اتهم مصدر إيراني مطلع السعودية بالقيام بتقديم مبالغ مالية كبيرة لبعض الأشخاص من أجل القيام بأعمال تحريضية، وخاصة إنتهاك حرمة الشعائر الدينية في يوم العاشوراء في ايران. ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية عن المصدر، قوله: أن السعوديين تجنبوا العمل بشكل مباشر، واستعاضوا عن ذلك باستخدام عملاء لهم من أجل القيام بهذه الأعمال، لأن سمعة السعودية عند الشعب الايراني سيئة جدا". وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه،: "أنه تم الكشف عن بعض الخيوط التي تشير إلى تورط السعودية في الحوادث والاضطرابات التي جرت يوم عاشوراء في طهران". من جانبها، قالت الوكالة :إن تصرفات السعودية في الشهر الماضي، من خلال الاعلان عن لجوء ابنة زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن الي السفارة السعودية في طهران، وكذلك اتهام ايران بالتدخل في حوادث اليمن، تشير إلى سعيها للاستفادة من كل الظروف والامكانات لمواجهة إيران". وكانت إيران شهدت الأحد مواجهات دامية بين قوات الأمن وأنصار المعارضة خلال إحياء ذكرى عاشوراء، فيما تضاربت الأنباء حول حصيلة ضحاياها، حيث ذكر التلفزيون الإيراني ان 15 شخصا قتلوا وأاصيب عشرات آخرون في صدامات اندلعت بين قوى الأمن وأنصار المعارضة في طهران ، فيما تم اعتقال العشرات. وقال مساعد رئيس شرطة طهران الجنرال أحمد رضا رادان: "قُتل عدد من الأشخاص خلال الحوادث ، لقد وقع شخص عن جسر وتوفي اثنان في حادثي سيارة وآخر بالرصاص، بما أن الشرطة لم تستخدم السلاح، تثير الوفاة بالرصاص شكوكاً وهي رهن التحقيق" ،مضيفا أنه تم اعتقال أكثر من 300 شخص". وقال التلفزيون الإيراني الحكومي "إن صدامات اندلعت في بعض المواقع عندما تواجه مشاركون في إحياء ذكرى مقتل الحسين، ومثيرين للشغب ضاعفوا استفزازاتهم وقاموا بأعمال التخريب، وقتل وجرح العديد من الجانبين خلال المواجهات" ، مضيفًا "أن مهاجمين مجهولين هم من قتلوا ابن شقيق موسوي". وكان عشرات الآلاف من المتظاهرين انتهزوا فرصة المسيرات المرتبطة بذكرى عاشوراء وتجمعوا في شارع جادة انقلاب ،حيث جرت مواجهات عديدة بعضها عنيف جدا بين قوات الأمن والمتظاهرين على هذه الجادة التي شهدت تظاهرات كبيرة في يونيو/حزيران الماضي احتجاجا على إعادة انتخاب نجاد. وأضرم المتظاهرون حرائق عدة ليحموا أنفسهم من الغازات المسيلة للدموع وإبطاء هجمات الشرطة التي قاموا برشقها بالحجارة ، كما أقاموا حواجز في بعض الأحيان قرب ساحة ازادي غرب طهران. وردد المتظاهرون هتافات بينها "سنقاتل وسنموت لكننا سنسترد إيران" و"انه شهر الدم والباسيج سيسقطون" ، ملمحين بذلك إلى عاشوراء وإلى الميليشيا التي تستخدمها السلطات الإيرانية إلى حد كبير لقمع المتظاهرين. وخرج المتظاهرون مرات عدة عن سيطرة قوات الأمن على الرغم من الغازات المسيلة للدموع والعيارات التحذيرية، وعلى الرغم من مساعدة عدد كبير من رجال الأمن الذين ارتدوا ملابس مدنية والباسيج الذين كانوا يطاردون ويضربون المتظاهرين حتى في الشوارع المجاورة.