وتوفي اثنان في حادثي سيارة وآخر بالرصاص، بما أن الشرطة لم تستخدم السلاح، تثير الوفاة بالرصاص شكوكاً وهي رهن التحقيق" ،مضيفا أنه تم اعتقال أكثر من 300 شخص". وقال التلفزيون الإيراني الحكومي "إن صدامات اندلعت في بعض المواقع عندما تواجه مشاركون في إحياء ذكرى مقتل الحسين، ومثيرين للشغب ضاعفوا استفزازاتهم وقاموا بأعمال التخريب، وقتل وجرح العديد من الجانبين خلال المواجهات" ، مضيفًا "أن مهاجمين مجهولين هم من قتلوا ابن شقيق موسوي". وكان عشرات الآلاف من المتظاهرين انتهزوا فرصة المسيرات المرتبطة بذكرى عاشوراء وتجمعوا في شارع جادة انقلاب ، وجرت مواجهات عديدة بعضها عنيف جدا بين قوات الأمن والمتظاهرين على هذه الجادة التي شهدت تظاهرات كبيرة في يونيو/حزيران الماضي احتجاجا على إعادة انتخاب نجاد. وأضرم المتظاهرون حرائق عدة ليحموا أنفسهم من الغازات المسيلة للدموع وإبطاء هجمات الشرطة التي قاموا برشقها بالحجارة ، كما أقاموا حواجز في بعض الأحيان قرب ساحة ازادي غرب طهران. وردد المتظاهرون هتافات بينها "سنقاتل وسنموت لكننا سنسترد إيران" و"انه شهر الدم والباسيج سيسقطون" ، ملمحين بذلك إلى عاشوراء وإلى الميليشيا التي تستخدمها السلطات الإيرانية إلى حد كبير لقمع المتظاهرين. وخرج المتظاهرون مرات عدة عن سيطرة قوات الأمن على الرغم من الغازات المسيلة للدموع والعيارات التحذيرية، وعلى الرغم من مساعدة عدد كبير من رجال الأمن الذين ارتدوا ملابس مدنية والباسيج الذين كانوا يطاردون ويضربون المتظاهرين حتى في الشوارع المجاورة. تنديد دولي ونددت فرنساوإيطالياوالولاياتالمتحدة بالتدخل العنيف الذي نفذته الشرطة الإيرانية ضد المتظاهرين . وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي مايك هامر إن تدخل الشرطة الإيرانية ضد المحتجين "قمعا عنيفا وظالما" تمارسه الحكومة بحق المدنيين. وأضاف: "ندين بقوة القمع العنيف والظالم للمدنيين بإيران الباحثين عن ممارسة حقوقهم الكونية ، الأمل والتاريخ إلى جانب الذين يتطلعون بسلم إلى حقوقهم المدنية، وكذلك ستكون الولاياتالمتحدة". وشدد على أن "الحكم بالعنف والتخويف لم يكن أبدا عادلا" ، مضيفا "كما سبق أن قال الرئيس باراك أوباما في أوسلو، فإنه عندما تخشى الحكومات من تطلعات شعوبها أكثر من خشيتها من قوة أي دولة أخرى، فإن ذلك شيء معبر". كما أدانت فرنسا ما سمته "الرد العنيف" للشرطة الإيرانية على "متظاهرين عاديين" وكذلك "الاعتقالات العشوائية" التي نفذتها في صفوفهم. وتابع بيان أصدرته وزارة الخارجية الفرنسية أن المتظاهرين الإيرانيين جاؤوا يدافعون عن حقهم في حرية التعبير "وعن تطلعهم للديمقراطية". وحيا ما سماه "الشجاعة الكبيرة للشعب الإيراني" داعيا إلى "حل سياسي" لما يجري في البلاد. وأدانت إيطاليا تدخل الشرطة ضد المتظاهرين ودعت إلى حوار سياسي، وقالت وزارة الخارجية في بيان لها "الحفاظ على حياة الناس قيمة أساسية يجب الدفاع عنها في كل مكان وتحت أي ظرف". وأضاف البيان أن إيطاليا "تأمل أن يقوم حوار بين المعارضة والحكومة الإيرانية في إطار يحترم حقوق الإنسان وخصوصا منها الحق في الحياة".