تبنى خوارج العصر تفجيرين انتحاريين في مسجدين "جامع بدر، جامع الحشوش" بصنعاء أثناء أداء المصلين لشعيرة الجمعة ذهب ضحيته نحو 142 من المصلين بينهم أطفال، وكأنهم يؤكدون بذلك على أتباعهم مسلك أسلافهم من الخوارج الذين لم يحترموا قدسية بيوت الله، فاغتالوا سيدنا علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وهو يصلي الفجر في المسجد. وكان من بين ضحايا التفجير الأستاذ مرتضى بن زيد المحطوري، وهو من علماء الزيدية المعروفين في اليمن، وقد كان، رحمه الله، بالرغم من اختلافنا المذهبي، وتباين آرائنا الفكرية، وتعارض مواقفنا من الأحداث الجارية، متسع الصدر للحوار مهذباً في تعبيره عن خلافه معنا، وأذكر يوم أن سأله الفقير في صنعاء أوائل التسعينيات الميلادية عن الامتداد الإمامي الإثنى عشري الشيعي في صفوف الزيدية والمدعوم من قِبَل إيران، أجاب بأنهم أخطر على الزيدية من السلفية؛ لأنهم يدخلون عليهم من طريق قضية آل البيت.
وإلى الإخوة الحوثيين: إن أي محاولة لاستغلال هذه الجريمة الشنعاء في تبرير تصعيد القتال واستمراركم في المضي قدما نحو ما أنتم فيه لن تكون ثمرته سوى المزيد من الدماء والمزيد من تضييع اليمن، ولن تبلغوا بذلك ما ترومونه ولا حتى التخلص من أعدائكم، ولن تكون نتيجة مشروعكم سوى استحداث أرض جديدة لمعارك دول الإقليم ومعارك الدول الكبرى من خلال إشعال الفتنة الطائفية ليتجدد المشهد السوري ولكن على أرض اليمن وبدماء يمانية لا قدر الله.
{ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين}. اللهم ألهمنا الرشد.. يا حق يا مبين.
ملاحظة: من يحاول تبرير هذه الجريمة بجرائم الحوثيين، فليس سوى مجرم ثالث، فالحرام لا يبرر الحرام، ومن يردد لماذا لم تستنكر كذا وكذا دون متابعة سابقة لما يُكتب في هذه الصفحة: راجع آدميتك، ومن يبني تصوره للواقع على إفك قناتي (الجزيرة والعربية) راجع التزامك بفريضة التثبّت. والسلام