الأمر واضح جداً .. إيران التي تضع "الهاشميين" على رأس الهرم الديني والقيادي الأعلى تؤاخي بين فِرق الشيعة بمذاهبهم ومناحلهم ، الزيدي والجعفري والإسماعيلي والصوفي ، حتى المذهب الشافعي تجده أقرب مذاهب السنة إلى الهاشمية الزيدية من باب موالاة آل البيت !. - أنا من منطقة قال جدي أنها زيدية ، أبي يُرسِل في الصلاة كأي رجل قديم يحتاج ليتذكر إرثه التاريخي مع مذهب عاش طويلاً في منطقتنا ، وبمكتبته الصغيرة كتاب "الزيدية" لأحمد صبحي منصور ، كان يشير إليه بفخر ويقول أن الزيدية أقرب المذاهب للسنة ، بل هو سنة الشيعة وشيعة السنة ، أبي لم يقرأ الكتاب كما يبدو ، ولم يقرأ مجموع رسائل المتطرف المجرم يحيى الرسي ، او كتاب الشافي لعبدالله بن حمزة ، أو مجموع فتاوى محمد بن القاسم وغيرهن من كتب التكفير الخطيرة لأهل السُنّة !. - لقد واجهنا كزيود قُدامى بربرية الزيود الحقيقيين ، فالزيدية في مدينتي "ذمار" مثلاً ، لم تعد تلك الزيدية الملتهبة مع إختفاء ولاية دينية أو سلطة زيدية حاكمة باليمن ، انحسر الزيود وبقيت الذكريات ، وعرف المتعصبون منهم وهم "الهاشميون" تحديداً أن هذا المذهب لا يعيش إلا حاكماً ، ولا يستطيع الإستمرار في التوغل الشعبي مالم يكن الحاكم منهم ، يضخ الفتنة ويعيش على التناقضات والخداع ، ويكسب ولاءات رجال القبائل بإستعطاف نخوتهم الدينية تجاه مظلومية "آل البيت" ، وهذا مايفعلونه الآن . - يصرخون حين يسقط ضحايا أبرياء في مناطق الزيدية القديمة ، يشعلون النفير العام ، ويقبضون على المنطقة ويحاصرونها ، يجعلونها رهينة مكرسة لخطاب دقيق وموجه ، كي تستعصم أم أي تغيير قادم ، أو موجة تحررية واعية تقلب المفاهيم وتحدد العدو من الداخل . - من يموت في تعز أو البيضاء وعدن والجوف ومأرب والحديدة وإب ، مجرد مرتزقة يستحقون الموت .. هذه المناطق التي واجهت عدوان الحوثي ، ظلت تاريخياً شوكة في حلق الزيدية الإجرامية ، التي استنزفت رجال القبائل وقاتلت بينهم ، وأثارت فتنة البغضاء وجعلتهم "عكفي" لحراسة السيد المأفون . - كان صوت "محمد محمود الزبيري" مخيفاً من داخل المنطقة الزيدية ، وبالقرب من الجامع الكبير ينشد أشعاره وخطاباته كتكبيرة حرية تُفسّر ما معنى أن تقول "الله أكبر" ، وكقناع "فانديتا" الشهير ، خرج اليمانيون موحدون من كل الأرياف والأحياء في ليلة السادس والعشرين من سبتمبر المجيد لتطوق منازل الهاشميين وتطردهم ، لم تعد حكايات آل البيت المقدسين تردع الجائعين الذين عرفوا أن اللص من داخل البيت ، وأن الطاغية اللعين هو الحاكم الإمام !. - صوت "الزبيري" وبطولة "علي عبدالمغني" و ثقافة "النعمان" ، وقيادة الزعيم "السلال" ، دمرت قدسية الشيعة الزيدية التي تدثرت بعباءة القربى إلى السُنّة ، الأفكار التحريرية التي غرسها الورتلاني وجمال جميل وغيرهم من الاصوات الاسلامية المعتدلة قلبت ظهر الحُكّام المستبدين ، وعرفوا أن وراء صنعاء مُدناً أخرى وعالماً جميلاً يستحق اليمنيون أن يعيشوا مثله ، وكانت بعد تراكمات الغليان أولى طلقات الثورة المجيدة لإنهاء حُكم الخبثاء وإزاحة الستار عن الهادوية السياسية التي قبضت على عنق الزيدية وجعلتها أكثر تطرفاً . - اليوم يطوف المتطرف الذي لايجد غضاضة من إعلان كراهيته لعمر بن الخطاب وأبوبكر الصديق وإبنته أم المؤمنين "عائشة" "يحيى بدر الدين الحوثي" أماكن الشيعة الهاشمية في #العراق في محاولة لحشد التأييد الشيعي بمختلف طوائفه ، إضافة إلى البهرة ، والصوفية .. يلتقي الزيدي المتطرف مع الجعفري دون أي صفة سوى أنه "هاشمي" آخر يلتقي معه تحت ظلال (الآل) المقدسين ! ، حتى أن وزير الاوقاف اليمني السابق "حمود عباد" كان يذهب إلى الأزهر في اعوام 2009 - 2011م للحصول على ابتسامة من شيخها الهاشمي ويؤكد وبجانبه ممثل للحوثي على قرابة الحوثيين للإمام الأكبر في مصر ! . - هذه العرقية الفاشية ترفع منسوب الطائفية في الحرب ، بينما تظل بعض الدول العربية في غيها القديم بمحاصرة "الإخوان المسلمين" الذين يمثلون النضج السياسي الأعلى لمذاهب السنة ، وبقليل من التعقل ستجد قيادات تلك الدول أن الإخوان في مصر أو النهضة في تونس أو تجمع الإصلاح في اليمن وغيرهم من التيارات الإسلامية في الخليج وبلاد الشام أقرب إليهم ولحكمهم وسلطتهم من الهاشمية السياسية التي وحدتها إيران رغم اختلافاتها المذهبية .. لنكون صرحاء أكثر ، فقبيلة الهاشميين تواجه اليوم العرب الحقيقيين وقد صارت موحدة تحت غطاء النفوذ الإيراني ، ومالم تتوحد الأمة العربية كلها تحت راية المملكة العربية السعودية في معركة اليمن تحديداً فإن تناقضاتها ومصالحها ستتساقط وتكون الهاشمية البديل الموحد كما حدث بعد ثورة لورانس العرب ، إقرأوا التاريخ لتعرفوا ماذا حدث بُعيد ما يسمى بالثورة العربية الكبرى على الوجود العثماني في الجزيرة العربية ، وكيف كان لراية التوحيد التي قادها الملك السعودي الراحل عبدالعزيز آل سعود أثرها في تدمير الأطماع الهاشمية ، وهي ذات الأطماع التي تولت إيران اليوم إحياءها ، وإذكاء الفتنة المتصلة في داخل منطقتنا العربية ، ويبدو أن لا سبيل أمامنا سوى التوحد أمام الهيمنة السياسية للهاشميين بمختلف مذاهبهم ومناطقهم .