اختتمت على قاعة الأستاذ أحمد دهمش للبرامج الجماهيرية والمؤتمرات الصحفية بالعاصمة صنعاء منافسات حلقات البرنامج الجماهيري الشعري (صدى القوافي) الذي يعرض على شاشة قناة اليمن الفضائية خلال أيام شهر رمضان المبارك, وذلك بحضور الأخوين حسن أحمد اللوزي - وزير الإعلام - وحسين عمر باسليم - رئيس قطاع التلفزيون - قناة اليمن الفضائية والأولى.. وفي حفل الاختتام الذي حضره أيضاً الأخ معاذ الشهابي - المدير التنفيذي لفعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية 2010م - الراعي الرسمي للبرنامج, تم تكريم الشعراء والفائزين بالمراكز الأربعة الأولى من بين أربعمائة شاعر تقدموا إلى أكبر مسابقة من نوعها في الشعر الشعبي على مستوى الوطن العربي للعام 2010م, وبحيث تم وصول 48 شاعراً إلى المنافسات النهائية.وقد حصل على المركز الأول في المسابقة الشاعر حافظ الجرباني, وحصل على درع البرنامج بالإضافة إلى مبلغ وقدره ثلاثة ملايين ريال, فيما حصل الشاعر صادق الحكيمي على درع المركز الثاني وجائزة قدرها مليونا ريال..
والمركز الثالث كان من نصيب الشاعر علي بن علي الرداعي بجائزة قدرها مليون ريال.. أما المركز الرابع فقد حققه الشاعر عبدالله الغريب اللمعاني الذي حصل على جائزة قدرها خسمائة ألف ريال. وكان الأخ حسن أحمد اللوزي - وزير الإعلام - قد ألقى كلمة في نهاية الحفل, قال فيها: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين.. أما بعد, فإنها ليلة مباركة من ليالي الابتهاج والنصر والنجاح, ليلة من ليالي الشهر الكريم, تلتقي فيها الأرواح والقلوب العطشى حول حياض وينابيع الشعر الشعبي, والشعر الذي تحدث عنه الأستاذ محمد عبدالسلام منصور - عضو اللجنة - فأغناني عن الاستفسار كثيراً, غير أنني لابد أن أقول أيضاً: إن الشعر سيظل ويبقى ذخر هذا الشعب وذخر أمة لغة الضاد وعنوان اقتدارها في التعبير عن أحلامها وأفكارها وطموحاتها وتجسيد المواقف النبيلة في الحياة تجاه كافة القضايا والمواضيع التي تشغل الأذهان وينشغل بها الأفراد وتنشغل بها المجتمعات. وفي هذا العام أتحفنا هذا البرنامج بأن جعل الشعر لصيقاً بوظيفته الأساسية, وأن يكون مدرسة لكي ننهل منها معاني القيم النبيلة والمواقف المخلصة تجاه أهم القضايا وأهم المواضيع, لقد تطرق البرنامج لأكثر من ثلاثة وثلاثين موضوعاً بين قضايا جوهرية أرقاها وأعظمها الولاء لله والتعبير عن حقيقة الإيمان والولاء للوطن والولاء للوحدة والولاء للثورة والولاء لقائد مسيرة الثورة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - وأيضاً الوقوف أمام المشكلات الجادة, حتى إنني وأنا أتابع هذا البرنامج تخيلت أنه قادر على أن يعطيني العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية بأن نختار ونخصص جملة من القصائد التي تليت والتي استمعنا إليها في هذا البرنامج في شكل موضوعات تعالج قضايا ومشكلات تم التطرق إليها وتابعناها جميعاً وتابعها الإخوة المشاهدون والمشاهدات عبر شاشة قناة اليمن, القناة الأولى في اليمن. وبالتالي أستطيع أن أؤكد أن الشعر سيظل لغة حية قادرة على أن تثري حياة الإنسان وأن تشعل الهمم وأن تشد من العزيمة وأن تثقف النفوس والعقول والأفكار بحيث تكون قادرة على تحمل مسئولياتها وإدارة حياتها في شتى ميادين العمل والحياة والابتكار والإبداع. وبالتالي تنفيذاً لتوجيهات فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية - نحن سائرون في المؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون إلى الإنجاز, وفي القريب بإذن الله لقناة (حضرموت), هذه القناة التي ستكون مختصة بالجوانب الثقافية, وستكون أيضاً مرآة اليمنيين شعباً وثقافة وحضارة تجاه أنفسهم أولاً وتجاه الآخرين؛ لتقدم ثقافة اليمن وفلكلورها ودانها وشعرها وكافة فنونها الكلامية اللفظية والغنائية والموسيقية, ما أروع الطاسة! وإيقاع الطاسة في هذا المساء يذكرنا بالمدرسة الأولى التي تعلم منها الإنسان الموسيقى والرقص, تلك المدرسة التي جعلت من الإنسان كائناً حضارياً يستطيع أن يتلاحم ويلتقي بالآخر, ويعبر عن وجوده الاجتماعي في الزمن القديم قبل أن يكون للكلمة دورها, الكلمة الرسالة, والكلمة الموقف والمبدأ, وبالتالي نستطيع أن نقول بأن هذا البرنامج سيظل حياً وقائماً ومستمراً بقوة عطائه وبالمكانة التي احتلها في برامجنا التلفزيونية. ولابد أن أزجي الشكر لجميع من ساعدوا في إنجاح هذا البرنامج والوصول به إلى هذه المراقي الحميدة, بداية بكل الشعراء الذين شاركوا في أيامه وفي مسابقاته والذين خرجوا من صف المسابقة في الأيام الأولى ولأنهم خرجوا من البرنامج, فالفضل الأكبر والأروع بالنسبة لهم بأنهم اقتحموا القلوب ودخلوا إلى وجدان الشعب ووجدان المواطن وكفاهم نجاحاً وتفوقاً في هذا الجانب. الشكر ثانياً - وشكر مستحق - إلى لجنة التحكيم, هذه اللجنة المشكلة من هامات فكرية وأدبية وشعرية هامة في بلادنا , لقد ساعدوا في أن يصل هذا البرنامج إلى هذا المستوى, فالشكر جزيلاً وعميقاً ومستحقاً لهم فرداً فرداً , فهم من الرجال الأفذاذ, والأخت الفارسة الأستاذة الدكتورة سعاد السبع, والأستاذ الفارس والشاعر والذي تعلمت منه أجيال كبيرة وتعلمت منه أنا والشعراء ممن جايلوني وجايلتهم, الشاعر الذي أعلن معاً معنى الحرية ومعنى الالتزام والشجاعة في الانتصار لقضايا المساواة وقضايا الانتصار للمرأة وحرية المرأة, الشاعر الكبير الأستاذ (محمد الشرفي) لا أستطيع أن أفيه حقه, فحقه دائم وحي في تكوين وذاكرة ووجدان من تشكلوا من أجيال الشعراء والأدباء في وطننا, ليس في مجال الشعر فحسب وإنما أيضاً في مجال المسرح وفي مجال النقد الأدبي, ومثال ذلك الأمر يقال عن الأخ العزيز والصديق الكبير الأستاذ محمد عبدالسلام منصور الذي يقدم تجربة فذة في كتابة القصيدة الجديدة, وهو يشير إلى أهمية أن يقدم برنامجاً خاصاً بالقصيدة الفصحى والقصيدة الحديثة. إنما يذكرنا بوعود وعهود تمنينا أن تتحقق ونتمنى أن تتحقق فيه أن يجد الشعر الحديث بشكله الكلاسيكي وبشكله الجديد المجال للتنافس ولخوض غمار مثل هذه التجربة العظيمة, وفي هذا العام عام عرس الأعراس, عرس الثقافة العربية والإسلامية, مدينة المحبة والإيمان العميق والإيمان الصحيح والسوي والفكر المستنير والعمارة العظيمة, عام تريم عاصمة للثقافة الإسلامية. لا يمكن إلا أن نقدم الشكر أيضاً جزيلاً ومستحقاً للمكتب التنفيذي لتريم عاصمة الثقافة للإسلامية, وللأخ العزيز الأجل معالي الأستاذ محمد أبوبكر المفلحي - وزير الثقافة - وكل الذين يعملون ويسهرون من أجل إنجاح هذا المشروع الكبير, مشروع تريم عاصمة للثقافة الإسلامية؛ لنقدم للعالم ونعرّف المسلمين في كل بقاع الأرض بعاصمتهم, عاصمة الإيمان والعلم والمعرفة, وعاصمة الفنون الجميلة, وعاصمة الشواهد الحية للحضارة الإنسانية على أرض الإيمان والحكمة والفقه اليمني الجمهورية اليمنية. ولابد أن أصل أيضاً إلى تقديم الشكر لطاقم فريق العمل الجماعي بهذا البرنامج والذي يقوده باقتدار حكيم الإعلامي المقتدر الأخ جميل عز الدين والأخت المخرجة العزيزة نادية هزاع والتي استحقت بالفعل هذا الثناء ليس منا وإنما أيضاً من الزملاء الشعراء الشعبيين.. وحقيقة هذا يجعلنا نتساءل أين الأخوات الشاعرات الشعبيات في وطننا, نتمنى أن يكون البرنامج في دورته القادمة خصباً ويستقبل شاعرات من وطننا وهن كثر, ومازلن مغيبات, ونحن نشدد الدعوة إليهن ليأتينا ويقلن وينافسن أخاهن الشاعر ليحزنا بالنجاح المطلوب بإذن الله تعالى. الشكر لكل الفنيين ولكل من ساعدوا من مساعد المخرج والمصورين والفنيين والزملاء في قاعة الأستاذ أحمد دهمش للمؤتمرات الصحفية وللبرامج الجماهيرية, هذه القاعة التي نتمنى أن تشهد الكثير من البرامج المشابهة. والشكر مستحق لقناة اليمن الأولى, القناة التي أنجبت وانبثقت من أعماقها ومن قوة بنيانها القنوات التلفزيونية الجديدة, واعذروني إن أطلت, وشكراً على حسن استماعكم, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.