دعا الداعية الإسلامي الأميركي من أصل يمني أنور العولقي إلى الجهاد ضد الولاياتالمتحدة الأميركية التي وصفها بأنها شيطان. واتهمها في تسجيل صوتي منسوب إليه بثته شبكة "سي أن أن" الأميركية اليوم بارتكاب جرائم ضد المسلمين. وفي رسالته الصوتية التي بلغت مدتها 12 دقيقة أشار الإمام السابق لمسجدين في ولايتي سان دييغو وفيرجينيا إلى أنه توصل إلى أن "الجهاد ضد أميركا يلزمه شخصيا كما يلزم كل مسلم آخر قادر". ورغم عيشه 21 عاما في الولاياتالمتحدة كانت خلالها أميركا وطنه وقيامه بأنشطة دعوية لا علاقة لها بالعنف، قال العولقي في رسالته إنه بعد الغزو الأميركي للعراق (عام 2003) "والاعتداءات الأميركية المستمرة على المسلمين" لم يتمكن من المواءمة بين إسلامه والعيش في أميركا. وخاطب العولقي -المولود في الولاياتالمتحدة لأبوين يمنيين- مسلمي أميركا قائلا "كيف يسمح لكم ضميركم بالتعايش بسلام مع أمة تعتبر مسؤولة عن الطغيان والجرائم المرتكبة ضد إخوتكم وأخواتكم؟ كيف يمكنكم منح ولائكم لحكومة تقود حروبا ضد الإسلام والمسلمين؟". كما تحدى العولقي إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أن تكشف عن فحوى اتصالاته مع الضابط نضال حسن منفذ الهجوم على قاعدة فورت هود العسكرية في تكساس في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية أخفت أمورا لا ترغب في الكشف عنها من هذه الاتصالات "لامتصاص در الفعل الشعبي الأميركي". وتعتقد الاستخبارات الأميركية أن للعولقي صلة بهجوم قاعدة تكساس الذي خلف 13 قتيلا ومحاولة فاشلة لتفجير طائرة متوجهة إلى الولاياتالمتحدة في 25 ديسمبر/ كانون الأول الماضي اعتقل النيجري عمر فاروق الذي حاول تنفيذها، ونقل عن العولقي قوله في أوائل فبراير/ شباط إنه درس فاروق وإنه أيد أفعاله لكنه لم يأمره بشن الهجوم. التصعيد والاستهداف وقال مدير مكتب الجزيرة في صنعاء مراد هاشم إن تصعيد العولقي ضد أميركا ربما يكون مرتبطا بسعي واشنطن لاستهدافه، حيث قال مسؤولون أميركيون عن مكافحة الإرهاب الشهر الماضي إنهم يبحثون إضافة اسم العولقي إلى قائمة لقتل أو اعتقال "متشددين كبار" إذا اتضح أنه يمثل تهديدا أمنيا مباشرا. أما داخليا فيشير مدير مكتب الجزيرة إلى أن تلاميذ وأتباع العولقي أغلبهم من المغتربين في الخارج لذا فليس له تأثير داخل اليمن، وإنما قد يؤثر على حياة أتباعه في الخارج مع سلطات الدول التي يقيمون فيها. وعاد العولقي إلى اليمن في 2004 حيث درس بالجامعة قبل أن يعتقل عام 2006 للاشتباه في صلات تربطه بالقاعدة وضلوعه في هجمات. وأشار مسؤول أمني يمني إلى أن العولقي أفرج عنه عام 2007 لأنه أعلن توبته، لكن وجهت إليه اتهامات في وقت لاحق وتوارى عن الأنظار. وأشار مسؤول أمني يمني في ديسمبر/ كانون الأول الماضي إلى أن العولقي ربما يكون من بين 30 عنصرا من القاعدة قتلوا في غارة جوية بمحافظة شبوة بجنوب شرق اليمن، لكن العولقي ظهر مجددا وأفاد مصدر حكومي محلي في شبوة في يناير/ كانون الثاني أن مسؤولين يجرون محادثات مع شيوخ قبائل في محاولة لإقناعه بالاستسلام وإلا فسيعتقل بالقوة.