وصلت مساعي علماء اليمن الذين يتقدمهم الشيخ عبد المجيد الزنداني - رئيس جامعة الإيمان - إلى طريق مسدود بشأن التوفيق بين أطراف العمل السياسي في اليمن، السلطة والمعارضة، بعد أن استعان بهم الرئيس صالح عند اجتماعه بهم الاثنين الماضي. فقد أعلن العلماء المفوضون بالتحاور والتفاوض مع المعارضة في تكتل اللقاء المشترك أن هذه الأحزاب لم ترد رسمياً على المبادرة المكونة من 8 نقاط والتي نقلها إلى المعارضة الشيخ عبد المجيد الزنداني، رئيس جامعة الإيمان إلى أحزاب اللقاء المشترك ومن معها. وفي تطور لاحق ومهم أعلنت ما تسمى (هيئة علماء المسلمين في اليمن) أنها ورئيسها الشيخ عبد المجيد الزنداني "لا علاقة لهما بما صدر عبر التلفزيون اليمني مساء الخميس"، من اعتبار من يخرج على المبادرة "داعياً للفتنة في اليمن". وعلمت (الشرق الأوسط) - من مصادر مطلعة - أن المعارضة اليمنية سوف تخرج اليوم ببيان يوضح حيثيات المداولات التي دارت بينها ووفد العلماء وردها على ما نقله الزنداني ومن معه، وتضع هذه المساعي الفاشلة وموقف رجال الدين اليمنيين أمام منعطف خطير وجديد، يتمثل مشهده الأساسي في رفض الرئيس صالح التنحي هذا العام عن سدة الحكم بعد 33 عاماً، حيث تشترط المعارضة ذلك في ضوء برنامج محدد، وكانت المساعي متواصلة منذ عدة أيام بهدف التوصل إلى تسوية سياسية بعد أن أعلنت المعارضة. وأكدت مصادر سياسية مطلعة ل(الشرق الأوسط) أن النقاط الخمس التي حملها العلماء إلى الرئيس من المعارضة أول من أمس، لقيت قبوله بنقل السلطة سلمياً، ولكنه رفض تحديد جدول زمني للعملية وربطها بنهاية ولايته الرئاسية في 2013م، وهو الأمر الذي ترفضه المعارضة، وتؤكد على أنها مع مطالب المعتصمين في الساحات في مختلف المحافظات اليمنية. وفي أول موقف للمعارضة اليمنية على بيان العلماء الذي أعلن في وقت متأخر من الليل، قال الدكتور عيدروس النقيب، رئيس الكتلة النيابية للحزب الاشتراكي اليمني المعارض ل(الشرق الأوسط) إن ما تم الاتفاق عليه بين المعارضة والعلماء بشأن النقاط الخمس والتي تشترط رحيل الرئيس صالح مع أواخر العام الحالي، وافق عليها العلماء، واستغرب النقيب الحديث عن الفتنة، وأشار ضمنياً إلى أن العلماء انحازوا إلى طرف سياسي دون آخر، ودعاهم إلى النزول إلى الشارع للتحاور مع الشباب المعتصمين والمتظاهرين وإقناعهم بعدم الخروج على الرئيس.