لما تمثله هذه الوثيقة من أهمية فإن الإشتراكي نت يعيد نشر ها بغرض الإستفادة من الأفكار التي وردت فيها للتهيئة لإجراء حوار وطني شامل ومصالحة تاريخية تنقل اليمن إلى أعتاب العصر الحديث وتضع حدا للمشكلات المؤرقة والمزمنة التي عانت وتعاني منها أمتنا. نص وثيقة نبوتسدام للحوار: يمثل هذا النص تسجيلاً للمشاورات والأفكار التي تداولتها المجموعة المشاركة في اللقاء التشاوري في بوتسدام - ألمانيا، وهي لا تعبر عن مواقف حزبية نهائية وملزمة للأطراف المتحاورة، ولكنها تعبر عن تداولات ايجابية مع تعهد جميع المشاركين ببذل قصارى جهدهم في سبيل قيام حوار وطني جامع وناجح ). الإطار المرجعي للحوار الوطني 1 - رأت المجموعة أن التفاهم على العناصر الأساسية التي يتكون منها الإطار المرجعي للحوار الوطني هو من العوامل التي تساهم في انجاح الحوار. وتداولت المجموعة بشأن هذه العناصر وتفاهمت حول العناصر الآتية : - المرجعية الوطنية وتضم الأهداف العامة للحراك السلمي الجنوبي ولحركة الحوثيين السلمية ولثورة الشباب الشعبية السلمية للتغيير، والاتفاقات الوطنية السابقة التي تم التوصل إليها بين الحكومة والأطراف المعنية في ما يختص بالوضع في صعدة . - المرجعية الاقليمية تضم المبادرة الخليجية، واتفاق الدوحة بصدد الوضع في صعدة . - المرجعية الدولية تضم قراري مجلس الأمن 924 و931 لعام 1994، والقرار 2014 لعام 2012، والآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية . 2 - وجدت المجموعة أن التفاهم على هدف مشترك مستوحى من أهداف ثورة الشباب الشعبية السلمية للتغيير وقضيتي الجنوب وصعدة وكافة المساهمات الإصلاحية، من شأنه أن يساهم في انجاح الحوار لكونه يشكل معياراً مشتركاً للحوار والتفاعل بين المواقف المختلفة للأطراف المشاركة فيه. ويرى المجتمعون ان هذا الهدف المشترك يتمثل في السعي الى بناء شراكة وطنية تقود إلى بناء دولة ونظام حكم مدني عادل وديمقراطي يتحقق فيه حكم القانون، وتحترم فيه الحريات وحقوق الإنسان، ويضمن التداول السلمي للسلطة، ويشيد د و لة المؤسسات الحديثة التي تقوم على أساس مبادىء المواطنة والفصل بين السلطات وحياد جهاز الدولة، ويحقق التنمية المتوازنة والعدالة الاجتماعية والإنصاف بين المواطنين والفئات السكانية . العوامل التي تساهم في انجاح الحوار الوطني وجدت المجموعة أن توفر العوامل التالية من شأنه تهيئة بيئة مساعدة على انجاح الحوار أو المساهمة المباشرة في انجاحه : 1 - بناء الثقة بين الأطراف، وتشمل ثلاثة عناصر : - القيام بخطوة سياسية معنوية تتمثل في قيام الحكومة بمخاطبة الشعب اليمني وتقديم اعتذار عام عن الحروب والاساءات التي لحقت بالشعب اليمني خلال الفترة السابقة (وتشجع المجموعة الأحزاب السياسية على المبادرة طوعاً للقيام بمراجعة نقدية لدورها وممارساتها خلال الفترة السابقة أيضاً ). - الشروع في اجراءات العدالة الانتقالية والتي تتضمن انصاف كل من ظُلم أو أُلحق به ضرر من جماعات أو أفراد من خلال آلي ا ت قانونية، وإعادة الاعتبار والتعويض على المتضررين، وتوفير ضمانات لعدم تكرار الظلم في المستقبل . - الشروع في خطوات المصالحة الوطنية الشاملة والتي تعد بمثابة إطار وهدف لإجراءات العدالة الانتقالية . 2 - توفير بيئة مساعدة، وتتضمن إجراءات فورية من النوع الآتي : - وقف الحملات الإعلامية . - معالجة بؤر المواجهات المسلحة ووقف الحملات العسكرية وإزالة المظاهر المسلحة . - الإسراع في توفير الخدمات العامة للمواطنين . - اتخاذ الإجراءات التي تحول دون حصول أي تدهور معيشي في حياة المواطنين . 3 - الالتزام التام من قبل جميع الأطراف بنبذ العنف، والاحتكام إلى الحوار والوسائل الديمقراطية والتوافقية في التوصل إلى التفاهمات وفي حل النزاعات . 4 - مقاربة القضايا من منظور مستقبلي، ومعالجة المشكلات الموروثة من الحقبة السابقة من هذا المنظور . 5 - ترى المجموعة أن أجندة الحوار الوطني يجب أن تتضمن ا لشأن السياسي بتفرعاته، وأيضاً الشأن الاقتصادي والاجتماعي، والشأن الأمني والعسكري أيضاً . 6 - ترى المجموعة أن وجود ضمانات لعدم إعاقة ديناميات التفاعل والتقدم أثناء الحوار وأثناء تطبيق القرارات، وكذلك ضمانات لتكافؤ الفرص في المساهمة في الحوار الوطني ونتائجه يساهم في نجاحه . 7 - وضع خطة إعلامية فعالة تساهم في التمهيد للحوار وتواكب أعماله وتراقب نتائجه، بما في ذلك ان تكون وسائل الاعلام المختلفة إحدى آليات الحوار الوطني نفسه . 8 - الاستخدام الأمثل للوقت والعمل وفق مسارات متوازية ومتكاملة ضمن المسار العام الموحد للحوار الوطني . 9 - التفاهم على آليات الحوار وقواعده بشكل واضح وتشاركي . 10- أن يتيح الحوار مشاركة الجميع دون إقصاء أي جهة أو فئة، وأن يتمكن كل مشارك من إسماع صوته وان تتوفر فرص متكافئة للجميع للمساهمة في نتائجه ضمن الآليات المعتمدة للحوار . وتلفت المجموعة النظ ر إلى النقاط الآتية : - تمثيل كافة الأحزاب والتيارات السياسية، بما فيها الاحزاب الجديدة . - إن تمثيل المرأة والمستقلين والفئات غير المنظمة في مؤسسات أكثر تعقيداً، وفي هذا الصدد ترى المجموعة ضرورة بذل جهد خاص لضمان مشاركة وازنة للنساء والشباب، وكذلك تمثيل الأشخاص ذوي الإعاقات، وكل المجموعات السكانية . - تمثيل العلماء، وقطاع الأعمال من خلال هيئاته الممثلة، وكذلك النقابات العمالية والفلاحية والمهنية، والاكاديمية . القضايا التي يمكن أن يشملها الحوار بعد مناقشة مستفيضة تقترح المجموعة أن يجري تجميع موضوعات الحوار تحت أربعة عناوين : أ - القضايا السياسية بكل تفرعاتها ولاسيما: قضية الجنوب، وصعدة، ومطالب الشباب، والدولة والنظام السياسي (وهي وثيقة الترابط)، والانتخابات، والدستور، ومسألة الفساد، وبناء إدارة فعالة ومحايدة . ب - القضايا الاقتصادية والاجتماعية: التنمية المتوازن ة ، والفقر، والاندماج الاجتماعي، وقضايا الفئات السكانية الكبرى من نساء وشباب وأطفال، وقضايا التشغيل والبطالة، ونمط النمو الاقتصادي، والمشاركة في عائد التنمية والثروات الوطنية . ج - القضايا المتعلقة بمسألة الإرهاب، وإعادة هيكلة الجيش وأجهزة الأمن. وهنا يقترح الحرص على الوجه الوطني في هذه المسائل نظراً لحساسية الرأي العام من أي دور خارجي مباشر فيها . د - القضايا الحقوقية والقانونية. وتشمل تضمين حقوق الإنسان بما فيها الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في القوانين والتشريع، وإصلاح القضاء، وكيفية تعميم ثقافة الحق في مؤسسات الدولة والمجتمع، والإصلاح الإداري والمالي ومكافحة الفساد . في ما يتعلق بخطوات إطلاق عملية الحوار ترى المجموعة امكانية القيام بالخطوات الآتية : 1 - مبادرة رئيس البلاد إلى التواصل المباشر مع القوى غير المشاركة في المبادرة الخليجية لاسيما الحراك الجنوبي وا ل حركة الحوثية والشباب (وغيرهم)، ودعوتهم للمشاركة في الحوار الوطني وفي التحضير له وإدارته . 2 - في ضوء هذه المشاورات التي أجراها، أن يتولى رئيس البلاد الإعلان عن تشكيل لجنة الإعداد والتحضير للحوار الوطني المنصوص عليها في الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، وترى المجموعة أن تشكل هذه اللجنة من جميع الأطراف على قاعدة المساواة وان تتخذ قراراتها بالتوافق . 3 - اعتباراً من تاريخ تشكيلها، تكون اللجنة مسؤولة عن التحضير والإعداد للحوار الوطني، وهي تكون لجنة مستقلة عن الحكومة. ويجب الحرص على احترام الحدود بين ممارسة الحكم والعمل الحكومي الذي هو من اختصاص الرئيس والحكومة وأجهزة الدولة ولا علاقة للجنة الحوار الوطني به؛ وبين الحوار الوطني الذي هو مسؤولية اللجنة ولا تتدخل الحكومة به إلا من باب توفير المناخات الأمنية المناسبة له باعتبار ذلك جزءاً من ممارسة مهام الحكم . 4 - تتول ى لجنة التحضير والإعداد اقتراح المبادىء العامة الناظمة للحوار الوطني، والضوابط ومعايير المشاركة والآليات وكل ما يتطلبه انجاح الحوار. وتتولى اللجنة الدعوة لاجتماع عام موسع للمشاركين في الحوار الوطني يعلن فيه انطلاق الحوار ويجري في الاجتماع تشكيل لجنة إدارة الحوار الوطني التي ستكون مسؤولة عن إدارة الحوار من الناحية الفنية والتنفيذية . 5 - بعد الاجتماع الأول تتحول لجنة التحضير والإعداد إلى لجنة الاشراف السياسي على الحوار وتكون مهمتها الإشراف على حسن سير الحوار الوطني وفق المبادىء والضوابط السياسية المتفق عليها ومن حيث الوقت، كما تؤمن اللجنة التواصل بين الحكومة والحوار الوطني مع احترام استقلالية مساري الحكم والحوار كما سبق الإشارة إلى ذلك . 6 - الحوار لا يتم داخل اللجنة، وإنما سوف يتم وفق مسارات متوازية ومتكاملة، ووفق آليات متعددة يتم وضعها في سياق عملية التحضير. و تلحظ هذه الآليات ضرورة تخصيص مسارات وآليات خاصة للقضايا الوطنية والسياسية ذات الأولوية ولاسيما القضايا التي تم تحديدها في الآلية التنفيذية أي قضية الجنوب، وقضية الحوثيين، ومطالب الشباب. وسوف تلحظ الآليات ضرورة المباشرة بالقضايا التي يساهم التقدم في حلها في تسهيل التقدم في القضايا الأخرى وفي تحديد خيارات بناء الدولة والنظام السياسي . 7 - المسارات والآليات المختلفة للحوار الوطني التي تضمن مشاركة الجميع وتناول جميع القضايا تنطلق في البداية، وتتوج في انعقاد المؤتمر الوطني الذي ستكون قراراته هي أساس بناء نظام الحكم الجديد بعد انتهاء المرحلة الانتقالية . 8- اتفقت المجموعة على استمرار عملها كمجموعة وان تلتقي مرة أخرى في المستقبل القريب من أجل متابعة التشاور والمساهمة في تسهيل عملية الحوار الوطني .