أربع كلمات أصبحت محبوبة لدى الشعوب العربية وسيخلدها التاريخ في أنصع صفحاته انطلقت من تونس الخضراء من حناجر شعب تونس العظيم فارتجت لأصدائها جنبات العالم العربي من المحيط إلى الخليج . أربع كلمات مجردة من السلاح (( الشعب يريد )) فكان له ما أراد بإذن الله , ففي يوم الجمعة 14/يناير/ 2011م , أطاح بأول طاغية زين العابدين بن علي . وفي 25/يناير/2011م استلم الراية شعب مصر الكنانة مردداً نفس الكلمات : (الشعب يريد إسقاط النظام) وفي يوم الجمعة 11/فبراير/2011م سقط أعتى نظام دكتاتوري في المنطقة وغاب حسني مبارك عن المسرح السياسي وإلى الأبد وبغيابه طويت صفحة سوداء من صفحات التاريخ العربي . ولازالت بقية الشعوب العربية تردد وبصوت عالٍ : ( الشعب يريد إسقاط النظام ) ولا ندري في أي جمعة سيرحل بقية الطغاة ؟؟ المهم عليهم أن يفهموا حقيقة لابد منها : أن الشعوب قد نفد صبرها وأنها لن تتراجع عن قرارها حتى تسقط أنظمة الاستبداد . مشكلة حكامنا أنهم يعانون من مرض عدم الفهم وإن فهموا ففي الوقت الضائع فهذا زين العابدين لم يفهم إلا بعد أربعة أسابيع من الاحتجاجات فيعلن كلمته الشهيرة ( فهمتكم ) لكن بعد فوات الأوان فلم يسمع له الشعب الثائر ولسان حالهم يقول : ( ءآلان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ) ولم يفهم الدرس حسني مبارك فقال : دي مصر ليست تونس وأخيراً قال : ( أنني أعي تطلعات الشعب المصري ) فلم يعره الشعب أي اهتمام وقالوا : هذا كان زمان . وكنا نتمنى أن ينال الرئيس علي عبدالله صالح حضه من الحكمة اليمانية فيفهم الدرس ويُجري إصلاحات كبيرة وجذرية قبل أن ينزل الشعب إلى الشارع ويرفع سقف المطالب ولا يرضى اليمنيون بأقل من مما حققه إخوانهم في تونس ومصر ولكن يبدو أن أمراً قد قدره الله ولا راد لقضائه فإذا بالرئيس يكرر خطأ من سبقه ويقول : اليمن غير تونس ومصر فبدأت طلائع الشباب صناع الثورات بالنزول إلى الشوارع مستخدمين نفس السلاح التونسي المصري . (الشعب يريد إسقاط الرئيس) فهل يمكن أن يفهم الرئيس ويستغل ما بقي من الوقت لعله يتدارك الأمور فالوقت ليس في صالحه والأحداث تتسارع ؟؟ وليعلم أن الأوراق التي يلعب بها الآن لن تثني الشعب عن المطالبة بحقوقه العادلة . فالأفراد الذين يستغل حاجتهم المادية للزج بهم في مهنة البلطجة لن يصمدوا طويلاً لأنهم لايرون أمامهم هدفاً نبيلاً يسعون إلى تحقيقه . والقبائل والموظفون والجنود الذين يحرجون للخروج إلى اللقاءات والمهرجانات لسبب أو لآخر وإن ناصروه بالحضور والهتافات لكن ضمائرهم لن تسمح لهم بمواجهة إخوانهم المناضلين السلميين وأي إنسان عنده عقل لايقبل الاعتداء على الأبرياء لأجل إرضاء فلان من الناس حتى ولو كان رئيس الدولة. وإن سفك دماء الشباب الأبرياء لن تطيل عمر النظام بل لقد ثبت بالتجربة أن أي حاكم يستبيح قتل شعبه فهو بذلك يدق آخر المسامير في نعش نظام حكمه.