هُدى وعرفات.. الحب في زمن الحوثيين منذ عام تقريباً، لم يجد شاب يمني، وفتاة سعودية حلاً لمشكلتهما، المتمثلة في طلب الزواج من بعضهما، بعد رحلة مغامرة قاما بها عبر حدود المملكة العربية السعودية وصولاً إلى اليمن.
لكن ما لم يكن متوقعاً، هو أن يُكتب آخر فصول قصة حب “هدى” و “عرفات” بيد مسلحي جماعة الحوثي، بعد أن عاشا عدة أشهر من الفراق، وفق حكم قضائي صادر من إحدى محاكم صنعاء. فمساء الخميس الماضي، داهم نحو 15 مسلحاً حوثياً، دار “الأمل لرعاية الأحداث” في العاصمة اليمنيةصنعاء، واقتادوا فتاة سعودية كانت ضمن الفتيات اللواتي أودعتهن المحاكم في دار الرعاية إلى جهة مجهولة. عرّف المسلحون أنفسهم لدى حراسة المبنى بأنهم من “اللجان الشعبية” (مسلحون قبليون يتبعون جماعة الحوثي) وأن مهمتهم إخراج السجينة السعودية “هدى آل نيران”؛ وبحسب شهود عيان فإن حراسة الدار حاولت منع المسلحين ومقاومتهم، لكنها فشلت، فيما اختطف المسلحون “هدى” تحت تهديد السلاح وغابوا عن الأنظار. وتحدثت مصادر إعلامية، يوم الخميس، عن وصول “هدى” و”عرفات” إلى مدينة عمران (شمال) برفقة عناصر من جماعة “أنصار الله” (الحوثيين) حيث قامت قيادات من الجماعة بإحضار مأذون شرعي، وتمت مراسيم عقد قرانهما، لتطوى بذلك آخر فصول قصة حبهما. ترجع قصة “هدى آل نيران” أو ما عُرفت في الإعلام السعودي ب””فتاة بحر أبو سكينة”، نسبة إلى منطقة سكناها بجنوب المملكة العربية السعودية، إلى أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، حين أقدم شاب يمني مُقيم في السعودية يُدعى “عرفات القاضي” على اصطحاب “هدى” وتهريبها إلى الأراضي اليمنية، بدافع وقوعهما في قصة حب، ورغبتهما في الزواج، في حين رفض أهل “هدى” تزويجها من “عرفات”، ما اضطرها إلى الهروب مع عرفات . حينذاك، شغلت هذه القضية الرأي العام اليمني والسعودي على حدٍ سواء، بين مؤيد لحقهما في الزواج، ومعارض لذلك، على اعتبار أن هذه القضية تمس العادات والتقاليد، وأن الاختطاف طريقة غير مشروعة، حتى لو كان مبررها “الحب” أو الزواج. وكانت محكمة شرق أمانة العاصمة صنعاء قررت، في ال27 من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، تبرأت “عرفات” من التهم المنسوبة إليه وإطلاق سراحه، بينما مُنحت هدى حق طلب اللجوء الإنساني إلى مفوضية اللاجئين وحجزت بدار الأمل، وطلبت محكمة أخرى إذناً شرعياً من وليها بالسعودية لتزويجها وهو ما لم يتم. وسواءً صحّت رواية تزويجهما على يد مأذون شرعي تابع لجماعة الحوثي، أم لا، إلا أن مجرد خروج “هدى” من دار الرعاية، هو بمثابة آخر فصول القصة.