احتشد الآلاف من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في مصر الجمعة 4-6-2010 حول المرشح المحتمل للرئاسة في مصر الدكتور محمد البرادعي خلال جولة دعائية لبرنامجه للإصلاح الديمقراطي. وقام البرادعي (67 عاماً) بالجولة في مدينة سنورس في محافظة الفيوم الواقعة جنوب غربي القاهرة وأدى صلاة الجمعة في مسجد مبارك بالمدينة مع نحو ألف مصلٍ، لكن نحو أربعة آلاف مواطن آخرين احتشدوا في الشوارع المحيطة بالمسجد.
*اتفاق واختلاف وجلس بجوار البرادعي على المنصة في مؤتمر جماهيري بعد صلاة الجمعة عضو مجلس الشعب مصطفى عوض الله المنتمي لجماعة الإخوان، والعضو القيادي في الجماعة الأحمدي قاسم. وقال البرادعي خلال الجولة "نتفق مع جماعة الإخوان في الدعوة لإلغاء حالة الطوارئ وإنهاء القوانين المقيدة للحريات والمطالب السبعة التي جاءت في بيان الجمعية الوطنية للتغيير." وأضاف أنه يرحب بعضوية الجماعة في الجمعية الوطنية للتغيير برغم الاختلاف في بعض "الرؤى". ومن المرجح أن البرادعي يقصد بهذا الاختلاف رفض الجماعة أن تتولى امرأة أو مسيحي رئاسة الدولة حتى إذا صار المنصب شرفياً في نظام برلماني. وفي السابق قال البرادعي إن جماعة الإخوان تؤمن بالدولة المدنية التي يدعو إليها.
*مواقف متضاربة وكانت قد صدرت تصريحات متضاربة من الجماعة أمس الخميس بشأن موقفها من تأييد البرادعي للترشح لانتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها العام المقبل. وقال الدكتور عصام العريان المتحدث الرسمى باسم الجماعة ل"العربية.نت" إن الإخوان بصدد عقد لقاء مع البرادعى لوضع خطة عمل مشتركة في المرحلة القادمة للوقوف على نقاط الاتفاق والتفاهم، وهو ما وصل إلى وكالات الأنباء، وتناقلته فى الساعات القليلة الماضية. وقال المتحدث الإعلامى باسم الجماعة الدكتور محمد مرسي أن وكالات الأنباء أخطأت فى الترجمة وتم نشر هذا الخبر بشكل ليس دقيق على الإطلاق، مشيراً إلى أن الجماعة تكن كل الاحترام للبرادعي إلا أنهم لم يعلنوا تأييدهم له إذا رشح نفسه فى الانتخابات القادمة. وأضاف مرسي أن الجماعة عضو فى الجمعيه الوطنية للتتغير وتحترم مبادئها وأهدافها السبعة ولديها الاستعداد على التعاون مع أي جهة تسعى بشكل جاد لأى حراك سياسي فى مصلحة الوطن. وأوضح أنه "ليست لنا علاقة بالأشخاص وعلاقاتنا فقط بالجمعية ككيان له استراتيجية وآليات معلنة"، مؤكداً أن من يعرف جماعة الإخوان المسلمين جيداً يعرف بمنتهى السهولة أن إعلاننا لتأييد مرشح من عدمه الآن ليس نهجنا. وتعجب مرسي من تناقل مثل هذا الخبر فى هذا التوقيت تحديداً رغم أنه نفاه لعدد من الوكالات ورغم ذلك لم تصلح خطأها حتى هذه اللحظة. وتساءل مرسى: لماذا يريدنا البعض أن نخطئ فى حق البرادعى أو أن نبدي أي تحفظ عليه بشكل شخصى؟ قائلاً: لم ولن يحدث ذلك لأننا لا نخطأ فى حق أحد وما يهمنا هو الإصلاح فقط. فيما أشار عضو الكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان المسلمين المحامى صبحى صالح أن الإخوان يشتركون مع البرادعى فى الأهداف، أما كونه مرشحاً للرئاسة فهذا لا يجوز حتى الآن لأنه غير حزبى ويلزمة 250 توقيعاً من مجلسي الشعب والشورى والمحليات وهذا أمر يكاد يكون مستحيلاً.
مظاهرة حاشدة في الأسكندرية
وفي مدينة الإسكندرية الساحلية (شمال) نظم الآلاف من أعضاء جماعة الإخوان مظاهرة تعبيراً عن التضامن مع غزة في أعقاب حادث الهجوم الإسرائيلي على قافلة "أسطول الحرية." وردد المتظاهرون الذين غصت بهم منطقة "محطة الرمل" في وسط المدينة شعارات مؤيدة لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، وعبروا عن رفضهم للاكتفاء ببيانات الشجب والإدانة. وحيا المتظاهرون تركيا ورئيس وزرائها رجب طيب أردوغان ورفعوا أعلام مصر وتركيا وعلم حركة حماس. وتجمعت أعداد غفيرة من قوات مكافحة الشغب قرب مكان المظاهرة منذ فجر اليوم لكنها لم تتدخل في سيرها.