شجبت الاشتراكية الدولية بشدة قمع نظام علي عبدالله صالح للمحتجين السلميين وطالبت بتقديم المسؤولين عن ذلك إلى العدالة. وعبر بيان لاجتماع مجلس الاشتراكية الدولية الدوري الذي اختتم السبت الماضي في اثينا عن دعم المجلس لجهود المعارضة اليمنية من أجل الانتقال الديمقراطي في الإطار السلمي. وأقر الاجتماع إرسال بعثة إلى اليمنوسوريا وليبيا "لبناء وتطوير العلاقات الثنائية مع منظمات المجتمع المدني والمنظمات السياسية التي تتقاسم نفس قيمنا ومبادئنا". وأضاف البيان أن المجلس "يؤكد تضامنه مع الذين يكافحون لإحلال السلام والديمقراطية في اليمن ويحيي الشباب والنساء بتجمعاتهم المختلفة الذين يقفون في الصفوف الأمامية لهذه الحركة وكذا تحيي الاشتراكية الدولية الحزب الاشتراكي اليمني الذي هو احد أعضائها" . انعقد اجتماع مجلس الاشتراكية الدولية تحت شعار "دعم آمال الشعوب في العالم العربي ومساندة رؤى وأحلام الحرية والحقوق للجميع". وكان رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالحزب الاشتراكي اليمني محمد غالب أحمد مثل الحزب في الاجتماع وألقى كلمة تضمنت توضحيات شاملة عن التطورات السياسية في اليمن وفي مقدمتها الانتفاضة الشعبية السلمية. وتضم الاشتراكية الدولية 170 منظمة وحزباً اشتراكيا من 130 دولة. فيما يلي نص قرارات الاجتماع الخاصة باليمن ثم كلمة ممثل الحزب الاشتراكي اليمني في الاجتماع: • الأحداث التي جرت خلال الأشهر السابقة على طول وعرض العالم العربي توضح بدون إنكار أن الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية لا تخص أناساً محددين, أنظمة أو شعوب اً. إنهم يؤكدون أيماننا في مبدأ أساسي أن الاشتراكية الدولية مازالت تدافع عن القيم الإنسانية وتطرحها وتتعهد بها • أن الاشتراكية الدولية تقدم تقديرها واحترامها الى كل الذين عانوا الوحشية والقمع في العالم العربي والكثير منهم أعطوا حياتهم من اجل المبادئ الإنسانية التي تدافع عنها منظمتنا . ونحن مدينون لهؤلاء الناس الذين يؤكدون أن آمالهم وأحلامهم بمستقبل حر وديمقراطي هو أمر حقيقي , وأخذا بعين الاعتبار للنضال المستمر في اليمن, ليبيا , سوريا , فإن المجلس: • يؤكد تضامنه مع الذين يكافحون لإحلال السلام والديمقراطية في اليمن ويحيي الشباب والنساء بتجمعاتهم المختلفة الذين يقفون في الصفوف الأمامية لهذه الحركة وكذا تحيي الاشتراكية الدولية الحزب الاشتراكي اليمني الذي هو احد أعضائها . • يشجب بأقوى العبارات القمع والعنف الذي استخدمته قوى النظام في اليمن ضد النشطاء السلميين ونطالب بإحضار المسؤولين عن ذلك الى العدالة. • يدعم الجهد الذي تقوم به أحزاب اللقاء المشترك في الإطار السلمي السياسي وانتقال ديمقراطي ونهائي لحكم الرئيس صالح. • تقر الاشتراكية الدولية إرسال بعثة الى كل دولة من هذه الدول الثلاث لبناء وتطوير العلاقات الثنائية مع منظمات المجتمع المدني والمنظمات السياسية التي تتقاسم نفس قيمنا ومبادئنا وننقل الى الشعوب هناك دعمنا الكامل من اجل تحديد مهام وأولويات المجتمع الدولي والاشتراكية الدولية. كلمة الحزب الاشتراكي اليمني في اجتماع مجلس الاشتراكية الدولية في أثينا 1 يوليو 2011 الصديق العزيز الرفيق جورج باباندوريو - رئيس الاشتراكية الدولية ، رئيس وزراء اليونان الصديق العزيز الرفيق لويس ايالا - الأمين العام للاشتراكية الدولية الصديقات والأصدقاء الحاضرون جميعا أحييكم وانقل إليكم تحيات الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الرئيس الدوري لأحزاب اللقاء المشترك الذي كان قد استعد للمشاركة في هذا الاجتماع حيث ابلغ الرفيق ايالا بذلك ولكن بسبب مهام طارئة تتعلق بالأوضاع في اليمن تعذر حضوره . واسمحوا لي أن اشكر تضامن قيادة الاشتراكية الدولية مع الثورة الشبابية الشعبية السلمية في بلادنا ومع حزبنا ومع أحزاب المعارضة (اللقاء المشترك) حيث كان الرفيق ايالا على تواصل مستمر مع أمين عام حزبنا وتهيأ للسفر مباشرة إلى اليمن للاطلاع على الأوضاع والمستجدات, كما نسجل الشكر لقيادة الحزب الاشتراكي الأوروبي والأمانة العامة للمرأة الاشتراكية الدولية ولأصدقائنا في مختلف الأحزاب وبالذات أصدقائنا في الحزب الاشتراكي الفرنسي. الصديقات والأصدقاء : منذ خمسة أشهر تخوض شابات وشباب اليمن ثورة سلمية كفاحية باسلة من اجل إسقاط النظام الفردي العائلي الدكتاتوري سلميا وبناء دولة النظام والقانون والحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة, ولازال مئات الآلاف منهم صامدين في ساحات الاعتصام طوال هذه الأشهر. وبرغم امتلاك اليمنيين أكثر من 50 مليون قطعة سلاح إلا أن كافة القبائل والفئات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني قد انخرطوا في هذه الثورة وتخلوا عن بنادقهم لأول مره وقرروا التصدي لإرهاب وقمع السلطة بصدور عارية مقدمين حتى اليوم قرابة 394 شهيدا و 863 جريحا بالرصاص الحي و 8482 مصابين بالغازات الخانقة والحارقة إضافة إلى مئات المخطوفين, وكانت ابرز مجزرة دامية يوم 18 مارس 2011 حيث صوب قناصة النظام أسلحتهم على ساحة التغيير في العاصمة صنعاء وقتلوا 55 شابا 0وكذا مجزرة تعز يوم 29 مايو حيث تم قصف ساحة الحرية وإحراق خيامها مما أدى إلى وفاة 12 معاقا وتم جرف جثثهم المحروقة بشيولات الجيش إلى أماكن مجهولة وكان إجمالي ضحايا هذه المجزرة 50 شخصا إضافه إلى مجازر أخرى في عدن، اب، الحديدة، البيضاء، أبين. وتقف المرأة اليمنية في الصفوف الأمامية في الاعتصامات والمسيرات وكطبيبة وممرضة ومحاميه وإعلامية وفنانه وشاعرة وطابخة للأغذية للشابات والشباب في ساحات الاعتصامات التي تحولت إلى منابر فكرية وأدبية وصحفية ومنتديات سياسية وثقافية يسهم فيها كل المبدعين والمبدعات في بلادنا. الصديقات والأصدقاء: لقد وحدت هذه الثورة السلمية أبناء الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه في إطار سلمي 100% ومنذ انطلاق الثورة توقفت حالات الثأر بين القبائل وساد السلم الاجتماعي بين الناس وتوقفت البنادق عن إطلاق الرصاص القاتل في عموم اليمن بين القبائل المتحاربة عدا مدافع وبنادق السلطة الدموية , ولقد بدأ النضال السلمي في بلادنا عام 2006 عند الانتخابات الرئاسية بقيادة مرشح المعارضة القائد فيصل بن شملان وجاء الحراك السلمي في جنوب البلاد عام 2007 ليواجه بالقتل والقمع وكل وسائل إرهاب الدولة قدم خلاله هذا الحراك الباسل مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمعتقلين، كل ذلك تم عقب رفض أبناء جنوب البلاد الحكم العسكري المفروض عليهم منذ حرب 94م التي أدت إلى تدمير البنية التحتية للدولة وطرد الآلاف من الكوادر والموظفين والعمال ونهب الثروات في البر والبحر وجعل الجنوبغابة لنهب قوى النظام الفاسدة والمتنفذة . وجاءت الثورة السلمية كمرحلة ثالثه لهذا النضال السلمي ومثلت منعطفاً تاريخياً في حياة شعبنا وبرزت ملامح الدولة اليمنية الجديدة بكل آفاقها الرحبة والواسعة حيث تعقد الحوارات والندوات والنقاشات في عموم ساحات التغيير والحرية لطرح الأفكار المتعلقة بأهداف الدولة القادمة والخروج بحلول لكافة المشاكل التي يعاني منها اليمن وفي مقدمتها القضية الجنوبية التي يسعى الجميع إلى حلها في إطار الدولة الاتحادية اللامركزية القادمة وكذا نتائج الحروب الست الدامية في شمال البلاد إضافة إلى القضايا الاقتصادية والاجتماعية وحقوق الإنسان حيث ولدت هذه الثورة الآمال لدى الشعب اليمني بمستقبل مشرق وحياة حرة وكريمه يعبر عنها ملايين المتظاهرين والمعتصمين يوميا في عموم البلاد .
أيتها الصديقات أيها الأصدقاء : إن حزبنا الاشتراكي اليمني يخوض مع شركائه في أحزاب اللقاء المشترك المعارضة نضالا دؤوبا من اجل إخراج اليمن من الأزمات الحادة التي أوصلها إليها النظام الفاسد, ولقد بدأت الحوارات مع هذا النظام منذ مارس 97م حتى أكتوبر 2010م ولكن مع الأسف فقد تم إفشال كافة الاتفاقات من قبل النظام الحاكم إلى أن جاءت الثورة السلمية التي انخرط فيها أعضاؤنا، شابات وشبابا منذ انطلاقها أوائل فبراير 2011م . وقد تجاوبنا مع الجهود المختلفة للخروج من الأزمات التي تعاني منها البلاد سواء المقدمة من الداخل أو من الأصدقاء في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية أو المبادرة المقدمة من دول مجلس التعاون الخليجي برعاية أمريكية وأوربية والتي جاءت بطلب رئيس النظام ومع ذلك ظل يراوغ في قبولها منذ طرحها في 3 ابريل 2011م حتى آخر موعد للتوقيع عليها في 22 مايو 2011 حيث رفض التوقيع عليها بعد أن وقعنا عليها في أحزاب المعارضة وتتضمن المبادرة نقاطاً رئيسية أبرزها استقالة الرئيس صالح وتحمل نائبه وهو أيضا أمين عام الحزب الحاكم مسؤولية رئاسة البلاد لفترة انتقالية. واليوم تعيش البلاد في أوضاع مأساوية حيث أضاف إليها النظام مؤخرا ما يسميه الإرهاب والقاعدة وسلم لها محافظة أبين في جنوب البلاد قبل شهرين حيث صدرت أوامر عليا للجيش والأمن بتسليم المحافظة للعناصر المسلحة الإرهابية المدعومة من النظام وفي يوم 22 يونيو 2011م تم تسهيل فرار 62 شخصا من اخطر العناصر الإرهابية التابعة للقاعدة من سجن محصن في محافظة حضرموت شرق البلاد مثلما تم تهريب 28 من كبار قيادات القاعدة عام 2006م من السجن المركزي للأمن السياسي في العاصمة . ونود هنا التأكيد بأن شماعة القاعده قد استخدمت من النظام لابتزاز الخارج وكسب الدعم المالي والعسكري ومع ذلك فلابد أن تكونوا على ثقة أنكم ستجدون يمناً جديداً خاليا من القاعدة ومن الإرهاب ومن التطرف والعنف والقهر والتمييز, يمنا بدولة مدنية يحكمها الدستور والقانون والمؤسسات بمجتمع مدني حضاري يحفظ مصالح كل أبناء الشعب اليمني. الصديقات والأصدقاء : تقوم القوى النافذة الممسكة قسرياً بالسلطة في الشهرين الأخيرين بممارسة عقاب جماعي على أبناء الشعب من خلال القطع المستمر للتيار الكهربائي والمياه وغاز الطباخة مما أدى إلى وفيات عديدة في المستشفيات لمرضى القلب والسرطان والفشل الكلوي والنساء الحوامل والأطفال الرضع كل ذلك لغرض الانتقام من الشعب اليمني الذي وقف وشارك بأكمله مع الثورة السلمية . في الختام : ثقوا أيتها الصديقات والأصدقاء أن الحزب الاشتراكي اليمني سيظل متبنيا للأهداف السامية للاشتراكية الدولية في نضاله السياسي السلمي في اليمن إلى جانب شركائه من مختلف القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمستقلين وما نرجوه من اجتماعنا هذا هو إعلان التضامن مع نضال الثورة الشبابية الشعبية في اليمن وتوجيه تحية للمرأة اليمنية الناشطة في مقدمة صفوف هذه الثورة , وإدانة الممارسات الإرهابية القمعية ضد نشطاء النضال السلمي والمطالبة بتقديم القتلة ومرتكبي المجازر الدامية إلى المحاكم الوطنية والدولية، وتأييد حزبنا وأحزاب اللقاء المشترك وشركائه في نضالهم إلى جانب الثورة السلمية سيرا نحو بناء اليمن الجديد يمن السلام والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. شكرا لحسن استماعكم . الصورة: مندوب الحزب الاشتراكي اليمني خلال إلقائه كلمة الحزب امام الاجتماع.
