أكّد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (الأمين المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)، أنّ "العنف الرسمي في سوريا لن يقهر الناس؛ بل يقطع الطريق على أيِّ حوار أو قبول بإصلاحات جزئية ويسرع بإسقاط النظام".وقال د. العودة في صفحته بموقع فيسبوك: إنّ سوريا تشهد مجازر حقيقية في سائر مدنها، مشيرًا إلى أن "ما يحصل هو استخفاف بحياة الإنسان وليس بحقوقه وجرأةٌ على سفك الدم البريء لم يقدم عليها نظام قمعي آخر". وأعْرَب الشيخ عن شكره "لكل الشرفاء والأحرار في العالم الذين يقفون مع شعب سوريا العظيم في مِحْنَته وخاصة تركيا حليفة النظام التي وجدت شجاعة في تصحيح موقفها". وطالب الشيخ سلمان المسلمين بالدعاء لأهل سوريا وقال: "دعواتكم لأهلينا في سوريا، والله مع الصابرين". واقتحمت قوات الأمن السورية المدعومة بمدرعات مدينة درعا جنوبي البلاد فجر اليوم، فيما سمعت أصوات إطلاق نار مكثف، وسط تأكيدات شهود عيان سقوط قتلى، فيما قال نشطاء: إنّ قوات أمن ومسلحين موالين للرئيس بشار الأسد دهموا ضاحية دومَا في دمشق، وأطلقوا النار عشوائيًا على المدنيين. وكان الشيخ سلمان العودة قد صرَّح قبل يومين بأنّه "مع شعب سوريا في مطالبه العادلة ومظاهراته السلمية"، مستنكرًا الإقحام الرسمي الحكومي للطائفية، وقال: إنَّها "تقصد من وراء ذلك إجهاض المشروع النهضوي". ولم يستغرب فضيلته الموقف الإيراني المنحاز ضد الحرية، في إشارة منه إلى الدور الإيراني لوَأْد المظاهرات التي تنادي بالحرية في سوريا. ودعا الدكتور سلمان إلى تحييد الوجود الفلسطيني في سوريا، وقال: إنّ "احتضان سوريا للمقاومة نقطة إيجابية تاريخيًا، إلا أنّ موقف المقاومة دقيق جدًا ويتطلب حكمة عالية". وكانَ الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد أصدر بيانًا دان فيه أساليب التعذيب والإهانة والقتل للمتظاهرين المسالمين، وناشد الجيش السوري البطل أن يحمي هؤلاء المسالمين عن بطش أدوات القمع الظالمة، الّتي تفتك بالشعب السوري. ودعا البيان الرئيسَ السوري إلى الإسراع بالبدء فورًا بتغيير الدستور، وإطلاق الحريات، وتحقيق مطالب الشعب كاملة، وقال: إنّ الحلول الجزئية لم تَعُد ترضي الشعب السوري، ولن تنهي مظاهراته العارمة، بل يزداد سقف المطالب كلما تأخّرت الإصلاحات الجذَّرية، وأنّ على القيادة السورية أن تعلم أن عصر الحزب الواحد، والزعيم الأوحد، قد انتهَى وتجاوزه الزمن، وأنّ الشباب اليوم يريدون الحرية الكاملة، والكرامة الشاملة. واستنكر الاتحاد اتِّهام المظاهرات بالعمالة، والارتباط بالخارج، ومحاولة قمعها من خلال وصفها بالمؤامرة الخارجية، وقال: إنّ ذلك لن ينطلي على أحد في عالمنا اليوم، فالمظاهرات اليوم تعبر عن ضمير الشعب، والحراك الشعبي يحرّكه الإحساس بالظلم والاستبداد والقهر الذي طال زمنه وأمده، لذلك لن تنجلِي إلا بجلاء الظلم والاستبداد، واحترام الحريات للشعوب والأقوام