أفادت مصادر مطلعة عن استعدادات تجريها جماعة الحكمة - أكبر مكونات التيار السلفي في اليمن - لإشهار حزب سياسي جديد يحمل مسمى " حزب السلم والتنمية " نهاية الشهر الجاري. وقال المصادر ذاتها إن ثمة خلافات وتباينات داخل اللجنة التحضيرية ترجع في مجملها إلى آثار الموقف المتباين لرموز وقيادات جماعة الحكمة من الثورة الشبابية اليمنية ،حيث أفرزت تيارين متضادين في الرؤية والموقف بين من وقف في صف الثورة وناصرها ، ومن وقف مع النظام السابق تحت لافتة ومسمى طاعة ولي الأمر، وعدم جواز الخروج عليه . وتفيد المصادر أن جوهر الخلاف داخل جماعة الحكمة وفي اللجنة التحضيرية يعود إلى رغبة تيار" ولي الأمر " في إقصاء واستبعاد القيادات والرموز، والقواعد من الشباب الذين ساهموا وشاركوا في الثورة اليمنية ، والاستحواذ على النصيب الأكبر في الحزب بهدف السيطرة على موقع صناعة القرارات فيه ، وفرض قناعتها ورؤاها الخاصة التي تتفق مع نظرية طاعة ولي الأمر وتتصادم مع فكرة الثورة والتغيير. وتناولت وسائل الإعلام في اليومين الماضيين جملة من التسريبات تكشف عن محاولة حثيثة تسير بخطى متسارعة نحو فرض الأمر الواقع ، في الخروج والتعجيل بإشهار الحزب من قبل تيار "طاعة ولي الأمر " في ظل خلافات وتباينات حادة بشأن تشكيل الهوية والرؤية للحزب ، ومن يقود مساره ، ويصنع قراراته . ونشرت صحيفة الوسط الأسبوعية عن قيادي في جماعة الحكمة أن اللجنة التحضيرية قامت بتزكية قائمة للهيئة العليا للحزب بهدف عرضها في مؤتمر الإشهار لنيل الثقة ، ومن أبرز من شملتهم القائمة القيادي في جماعة الحكمة عبدالعزيز الدبعي رئيساً للحزب ، ورجل الأعمال عمر عبده قائد نائبًا للرئيس ، ومراد القدسي أمينًا عامًا ، وعمار بن ناشر رئيسًا لمجلس الشورى، فيما لم تشمل القائمة التي تم تسريبها أحد أبرز القيادات السلفية في الحكمة الدكتور عقيل المقطري . ويعد الدكتورعقيل المقطري من أشهر مراجع السلفية في اليمن ، وأبرز المتقدمين في التنظير للعمل للسياسي ، كما كانت له مواقفه المشهودة في الثورة الشبابية ، وأحد الفاعلين الذين ساهموا في تأسيس اتحاد الرشاد السلفي اليمني ثم انسحب منه على خلفية انتخابات الهيئة العليا التي اعتبرها المقطري وجماعة الحكمة غير نزيهة . الجدير بالذكر أن عدم خروج اللجنة التحضيرية باتفاق حول مجمل النقاط الخلافية أدى إلى تأجيل موعد إشهار الحزب إلى أجل غير مسمى ،ولازالت المشاورات قائمة بين أعضاء اللجنة التحضيرية العشرين الذين تم تعيينهم من قبل مجلس شورى جماعة الحكمة الذي يستأثر به ماعرف ب تيار " ولي الأمر "