وأشارت المصادر إلى أن القصف جاء عقب طلعات مكثفة قامت بها الطائرتين منذ ظهر اليوم، على سماء مدينة مودية، حيث تدور معارك عنيفة بين مسلحي القاعدة وقوات الجيش التي تساندها اللجان الشعبية المشكلة من القبائل . وتزامنت العمليتان مع قصف نفذه الطيران الحربي اليمني لمناطق ساحلية بمدينة شقره بالمحافظة ،لم تعرف نتائجه حتى الان. من جانبه قال أحمد الدغشي الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية وأستاذ الأصول بجامعة صنعاء إن اشتداد عمليات تنظيم القاعدة ضد مواقع الجيش والتوسع إلى مدن ومناطق أخرى جاء عقب إقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي لأحد كبار القادة العسكريين الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح، وهو القائد السابق للمنطقة العسكرية الجنوبية اللواء مهدي مقولة. ولفت الجغيش إلى صلة النظام السابق بتصاعد هجمات القاعدة، مذكراً بما قاله صالح في أيار 2011 من أن خمس محافظات ستسقط بأيدي القاعدة والحوثيين، وتوعده للثوار بأنهم سيرون عاقبة ثورتهم على نظامه، وذلك بتوسع جماعات العنف وسيطرتها على محافظات كاملة وانتشار الفوضى في البلاد إذا سقط نظامه. واعتبر الباحث أن كثافة هجمات الطائرات الأميركية بدون طيار على مواقع القاعدة بالأراضي اليمنية تعطي مبرراً ومسوّغاً لتنظيم القاعدة لمواصلة حربه «العبثية» على قوات الجيش وتوسعه إلى مدن أخرى، ولتصوير الحرب على أنها بينه وبين أميركا وحلفائها في السلطة اليمنية. الى ذلك أدان أعضاء بمجلس النواب اليمني ما سموه انتهاك الطائرات الأميركية بدون طيار للسيادة اليمنية، في أعقاب تزايد عمليات القصف التي تستهدف عناصر تنظيم القاعدة الذين يسيطرون على مناطق واسعة جنوبي اليمن. وأثار النائب نبيل الباشا من كتلة حزب المؤتمر الشعبي المسألة داخل مجلس النواب السبت الماضي، وطالب بمناقشة انتهاك السيادة اليمنية ووضع حد لقتل اليمنيين. وأشار الباشا إلى إدانة الأعمال «الإرهابية» ومحاربتها، لكنه أكد في الوقت نفسه رفض انتهاك السيادة اليمنية وعمليات القتل «خارج القانون» التي تقوم بها الطائرات الأميركية لمجرد الاشتباه. ولفت إلى أن كثيراً من الضربات الأميركية تخطئ أهدافها ويسقط ضحيتها مدنيون أبرياء، مستشهداً بحادثة قرية المعجلة بمحافظة أبين التي قتل خلالها نحو ستين مدنياً من النساء والأطفال يوم 17 كانون الأول 2009. واعتبر الباشا أن الضربات الأميركية الخاطئة تثير ردود أفعال سلبية في المجتمع اليمني، وتكسب تنظيم القاعدة مناصرين جدداً من أبناء القبائل، وتخرج مناطق على سيطرة الدولة، وتصبح بالتالي حضناً ل «الإرهاب». في حين رأى رئيس مركز أبعاد للدراسات والأبحاث (عبد السلام محمد) أن اليمن وضع تحت الوصاية الدولية والإقليمية خلال الفترة الانتقالية التي يمرّ بها حالياً، ولم يستبعد أن تكون زيادة هجمات الطائرات الأميركية داخل الأراضي اليمنية جاءت باتفاق بين واشنطنوصنعاء إثر شن تنظيم القاعدة هجمات على مواقع تابعة للجيش اليمني، والسيطرة عليها وحصوله على غنائم كبيرة بينها أسلحة ثقيلة من دبابات وراجمات صواريخ. وكانت صحيفة الواشنطن بوست قالت إن الولاياتالمتحدةالأمريكية بدأت توسيع غاراتها الجوية بواسطة طائرات بدون طيار على مقاتلي القاعدة في اليمن بموجب تفويض جديد أقره الرئيس باراك أوباما لجهاز الإستخبارات المركزية سي آي ايه والجيش إطلاق النار حتى لو كانت هويات المستهدفين غير معروفة . وقال مسؤولون امريكيون ان الرئيس اوباما وافق هذا الشهر على شن الغارات، وإن الغارة التي شنت هذا الاسبوع وأدت الى مقتل احد عناصر القاعدة بالقرب من حدود محافظة مأرب في اليمن، تعد اولى الغارات التي تم تنفيذها في اطار الصلاحيات الجديدة، فيما يبدو أن قصف اليوم يأتي في إطار تلك الصلاحيات . وتحدثت انباء عن مسئولين يمنيين قالوا إن الرئيس عبدربه منصور هادي رفض طلب الاستخبارات العسكرية الأمريكية والجيش الأمريكي توسيع نطاق ضربات الطائرات بدون طيار الأمريكية لاستهداف المجاميع الجهادية المقاتلة على نطاق واسع. لكن وكالة الاسيوشيد برس ذكرت في تقرير لها نشر اليوم الخميس أن الرئيس هادي منح الضوء الأخضر لوكالة الاستخبارات الامريكية (CIA) في استخدام الطائرات بدون طيار لمواجهة توسع تنظيم القاعدة في اليمن، إلا أن التقرير نوه إلى أن هادي رسم خط الحركة عبر ما يسمى ب«الضربات المفوضة» – أي تلك التي يتم الموافقة على تنفيذها مسبقا – وذلك خوفا من تعرض المدنيين للإصابة، وبالتالي توسيع عداء رجال القبائل للحكومة