أدان أعضاء بمجلس النواب اليمني ما سموه انتهاك الطائرات الأميركية بدون طيار للسيادة اليمنية، في أعقاب تزايد عمليات القصف التي تستهدف عناصر تنظيم القاعدة الذين يسيطرون على مناطق واسعة جنوبياليمن. ولا يكاد يمرّ يوم في اليمن دون ورود أنباء عن قصف جوي يمسّ مواقع أو سيارات يشتبه في أنها تابعة لتنظيم القاعدة، ويتركز القصف على مواقع ثابتة وعربات متحركة بمحافظات أبين وشبوة ومأرب والبيضاء. وأثار النائب نبيل الباشا من كتلة حزب المؤتمر الشعبي المسألة داخل مجلس النواب السبت الماضي، وطالب بمناقشة انتهاك السيادة اليمنية ووضع حد لقتل اليمنيين. وأشار الباشا إلى إدانة الأعمال «الإرهابية» ومحاربتها، لكنه أكد في الوقت نفسه رفض انتهاك السيادة اليمنية وعمليات القتل «خارج القانون» التي تقوم بها الطائرات الأميركية لمجرد الاشتباه. ولفت إلى أن كثيراً من الضربات الأميركية تخطئ أهدافها ويسقط ضحيتها مدنيون أبرياء، مستشهداً بحادثة قرية المعجلة بمحافظة أبين التي قتل خلالها نحو ستين مدنياً من النساء والأطفال يوم 17 كانون الأول 2009. واعتبر الباشا أن الضربات الأميركية الخاطئة تثير ردود أفعال سلبية في المجتمع اليمني، وتكسب تنظيم القاعدة مناصرين جدداً من أبناء القبائل، وتخرج مناطق على سيطرة الدولة، وتصبح بالتالي حضناً ل «الإرهاب». لماذا الطائرات الأمريكية وقال النائب في التجمع اليمني للاصلاح علي العنسي إن اليمنيين من القبائل واللجان الشعبية وقوات الجيش قادرون على ردع تنظيم القاعدة وهزيمته. وطالب بأن يتحمل الجيش مهمة محاربة القاعدة، وأن يتم دعمه بالمعدات والأسلحة والتدريب والمعلومات الاستخبارية. وقال العنسي «إن القضية حساسة ويجب أن تأخذ بعداً رسمياً وقانونياً، وأن تعتمد الشفافية في التعاطي مع قضية انتهاك الطائرات الأميركية لسيادة اليمن، ونحن نرفض الخروج على الدستور اليمني، ونرفض القتل خارج إطار القانون، مهما كانت المبرّرات». ويربط مراقبون بين تزايد هجمات الطائرات الأميركية بدون طيار على مواقع القاعدة جنوباليمن، وتصاعد عمليات التنظيم في الآونة الأخيرة. من جانبه قال باحث في شؤون الجماعات الإسلامية وأستاذ الأصول بجامعة صنعاء إن اشتداد عمليات تنظيم القاعدة ضد مواقع الجيش والتوسع إلى مدن ومناطق أخرى جاء عقب إقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي لأحد كبار القادة العسكريين الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح، وهو القائد السابق للمنطقة العسكرية الجنوبية اللواء مهدي مقولة. ولفت أحمد الدغشي إلى صلة النظام السابق بتصاعد هجمات القاعدة، مذكراً بما قاله صالح في أيار 2011 من أن خمس محافظات ستسقط بأيدي القاعدة والحوثيين، وتوعده للثوار بأنهم سيرون عاقبة ثورتهم على نظامه، وذلك بتوسع جماعات العنف وسيطرتها على محافظات كاملة وانتشار الفوضى في البلاد إذا سقط نظامه. واعتبر الباحث أن كثافة هجمات الطائرات الأميركية بدون طيار على مواقع القاعدة بالأراضي اليمنية تعطي مبرراً ومسوّغاً لتنظيم القاعدة لمواصلة حربه «العبثية» على قوات الجيش وتوسعه إلى مدن أخرى، ولتصوير الحرب على أنها بينه وبين أميركا وحلفائها في السلطة اليمنية. ورأى رئيس مركز أبعاد للدراسات والأبحاث (عبد السلام محمد) أن اليمن وضع تحت الوصاية الدولية والإقليمية خلال الفترة الانتقالية التي يمرّ بها حالياً، ولم يستبعد أن تكون زيادة هجمات الطائرات الأميركية داخل الأراضي اليمنية جاءت باتفاق بين واشنطنوصنعاء إثر شن تنظيم القاعدة هجمات على مواقع تابعة للجيش اليمني، والسيطرة عليها وحصوله على غنائم كبيرة بينها أسلحة ثقيلة من دبابات وراجمات صواريخ.