العراق ضد الإمارات بالملحق الآسيوي.. هل يتكرر سيناريو حدث قبل 40 عاما؟    انهيار مشروع نيوم.. حلم محمد بن سلمان اصطدم بصلابة الواقع    غدا درجة واحدة في المرتفعات    اول موقف من صنعاء على اعتقال الامارات للحسني في نيودلهي    عدن تعيش الظلام والعطش.. ساعتان كهرباء كل 12 ساعة ومياه كل ثلاثة أيام    هجوم مسلح على النخبة يقوده عناصر مرتبطة بقيادة سالم الغرابي    لماذا قتلوا فيصل وسجنوا الرئيس قحطان؟    ثم الصواريخ النووية ضد إيران    حل الدولتين في فلسطين والجنوب الغربي    قضية الجنوب: هل آن الأوان للعودة إلى الشارع!    إعلان نتائج الانتخابات العراقية والسوداني يؤكد تصدر ائتلافه    جروندبرغ يقدم احاطة جديدة لمجلس الأمن حول اليمن 5 عصرا    تدشين منافسات بطولة الشركات لألعاب كرة الطاولة والبلياردو والبولينغ والبادل    الكشف عن 132 جريمة مجهولة في صنعاء    هيئة النقل البري تتخبط: قرار جديد بإعادة مسار باصات النقل الجماعي بعد أيام من تغييره إلى الطريق الساحلي    الإعلان عن القائمة النهائية لمنتخب الناشئين استعدادا للتصفيات الآسيوية    ندوة تؤكد على دور علماء اليمن في تحصين المجتمع من التجريف الطائفي الحوثي    الأمم المتحدة: اليمن من بين ست دول مهددة بتفاقم انعدام الأمن الغذائي    الحديدة.. المؤتمر العلمي الأول للشباب يؤكد على ترجمة مخرجاته إلى برامج عملية    شبوة تودّع صوتها الرياضي.. فعالية تأبينية للفقيد فائز عوض المحروق    فعاليات وإذاعات مدرسية وزيارة معارض ورياض الشهداء في عمران    بكين تتهم واشنطن: "اختراق على مستوى دولة" وسرقة 13 مليار دولار من البيتكوين    مناقشة جوانب ترميم وتأهيل قلعة القاهرة وحصن نعمان بحجة    افتتاح مركز الصادرات الزراعية بمديرية تريم بتمويل من الاتحاد الأوروبي    شليل يحرز لقب فردي الرمح في انطلاق بطولة 30 نوفمبر لالتقاط الأوتاد بصنعاء    قراءة تحليلية لنص "اسحقوا مخاوفكم" ل"أحمد سيف حاشد"    القرود تتوحش في البيضاء وتفترس أكثر من مائة رأس من الأغنام    مفتاح: مسيرة التغيير التي يتطلع اليها شعبنا ماضية للامام    من المرشح لخلافة محمد صلاح في ليفربول؟    المنتصر يدعوا لإعادة ترتيب بيت الإعلام الرياضي بعدن قبل موعد الانتخابات المرتقبة    تألق عدني في جدة.. لاعبو نادي التنس العدني يواصلون النجاح في البطولة الآسيوية    دربحة وفواز إلى النهائي الكبير بعد منافسات حماسية في كأس دوري الملوك – الشرق الأوسط    عالميا..ارتفاع أسعار الذهب مدعوما بتراجع الدولار    إيفانكا ترامب في أحضان الجولاني    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    تمرد إخواني في مأرب يضع مجلس القيادة أمام امتحان مصيري    عسل شبوة يغزو معارض الصين التجارية في شنغهاي    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    تغاريد حرة .. انكشاف يكبر واحتقان يتوسع قبل ان يتحول إلى غضب    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    قرار جديد في تعز لضبط رسوم المدارس الأهلية وإعفاء أبناء الشهداء والجرحى من الدفع    مشاريع نوعية تنهض بشبكة الطرق في أمانة العاصمة    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    انتقالي الطلح يقدم كمية من الكتب المدرسية لإدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية    مواطنون يعثرون على جثة مواطن قتيلا في إب بظروف غامضة    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    عدن في قلب وذكريات الملكة إليزابيث الثانية: زيارة خلدتها الذاكرة البريطانية والعربية    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس اتحاد علماء الجنوب الشيخ أحمد المعلم ل"أخبار اليوم": : المعلم :الدولة تستفز المواطن الذي يحمل مسدساً للدفاع عن نفسه وعرضه وتُسلم معسكرات بكل ما فيها للخصوم الحقيقيين للدولة والشعب

يعتقد الشيخ أحمد المعلم رئيس اتحاد علماء الجنوب أن السياسات التي تتبناها الدولة في معالجة قضاياها وقضايا المواطنين لا تنبع من إخلاص وتجرد وحرص على الإصلاح بل مقترنة بالهوى وتغليب مصالح المسؤولين والأحزاب مواضيع أخرى عديدة تطرق لها الشيخ المعلم في ثنايا السطور التالية:
*غادرنا شهر وموسم الطاعات والعبادات ما مؤشرات قبول العمل الصالح "تقبل الله لعمل عبدِه"؟
-مؤشرات القبول أن يخرج العبد من رمضان بحالٍ أفضل مما دخله به؛ أن تتجلى التوبة عن الذنوب السابقة والعزم على ألا يعود إليها والحرص على تلافي التقصير الذي كان يغلب عليه قبل رمضان وأن تظهر عليه آثار الإنابة والاستقامة { إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ*وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ*وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ*وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [المؤمنون 57-61].
* الجرعة السعرية نغصت فرحة الناس بالعيد الدولة تتحدث عن ضرورتها ومراقبين ومتابعين يقولون إنها تحميل للمواطن فوق طاقته كيف ترى؟
-أرى أنه بالفعل السياسات التي تتبناها الدولة في معالجة قضاياها وقضايا المواطنين لا تنبع من إخلاص وتجرّد وحرص على الإصلاح ، بل هي مقترنة بالهوى وتغليب مصالح المسؤولين وأحزابهم ومن يلوذون بهم على المصلحة العليا للعباد والبلاد ، أو أنها نتيجة استشارات من لا يألوننا خبالاً ويبغوننا الفتنة { لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} [التوبة:47]، نعم هناك أموال طائلة تصرف في غير محلها لو حفظت وعادت إلى مجراها الصحيح لأغنت عن هذه الجرعات والعقوبات التي تنال المواطن الذي يسير على خطه الصحيح وتتجنب المفسدين والنهّابين الكبار لمقدرات الأمة ، وأُذكّر المسؤولين بقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ رجالًا يَتَخَوَّضُونَ في مالِ اللهِ بغيرِ حقٍّ ، فلهمُ النارُ يومَ القيامةِ) أخرجه البخاري.
فعليهم أن يجهدوا أنفسهم ويتجردوا من هواهم وينصحوا لأمتهم إن أرادوا الفوز في الدنيا والآخرة وإلا فليبشروا بلعنة التاريخ وعذاب الآخرة.
*كثيراً ما تتحدث الدولة على لسان مسؤوليها عن تهريب كميات خيالية من النفط ولا تذكر أو تحاسب من يقوم بذلك, من يحمي ثروات الوطن برأيكم ؟ ولماذا تبرر الدولة جرعها بهذا المبرر؟
-هذا من الأدلة على سوء سياسة الدولة أو فقدان إرادتها وقدرتها على إدارة البلاد ، وإلا فالواجب بدل معاقبة الأبرياء والغض عن المجرمين أن يُعاقب المجرمون ويرفق بالأبرياء بل يكرمون حتى يتمسك الناس بالنزاهة وحسن السلوك والعفة عن الحرام ، أما هذه الطريقة في المعالجات, فإنها تشجع على الانحراف والإجرام وتزهّد في النزاهة.
وحماية مصالح الدولة وثرواتها مسؤولية الرئيس بدرجة أساسية ثم الحكومة والأجهزة المعنية بذلك كل في مجاله ؛ وعندما أعجب عمر رضي الله عنه بنزاهة الجيش الذي حفظ غنائم كسرى وتوصيلها بأمانة تامة إليه قال له علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "إنك عففت فعفّتْ رعيتك ، ولو رتعتَ لرتعتْ".
والمدخل الصحيح للإصلاحات أن تسدّ منافذ الفساد ويعاقب المفسدون وتسترد المنهوبات والأموال المأخوذة بغير حق عبر محاكم متخصصة يُراعى في قضاتها النزاهة والشجاعة والتجرد ويسندون بجهاز أمني قوي ومتجرد أيضاً يقوم فوراً بتنفيذ الأحكام ومعاقبة من تثبت عليه عقوبة ، وأن يكف المسؤولون الكبار عن التدخل في شؤون المحكمة والأجهزة التابعة لها ويعلن ذلك على الناس أولاً بأول.
وأما تبرير إنزال تلك الجرعات بهذه المبررات فإنه دليل فشل الدولة واستخفافها بالمواطنين وعدم جديتها في إصلاح الأوضاع.
*يلاحظ البعض أن وزارة الدفاع التي تحظى بمبلغ باهض من ميزانية الدولة لا تقوم بدورها في حماية مكتسبات البلاد من نفط وطاقة وسيادة وحماية من التخريب والهدم والجماعات المسلحة, هل من كلمة في هذا الاطار؟
-الدولة التي أُسست في المحافظات الشمالية بعد الثورة دولة عسكرية جعلت محل الأسرة المالكة (آل حميد الدين) الأسرة العسكرية على نمط الدولة المصرية وبالتالي فقد أعطت للعسكر والجيش بالذات امتيازات بلا حدود ولم تكلفه بكل ما يجب عليه ومن هنا بدأ الخلل، وحينما تمت الوحدة عمّ هذا النهج على الجميع وصارت غالبية الميزانية الرسمية لصالح العسكر, بالإضافة إلى ما يحصلون عليه خارج بنود الميزانية وبدون حساب ، ولا يمكن أن يكون إصلاح بغير أن يخضع الجميع للنظام فيما يأخذ وفيما يعطي.
أبوبكر الصديق- رضي الله عنه- عندما وُلي الخلافة طلب من الصحابة أن يقدروا له ما يقوم بحاجته واكتفى به ومثله بقية الخلفاء الراشدين، وعندنا في حضرموت كان السلطان القعيطي يأخذ راتبه من إدارة المالية كأي واحد من الموظفين وما أراد من زيادة على ذلك يأخذه من ثروته التي تستثمر له في الهند والتي ورثها عن أبيه، فهل سيطبق هذا النموذج؟!
متى ما رأينها على أرض الواقع آمنّا بالإصلاحات وإلا فإنما هي مخادعات للشعب لا يُرجى من ورائها حلول ناجعة.
*بحت الأصوات المطالبة بتطبيق مخرجات الحوار الوطني ونزع أسلحة الجماعات المسلحة واذا بالدولة تسلم عمران ومعسكراتها للحوثي وتعطيه الجمل بما حمل كيف تقرأ تناقض الدولة في تنفيذ حملات منع الأسلحة كالمسدسات مثلاً في حين تسلم معسكرات بكامل عدتها وعتادها؟
-تناقض الدولة واضح للعيان فهي تستفز المواطن الخائف على نفسه أو عرضه الذي يحمل مسدساً أو آلياً لحماية نفسه وتضايقه أشد المضايقة ولا يمر غالباً من النقطة إلا بعد تكدير خاطره وفي كثير من الأحيان بعد أن يرشي جنود النقطة حتى ولو كان يحمل ترخيصاً وهذا ما حصل لي قبل أيام فرغم وجود الترخيص عطلوني قرابة ربع ساعة وهم يتواصلون مع قياداتهم وغيري يتعرض لأكثر من ذلك ، بينما المعسكرات بما فيها تسلّم للخصوم الحقيقيين للدولة وللشعب على حد سواء وتكتفي الدولة بالمطالبة برد تلك الأسلحة.
إن هذا التناقض قضى على الثقة في نفوس الناس وأصابهم بالإحباط وأصبحت الدولة بذلك لا قيمة ولا وزن لها ولن تستعيد مصداقيتها إلا بالصدق مع الله ثم مع نفسها ومع شعبها ، الصدق في النية وفي القول وفي الفعل {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} [محمد:21].
*يقال إن قتل قائد اللواء 310 البطل حميد القشيبي غدر وهناك اتهامات موجهة لوزارة الدفاع وهناك منظمات حقوقية وحقوقيين وأهل الشهيد يطالبون بالتحقيق في ذلك ووعد الرئيس بذلك بعد تهديد حقوقيين وناشطين وأهالي الشهيد بنقل الاعتصام إلى أمام منزله ما رأيكم وما الضمانات للاختيار لجنة تحقيق تتسم بالعدالة والمسؤولية والأمانة؟
-قضية القائد البطل حميد القشيبي نسأل الله أن يتقبله في الشهداء سوف تنتهي كما انتهت غيرها من القضايا الكبرى دون نتيجة ، وبدلاً من الانشغال بهذه الجزئية من جزئيات المعضلة الكبرى يجب أن تتوحد الجهود وتخلص النوايا وتشد العزائم لإصلاح كامل المنظومة فذاك أولى من الانشغال بجزئية معينة.
*كعلماء ودعاة ما موقفكم مما يحدث؟
-موقف العلماء والدعاة بيان الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإشاعة النصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم كما قال تعالى : {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران:187] ، وهذا ما يجب علينا وما نحاول أن نقوم به من خلال الوسائل المتاحة وإن كانت القوى المتنفذة في البلد من قيادات سياسية حزبية وغير حزبية في الحكم أو في المعارضة وكذا قوى ما يسمى بالمجتمع المدني ومن يقف وراء هؤلاء من قوى الوصاية على هذا البلد قد عملوا لأجل تهميش العلماء ومنعهم من المشاركة في أي موقع يمكنهم من إبلاغ رسالتهم.
وكثير من الناس يظنون أن في مقدور العلماء القيام بأمور كثيرة وهذا غير صحيح في ظل التغيرات التي يشهدها العالم وبلادنا جزء منه ، فقد سُلب من العلماء معظم إمكانياتهم ووسائلهم ولم يبقَ إلا وسيلة الكلمة المنطوقة أو المكتوبة التي ليس لها من وسائل الإعلام ما يبلّغها على الوجه الكامل حيث يريدون ، وهم يمارسونها ولكنها تبقى في نطاق ضيّق وكثير من الناس لا يعرف عنها شيئاً.
أما أن يُطلب من العلماء قيادة المظاهرات أو تبنّي الخروج المسلّح أو نحو ذلك من الوسائل فهذا قطعاً ليس من شأن العلماء ويرون أن مفاسد ذلك ستكون أكبر بكثير من مصالحه ، وربما دفعتهم الظروف إلى شيء من ذلك لكن ليس في المنظور القريب.
*في الدعاء على اليهود البعض يخلط بين عدة مصطلحات مثل" الإسرائيليين – اليهود – الصهاينة" بعض العلماء يقول بانه لا يجوز الدعاء على إسرائيل بحجة انه نبي الله ما الصواب؟
-الدعاء على أعداء الله وأعداء المؤمنين خصوصاً الذين يعلنون الحرب والعداوة منهم أمر مشروع ومطلوب وقد كان من دعاء الصحابة في قنوت الوتر (اللَّهُمَّ الْعَنِ الْكَفَرَةَ أَهْلَ الْكِتَابِ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ ، وَيُقَاتِلُونَ أَوْلِيَاءَكَ ، اللَّهُمَّ خَالِفْ بَيْنَ كَلِمِهِمْ ، وَزَلْزِلْ أَقْدَامَهُمْ ، وَأَنْزِلْ بِهِمْ بَأْسَكَ الَّذِي لا تَرُدُّهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ).
فالدعاء على اليهود وغيرهم من أعداء المسلمين أمر مستحب ومشروع ولا يعترض عليه من حيث الجملة عالم إنما قد يعترض البعض على بعض التفريعات وبعض الاعتداء في الدعاء ، ومن جهة إسرائيل فإسرائيل هو اسم يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم فلا يمكن أن يتعمّد مسلم الدعاء عليه ولكن من يدعو إنما يدعو على دولة إسرائيل التي هي في الواقع عدو لإسرائيل وآبائه إسحاق وإبراهيم وجميع الأنبياء والرسل، غير أن الاحتياط من أن يُفهم الكلام أو الدعاء فهماً غير صحيح واجب لذا إما أن يقول : اللهم العن دولة إسرائيل ، أو يكون الدعاء على اليهود عموماً واليهود جميعهم أعداء المسلمين فلا حرج من التعميم فيهم وإن وجد النادر الذي لا يُعادي المسلمين فالحكم للغالب.
*البعض يتهم العلماء والدعاة في اليمن والعالم الإسلامي بالصمت عما يجري في غزة فلا فتاوى ولا بيانات مؤيدة ولا بيان لشرعية الجهاد, ما رأيكم وهل الصمت من كتمان العلم؟
- اتهام العلماء أمر مستمر لا يكاد ينقطع؛ إن تكلموا اُنتقدوا وإن سكتوا اُنتقدوا وكأن الحطَّ من شأن العلماء أمر مقصود لدى كثير من الجهات وهذا متوقع لأن هذا هو شأن الناس مع الأنبياء والعلماء ورثة الأنبياء في كثير من الجوانب ، ولا غرابة أن ينالهم بعض ما نال الأنبياء ، وأما قضية السكوت فغير صحيح ؛ العلماء أكثر الناس اهتماماً بقضايا المسلمين وقضية فلسطين من أهمها ولهم بيانات وخطب وتغريدات كثيرة غير أن ضعف الجانب الإعلامي لدى العلماء يعيق عن إيصال مقالاتهم ومواقفهم إلى الناس، وكثير من الناس ينتقدون لمجرد جهلهم بموقف العلماء.
فالواجب على العلماء الصدع بما يجب عليهم من البيان والواجب على الناس التثبت والتأكد من مواقف العلماء قبل نقدهم والحمل عليهم.
*استمرار مسلسل الاغتيالات لا سيما في الجنوب من وراءه ومن يتحمل المسؤولية ؟
- استمرار مسلسل الاغتيالات كارثة كبيرة وجرائم مضاعفة يتحملها من يخطط لها ومن ينفذها ومن يختار ضحاياها وهي على شقين؛ الشق الأول اعتبار فعلها عمل شرعي جهادي وهذا كذب على الله ورسوله وتشويه للدين وقد يؤكد أن من يفعله ممن قال عنهم الرسول- صلى الله عليه وسلم- (يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان).
والشق الثاني الاعتبار السياسي أو استثمار من يقوم بها استثماراً سياسياً وهذا جرم آخر في حق الدين وحق الوطن والمواطن وإسقاط لمصداقية الجهات التي تعتمد هذا الأسلوب والدولة هي المسؤول الأول عما يحدث سواءً كانت مشاركة في التخطيط أو التنفيذ أو متواطئة مع المخططين والمنفذين أو عاجزة عن ردعهم.
*غزة تصرخ ولا مجيب تستغيث ولا منقذ لماذا وصلنا إلى هذا الذل والهوان وما كلمتك للحُكّام العرب لا سيما مصر ؟
-نعم تركت غزة وحدها وتبرأ منها إخوانها بل تولّى بعض إخوانها أعداءها وعاونوهم عليها ، ومن إخوانها من غض الطرف عن عدوان أعدائها ، وأحسنهم شأناً من أنكر بلسانه إنكاراً لا يسمن ولا يغني من جوع ، وهذا الحال الذي وصل إليه المسلمون والعرب هو مصدر ما أصابنا من ذلٍّ وهوان على الناس وفتنة وفساد كبير قال الله تعالى مبيّناً ما يجب أن يكون عليه المؤمنون من الولاء والتناصر وما هو واقع من حال الكافرين وموالاة بعضهم البعض : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ*وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال:72-73] ، وقال صلى الله عليه وسلم : [إذا تبًايعتم بًالعينة وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بًالزرع ، وتركتم الجهاد سلّط اللهُ عليكم ذلّاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم] أخرجه أبو داؤود بسند صحيح.
فهذا في الغالب هو سبب ذلّنا وهواننا على الله وعلى أنفسنا وعلى الناس ولن يرفع الله ذلك عنّا إلا إذا رجعنا إلى ديننا بحق وأخذناه من جميع جوانبه.
وأقول لحكام المسلمين ولحكام مصر على وجه الخصوص: لقد فضحكم الله وكشف سرّكم وهتك ستركم وعرّاكم أمام شعوبكم وأمام أعدائكم على حدٍّ سواء وسقطتم من عين الله ومن أعين الخلق بما فعلتم من تولّي الكافرين ومحاربة الدين وأهل الدين ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [من أرْضَى اللهَ بِسَخَطِ الناسِ ، رَضِيَ اللهُ عنه وأَرْضَى عنه الناسَ ، ومن أرْضَى الناسَ بسَخَطِ اللهِ ، عادَ حامِدُهُ مِنَ الناسِ " لَهُ " ذَامًّا] صححه الألباني. وباب التوبة مفتوح فتوبوا إلى بارئكم لعلكم تفلحون.
*ما تعليقكم على حادثة قتل وذبح الجنود في وادي حضرموت على يد من يُسمّون أنصار الشريعة؟
-هذه جريمة بكل المقاييس وقد استنكرناها واستنكرها كل من سمع بها, وأدلة قبحها ووزرها العظيم كثيرة جداً من القرآن والسنة وإجماع العلماء وعُرف الناس ، ولكن لا تقتصر الجريمة على من نفذها بل تتجاوز إلى جهات أخرى منها قيادات الجيش والأمن المرابطة في وادي حضرموت بجوار مسرح الجريمة ، ونحن ننكر عليهم جميعاً ونترحّم على القتلى المظلومين، وندعو إلى تغيير سياسة الدولة الحالية لتكون سياسة بناء وحفاظ على الأمانة التي حملتها قبل أن تنهار الأمور وتتفلّتْ الأوضاع وتعمّ الفتنة.
المكتب الإعلامي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.