كشفت شرطة دبي عن اتساع دائرة الاتهامات في جريمة اغتيال القيادي في حركة المقاومة الاسلامية "حماس" محمود المبحوح لتشمل 26 شخصا بعد اعلان 15 شخصا اليوم الأربعاء . ونقلت قناة "العربية" عن بيان صادر عن شرطة دبي "إن ستة من المتهمين الجدد يحملون الجنسية البريطانية ، وثلاثة فرنسيين وثلاثة من حاملي الجنسية الإيرلندية وثلاثة إستراليين". وأضاف البيان الصادر عن قيادة شرطة دبي "إن 14 شخصا من المشتبه بهم استخدموا بطاقات ائتمان من بنك واحد وهو ميتا بنك الذي يقع في الولاياتالمتحدةالأمريكية للحجز في الفندق وشراء تذاكر السفر". وتوقعت شرطة دبي زيادة عدد المتهمين المتوقع الكشف عنهم خلال الايام القليلة المقبلة ، مشيرة إلى أن من ضمن ال26 متهما خمسة نساء "اثنين من ايرلندا ، وفرنسية ، استرالية ، بريطانية". وأشارت شرطة دبي إلى أن المتهمين وصلوا إلى دبي من ست دول أوروبية منها زيورخ وروما فرنكفورت وباريس وسويسرا وميلان ، فضلا عن هونج كونج ، وذلك في مجموعات وبرفقة كل واحدة إمرأة ومسن للتمويه ، مضيفة أن الجريمة استغرقت حوالي 20 دقيقة ، غادر بعدها المتهمون دبي إلى عدة دول بينها إيران . وأوضحت شرطة دبي أن مهام الأشخاص الذين حملوا تلك الجوازات توزعت ما بين المساعدة في الأعمال المُجهِزة والمسهلة للجريمة خلال فترات زمنية مختلفة قبل تنفيذ الجريمة وبين القيام بأدوار رئيسية في ارتكابها. ولفت البيان إلى أن الدول الأوروبية أكدت سلامة جوازات السفر التي استخدمها المتهمون في جريمة اغتيال المبحوح ، الا أنهم اشاروا إلى أن هذه الجوازات صدرت بالاحتيال. وبعد الكشف الجديد ارتفع عدد المتهمين ممن حملوا جوازات سفر بريطانية أثناء دخولهم إلى دبي من ستة إلى 12 متهماً ، بينما زاد عدد من استخدموا جوازات سفر إيرلندية من ثلاثة إلى ستة متهمين، وكذلك ارتفع عدد مستخدمي جوازات السفر الفرنسية من بين أعضاء الشبكة من متهم واحد إلى أربعة متهمين، إضافة إلى جواز سفر واحد ألماني ، وثلاث جوازات سفر استرالية. وكان محمود المبحوح اغتيل في العشرين من يناير / كانون الثاني الماضى فى فندق (البستان روتانا) بإمارة دبى بدولة الإمارات العربية المتحدة التي أكدت تورط الموساد الإسرائيلي في الجريمة. وذكرت صحيفة "ميل أون صنداي" البريطانية في عدد سابق أن الأشخاص الذين نفذوا اغتيال المبحوح حاولوا أن يجعلوا وفاته تبدو وكأنها حادثة عن طريق صعقه بلمبة مثبته على أحد جانبي سريره بالغرفة التي كان يقيم بها في الفندق. ونقلت الصحيفة عن مصادر من داخل شرطة دبي إن القتلة حاولوا "إظهار آثار أزمة قلبية" قبل خنقه بوسادة في غرفته. ويمكن للصدمة الكهربية أن تصيب عضلات القلب بحالة من التشنج، تماما ًمثلما يحدث عند إصابة الضحية بأزمة قلبية سببها ارتفاع ضغط الدم. وذلك في الوقت الذي عثرت فيه الشرطة على أقراص تستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم داخل غرفة المبحوح.
وبرغم التفاصيل التي جرى الكشف عنها حتى الآن من جانب الشرطة، إلا أن الصحيفة تكشف المزيد من التفاصيل المتعلقة بتلك الحادثة، فتقول إن الطاقم الذي كان مكونا ً من 18 فردا ً كان بانتظار المبحوح – الذي سافر باسم وهمي هو محمود عبد الرؤوف محمد – قبل أن يقتفوا أثره إلى فندق "بستان روتانا" بالقرب من مطار دبي. وتتابع الصحيفة كشفها عن أن المبحوح وصل إلى دبي قادما ً من دمشق حاملا ً جواز سفر مزور.
وتمضي الصحيفة لتشير إلى أن القتلة قاموا بزرع جهاز تعقب في سيارته طراز 'التويوتا لاند كروزر' المستأجرة، وتعقبوه حتى وصل إلى الفندق الذي سيقيم به. ثم تعقبه رجلين يرتديان ملابس خاصة برياضة التنس إلى غرفته رقم 230، وقبيل ساعات قليلة من وفاته، قام المبحوح، 49 عاما ً، بزيارة إلى مول دبي، حيث اشترى من هناك زوج من الأحذية. ثم عاد إلى غرفته في تمام الساعة 8:24 مساءا ً، وكان القتلة بانتظاره. ويعتقد أن أربعة رجال قد تغلبوا عليه من الناحية البدنية بعد فتحه باب الغرفة بفترة قصيرة. وفي غضون ذلك، كانت هناك سيدة تحمل جواز سفر أيرلندي باسم جيل فوليارد، تقف في الممر لمراقبة الوضع بالخارج.
وبعد أن أظهرت كاميرات المراقبة وجود القتلة هناك لمدة 22 دقيقة فحسب، تنقل الصحيفة عن مصدر تأكيده على أن المحققين يستبعدون استخدام الصدمة الكهربية في تعذيب المبحوح. وقد أوضحت نتائج التشريح الأولية أن السبب الرئيسي وراء الوفاة هو تعرضه للاختناق بوسادة أو شيء آخر لين. وتابع المصدر حديثه بالقول :' في غضون 25 دقيقة من اكتشاف الجثة، قام الفندق بإبلاغ الشرطة. وقد حضر في البداية ستة ضباط، ثم وصل طاقم كامل في غضون أربعين دقيقة، حتى وصل عددهم إلى خمسة عشر. وحينها كان المبحوح مستلقياً على ظهره فوق السرير، ومغطى بملاءات حتى رقبته، ومرتدياً سروال أسود. وكانت الوسائد في مكانها، وبدت الغرفة طبيعية، والستائر مُغلقة. في حين لم يتم الكشف عن علامات تكشف عن حدوث حركة في أسلاك المصباح إلا في وقت لاحق.