في ظل تصاعد وتيرة حرب علي صالح وقواته على أجزاء واسعة بالمدينة وريفها الشمالي، واستمرار نزيف الدم ، أحيا شباب الثورة السلمية بساحة الحرية بمدينة تعز ومعظم ساحات الثورة في أنحاء الجمهورية ذكرى لاقتحام ساحة الحرية وإحراقها بمن فيها على يد قوات ومسلحين بلباس مدني في 29 مايو الفائت وراح ضحيتها عشرات الشهداء بينهم أطفال ومعاقون ومئات من المصابين والجرحى كانوا معتصمين في الساحة منذ 11 فبراير. لم يتمكن من شهدوا ليليتها "هولوكوست ساحة الحرية" نسيان تفاصيل فظاعة الجريمة، وجرائم سبقتها ولازالت فصول المسلسل الدامي تتوالى بشكل سبه يومي ،ويعتقدون بأن صالح وقواته الأمنية بقيادة قيران والعسكرية بقيادة العوبلي وضبعان لم يتوقفوا عن ارتكاب المجازر بحقي المعتصمين السلميين والمدنيين العزل دونما تصعيد ثوري سلمي يحد من نزيف الدم كمقدمة تطيح بنظام "هولاكي " يصب جام حربه في مدينة تنشد التغيير السلمي ،ولا تحتمل حرب التشبث بالسلطة ،كما يريد لها صالح واعوانه كون تعز واهلها يتصدرون سنام الفعل الثوري في شتى ميادين التحرر .. محرقة بشعة، اهتزت لهول جحيمها كل ضمير ،يتمنى القيادي في الثورة الطلابية 15 يناير محمد المقبلي ان يتحول قلبه الى خراطيم اطفاء لمواجهة نار من وصفهم ب"ولاعات الحريق" ،منوها الى ان " الدم المحروق في ساحة الحريه ملتصق عل شطف الخيام المحروقة". ويتفق كثيرا من شباب الثورة بأنها " مأساة حلت على شباب ابرياء في ساحة اعتصام سلمي" كما اعتبرها الشاب خالد الوجيه الذي قالها بألم يعبر عن فداحة ما طال معتصمين سلميين ينشدون الحرية والكرامة للجميع ... في الأسابيع الأخيرة بدأت قوات صالح وقناصته في تعميم قصفهم المدفعي والصاروخي على الاحياء السكنية ،يوازيه اعتداءات متواصلة على المسيرات السلمية للثوار، اسفر عن مقتل عشرات من المدنيين وشباب الثورة بينهم اطفال ونساء، ما يؤكد سقوط اخلاقي للنظام و بشكل فاضح ،وهذا ما يفسر غيض صالح وعائلته الحاكمة من محافظة تثبت ريادتها في درب النضال الوطني الذي تحول بفعل الصورة السلمية الى فعل ثوري شعبي يعم انحاء اليمن جنوبا وشمالا. لهذا وغيره، فالحرب متواصلة من طرف واحد يسعى النظام من خلالها لاستعادة سيطرته على مدينة تحولت _بفعل تعدد جرائمه واتساع رقعة حربه إلى ساحة حرية ،تجوب أرجاءها مسيرات صباحية ومسائية بشكل شبه يومي ،يعبر عن فعالية ثورية منقطعة النظير لم تتوقف تحت أي ظرف. وهذا ما يجلب سخط قوات صالح التي يدفعها للإيغال في عدوانه بقصف مدفعي وصاروخي مرعب على ساحة الحرية ومعاقل الثوار وأنصارهم شمال تعز وتحديدا أحياء الروضة والموشكي والمسبح وشارع جمال ،فيما قوات الحرس وقوات من اللواء 33 مدرع تفرض طوقا عسكريا يتعدى 30 كيلو مترا يفصل مدينة تعز عن ريفها الذي تعتبره السلطات المحلية والعسكرية للنظام عمقا لأنصار الثورة وعلى الرغم من هذا، يُسير ثوار تعز فعالياتهم الجماهيرية بشكل دائم وغير آبه بما يطالهم، فالثائر علي صالح الحقب يقول عن صمود شباب تعز "انتم أبطال الثورة يا شباب تعز"، معتبرا استمرارهم في الفعل السلمي في ظروف مرعبه، تحد شعبي يجسده أبناء تعز في كل مراحل الثورة. قبل أيام وفي اجتماع لأعضاء من المؤتمر الحاكم وقيادات في السلطة المحلية بالمحافظة ،يتوعد محافظ تعز بالتصعيد ضد الثوار وأنصارهم في حال رفضهم لدعوته للحوار، مهدد بإحالة الملف إلى اللجنة الأمنية لاستعادة سيطرتهم على الوضع، وبعد الوعد والوعيد وتلميحاته بالتصعيد، اطل رجل صالح الأول بالمحافظة مكشر أنيابه دونما اعتبار أو شعور بمسؤولياته الأخلاقية إزاء جرائم حرب وحرب إبادة تتعرض لها تعز وسكانها على قواتهم التي يعتبره قانونيون ونشطاء حقوق الإنسان شريك رئيسي لقادة الحرب في بدروم قصر الشعب ودار الرئاسة بصنعاء في جرائمهم بتعز على ذمة الثورة السلمية. خلاصة الحديث ،يجزم كثير من شباب الثورة بأن جرائم صالح وقواته في تعز وأوجعها هولوكوست ساحة الحرية ستظل لطخة عار ومفاصلة تأريخيه بين قوة الشر التي تجرف اليمن من الخريطة على يد صالح واعوانه ،وحلم الدولة المدنية التي تنشد لليمن العدالة والحرية والمساواة في الحقوق والواجبات ،معتبرين تضحيات تعز وبقية محافظات الجمهورية فاتورة مؤلمة للخلاص من حاكم مستبد شرعيته البندقية منذ تسلق الى كرسي الحكم ذات يوم كئيب قبل 33 عاما.