"القاعدة في تعز" جملة اسمية يمكن نفيها إدارياً وربما أمنياً ، ورغم قربها الجغرافي من مدينة تعز ووقوعها في نطاق مخلاف الجند التاريخي المعروف لتعز . بضعة كيلومترات تفصل القاعدة "المدينة|السوق" عن تعز "المركز الحضاري للمحافظة" وبعد حضاري ومدني وثقافي شاسع يفصل بين القاعدة "التنظيم الإرهابي" وتعز عاصمة التمدن والثقافة والتعايش البيني المتعدد . • هل وصل تنظيم القاعدة تعز..؟! لم يكن مقتل الأستاذ الأمريكي "جويل شرم" في إحدى جولات المدينة هو البداية التي فتحت ملف التنظيم الإسلامي المتشدد الذي يتصدر قائمة المنظمات والجماعات الإرهابية في العالم خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر......وحقيقة وجوده داخل محافظة تميل للتعايش السلمي ونبذ التعصب والتشدد بكافة أنواعه لم تمكن التنظيم من ممارسة أي أعمال تنظيمية أو استقطابية أو حتى القيام بعمليات رغم معلومات تقول بوجود بعض الأفراد المنتمين للقاعدة في المدينة. منذ بداية الثورة السلمية الشبابية الشعبية والتي كانت تعز شرارتها الأولى والنظام الفردي الراحل وكل رموزه وعصاباته كانت تروج لوجود القاعدة في تعز واستعدادها لتنفيذ بعض العمليات الإرهابية بها وأحياناً تتحدث عن شراكة التنظيم في صناعة ثورة التمرد ووجودها المباشر العلني في الساحات وخصت ساحة الحرية أكثر من غيرها بذلك قبل أن تعلن عن قيادة التنظيم للساحات مستغلاً مطالب الشباب وافتقادهم للحس السياسي الواعي قبل أن تعلن ألقاء القبض على أحد قيادات التنظيم في المحافظات الجنوبية قرب بوابة ساحة الحرية التي كان يقصدها على حد زعمها ولم تتحدث عن مصيره بعد ذلك . بدخول القوى والأحزاب السياسية الثورة خففت أجهزة النظام السابق من اتهاماتها للتنظيم ووجهة كل اقنيتها الإعلامية تجاه تلك القوى والأحزاب خاصة الأخوان المسلمون في كونها من حركت تلك الأحداث أو ركبت موجة المطالب الشبابية التي لم تذهب للمطالبة بإسقاط النظام ولم يكن هذا السكوت عن تنظيم القاعدة فقط بل وعن كل الحركات والتنظيمات الدينية المسلحة التي برزت وتفرخت بشكل هستيري منظم يتعايش بانسجام كامل مع أجهزة النظام الأمنية السابق . تساقطت مدن أبين في يد بعض الجماعات المسلحة وأعلنت كإمارات وولايات إسلامية تحت نظر وحراسة بقايا نظام "صالح" وبنفس السيناريو الذي تحدث عنه في أحد خطبه التهديدية للشعب المنتفض عليه وعلى نظامه الفردي لولا التضحيات التي قامت بها بعض القبائل في تلك المناطق بمعية الجيش المنظم للثورة والتي استطاعت إلى حدٍ ما إيقاف توسع ذلك المد الإرهابي المتطرف بعد جملة من المجازر والمذابح الدامية التي قامت بها تلك الجماعات الإرهابية وما تزال . تعز كانت أكثر المحافظات بعداً عن تفكير القاعدة والجماعات الدينية المتطرفة الأخرى إذا كان وجودها حقيقياً أصلاً ، لكن مع تساقط وتهاوي بقايا عصابات النظام وتأكلها في المحافظة بدأت بعض الكتابات الجدارية المنادية بدولة خلافة إسلامية أو المطالبة بعودتها تظهر هنا وهنالك ولو بشكل خجول خاصة في مناطق الريف المحاذية لخطوط الإسفلت دون علم المواطنين عن فاعل وفعل دبر بليل . قبل اغتيال "جويل" ظهر بعض رموز النظام السابق على اقنية الإعلام للحديث مجدداً عن وجود القاعدة التنظيم في النواحي القريبة لمدينة تعز وعن قرب سقوطها في أيديهم بغية تخويف الناس ونزع ثقتهم التي منحوها للنظام الجديد يوم الحادي والعشرين من فبراير وتقليلاً من قدرة مديرها الأمني الجديد وتأخر السقوط عن الموعد الذي حدده الساقطون وبدء الأمر مجرد هلوسات يحاول البعض التنفس بها حتى يدرك الآخر أنه موجود وحي وبديل منقذ في حالات الفوضى الممكنة . ساعات فقط فصلت بين عملية "جويل" وإعلان القاعدة مسؤوليتها عن العملية الأول من نوعها في تعز وحاول بها البعض إثبات حقيقة مزاعمهم في وجود التنظيم وقدرته على إسقاط المدينة رغم أن أحد الرموز المحسوبة على بقايا عصابات النظام وجهت أصابع الاتهام المباشر عن العملية لمدير أمن المحافظة متناسياً سيناريو السقوط المزعوم للمحافظة الذي أعلنه مسبقاً . وقبل أن يبدأ الحديث عن دخول مجاميع مسلحة إرهابية تتبع التنظيم قادمة من الجحيم الصومالي القريب بشكل نازحين أو عبر مهربين وإسقاطهم المعسكرات التي ما تزال بيد عناصر النظام السابق والتسلح بغنائمها قبل أن تسقط المؤسسات العامة والمدينة برمتها وإعلانها إمارة إسلامية كشف سر قاتل الأستاذ الأمريكي الذي لم يكن سوى ضحية للعناصر التابعة للنظام السابق وإعلان التنظيم مسؤوليته عن الحادث يكشف أن تلك العصابات الباقية والنظام السابق هو نفسه الوجه الآخر لمسمى الجماعات الإرهابية المسلحة والقاعدة في العملة ، وتعز أكبر من أحلامهم وسينار يتهم .