ومثلما أن شر البلية ما يضحك ، إلا انه ضحك كالبكاء سواء بسواء ، فقد رأينا المواقف كيف تتلون كالحرباء في التفاعل مع ما يجري من ساحة في قطر إلى ساحة في قطر آخر . الضمير النظيف و الإنساني يتميز من الغيظ عندما يرى مواقف الدول الغربية الكبرى وداعية حقوق الإنسان والحرية تتخذ مواقف متباينة من ساحة تغيير وتحرير في قطر الى موقف متناقض في ساحة أخرى وفي قطر آخر يقوم بنفس الفعل والمطالب . وطالما يقال انه إذا عرف السبب بطل العجب إلا أننا في اليمن برغم انكشاف الأسباب إلا أننا لا نزال في ذهول ولم نرسل الرسالة الحقيقية لشعوب تلك البلدان لتؤدب إدارتها المرتهنة لمصالح الشركات العابرة للقارات التي تتحكم بالإدارات خاصة فيما يخص المصالح في الخارج . فمتى تتقدم قيادات الثورة والمشترك والأحزاب الأخرى ولجنة الحوار بالدور الحقيقي في إفهام الفارات بخطورة مواقف دولها المخزية تجاه ما يجري في اليمن من حرب أهلية بكل المقاييس تقوم بها سلطة فاقدة للأهلية والشرعية وبالقطارة وبالتقسيط المريح بالنسبة لها في كل ساحات اليمن . إخواننافي الجوار والدم العربي والدين ترى متى تدركون خطورة ما تقوم به سلطة مصابة بداء السعار ، ومتى تدركون أن الماضي الكوني أيام القطبين والثورات العابرة للقارات قد ولى زمنها ، ومتى تدركون أن لمجتمعاتكم خصوصيتكم فهي لم تتأثر بالثورة المصرية في 1952م والمد الثوري في تلك الأيام رغم وجود قطبين وسوق رائجة لتصدير الثورات . إخواننامتى تدركون أن محاباة سلطة فاسدة ومسعورة ، وتجاهل شعب ثائر يريد أن يتخلص من سجنه الكبير الذي سجنته فيه تلك السلطة الباغية والطاغية . أصدقاءنامن الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة متى تدركون ان صداقة الشعوب الحرة على قاعدة المصالح المشتركة السوية والندية ،هي الظمآنة الأبدية والأكيدة ، أما السلطات الفاسدة والقمعية فالتعاون معها خسارة لكم ولنا بكل المقاييس . إنكم وبكل ثقة تعرفون الحقائق وتدركون أين تكمن المصلحة الحقيقية لكم ولنا ، ولكن لماذا تخاطرون بالدعم والوقوف إلى جانب الأنظمة الفاسدة القامعة لشعوبها . ولماذا تغضون الطرف وتحجمون اللسان عن تلكم الجرائم والتي هي حرب أهلية وان كانت بالقطارة فهل تنظرون حتى تصل أعداد القتلى إلى الآلاف وبعد ذلك تصرخون كفى يا هذا أو تنحى أو ....... إن التساهل وغض الطرف بحجة أن النظام يتعاون في محاربة الإرهاب لهو الإرهاب بعينه ،، فأي فشل أو تأخير لنجاح ثورة شباب اليمن السلمية بكل تأكيد سيدفع إلى العنف وفي كل اتجاه محلي وإقليمي ودولي ، لان الشعب سيراكم كلكم أعداء وقفتم في طريق تحرره ودعمتم قاتليه ، وبهذا فانتم ستصبحون في نظره شركاء في الجريمة والقتل ، فهل اتضحت الصورة ! أم ان العشى والضبابية طفت على بصركم وأعمت بصيرتكم عن الحرب الأهلية التي تجري بالقطارة لان من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا ...............