رسائل عدة وجهها الرئيس المصري المنتخب د محمد مرسي في أول خطاب له بعد أدائه اليمين الدستورية ، وتنصيبه رسميا رئسا لمصر . منها ما وجهت الى المحيط العربي وعلى وجه التحديد تلك التي تنظر الى التحول في مصر بتوجس اذ قال أن مصر لن تصدر الثورة، ولن تسمح لأحد أن يتدخل في شؤونها، مؤكدا بأنه سيعمل على استعادة مصر لدورها العربي والإقليمي، وتفعيل السوق العربي المشترك، بما في ذلك اتفاقية الدفاع العربي المشترك . وأكد الرئيس المصري على أن مصر ستقف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى يحصل على كافة حقوقه المشروعة، وأنها ستعمل على إتمام المصالحة الفلسطينية ليكون الشعب الفلسطيني قادرا على استرداد حقوقه . و بشأن التطورات الراهنه اقليميا، قال سنعمل بكل جد على تطوير منظومة جامعة الدول العربية، والسوق العربية المشتركة، وأن مصر في عهدها الجديد لن تقبل بأي انتهاك لأمنها القومي العربي، وستقف قوية صلبة في مواجهة الأخطار التي تهدد الأمة العربية . ونوه بأن النظام السابق عرض أمن مصر القومي للخطر وعمل على تقزيم دورها، كما أننا سنعمل على إعادة تشكيل منظومة الأمن القومي المصري، وسنعيد ثقلها الحقيقي في الدوائر والمحافل العربية والدولية، ونحن نبعث برسالة سلام إلى العالم . كما سلط الضوء في خطابه على الأوضاع الراهنة في سوريا، حيث قال إن الشعب المصري يقف بجوار الشعب السوري في محنته، ويجب أن يتوقف نزيف الدم وسنبذل كل جهدنا لوقف إراقة الدماء في سوريا في المستقبل القريب . وعلى الصعيد المصري قال مرسي قال إن «الشعب المصري لأول مرة في تاريخه يمارس سلطته كاملة، فانتخب مجلسا للشعب، ومجلسا للشورى، في انتخابات حرة ونزيهة»، وأضاف بأن «المؤسسات المنتخبة ستعود لأداء دورها»، وبأن مصر لن تعود للوراء . وتطرق الى وضع المؤسسة الأكثر نفوذا في مصر مؤكدا على أن القوات المسلحة درع الوطن وسيفه، وقال: سأبذل كل جهدي لحماية الأمن القومي وأعاهد الشعب المصري على المحافظة على المؤسسة العسكرية وان تكون اقوى مما كانت، وسيعود الجيش المصري ليتفرغ لمهمته في حماية امن وحدود الوطن ويحافظ على قواتنا المسلحة قوية متماسكة . والمح دون توغل الى استعادة الصلاحيات الرئاسية في اشارة الى الإعلان الدستوري المكمل الصادر في 30 مارس/آذار 2011 من قبل المجلس العسكري، الذي جرده من أربع صلاحيات كبيرة سيحرم منها الرئيس الفائز . حيث يُجرد من رئاسة المجلس العسكري نفسه، ويحرم من سلطة إجراء أي تعديلات على تشكيلته، وليس له الحق في الاستعانة بالجيش في حال حدوث انفلات أمني، إلا بعد موافقة المجلس نفسه. كما لا يحق له تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور التي ستتولى صياغة الدستور الدائم للبلاد . وتعهد مرسي في نفس الوقت بالحفاظ على المؤسسة العسكرية ودعمها بكل الوسائل، مؤكدا على استقلالية القضاء، وشدد على أن مصر بحاجة ماسة لإزالة أثار الفوضى التي تسبب بها النظام السابق وخصوصا في المجال الاقتصادي ولا بد من تحقيق العدالة الاجتماعية بمفهومها الشامل كي يتحقق الاستقرار . وأكد الرئيس المنتخب، أن مصر طوت صفحة مظلمة من تاريخها وأقبلت على صفحة مضيئة كان نواتها دماء الشهداء والمصابين، مشيداً بقدرة المصريين على تقويم مسار السلطة الظالمة، ليحل محلها سلطة منتخبة بشكل سلمي وحضاري، وسنحافظ على إنجازات الشعب ولن نفرط فيها، لكونها ولدت من رحم المعاناة . وأضاف فرض الشعب المصري إرادته كاملة من خلال انتخابات نزيهة وديمقراطية أتت بمجلس الشعب والشورى، حيث عكست إرادة الشعب، وتمخض عن انتخابات البرلمان تأسيس الجمعية العامة للدستور . وتابع ستشارك كل مكونات المجتمع والخبراء القانونيون في وضعه وكتابته، وسيكون دستوراً مرسخاً للديمقراطية الحديثة المستقلة، وحارساً للحريات العامة والخاصة، يحمي استقلال القضاء، مطلقاً لحرية الفكر والتنظيم والإبداع، وسيعمل هذا الدستور المرتقب على تحقيق العدالة الاجتماعية لكي تلحق مصر بمصاف الدول المتقدمة، يكون فيها الرئيس خادماً للشعب وأجيراً للأمة، وأن الرئيس سيكون راعياً للدستور والقانون . وأشار إلى أنه سيحافظ على استقلال القضاء، وأن يكون حكم القانون هو الفيصل، معرباً عن سعادته بدور القضاء في الإشراف على الانتخابات بشقيها البرلماني والرئاسي . وبين أن النهوض بمصر هو مسؤوليتنا جميعاً، لأن مصر في حاجة ماسة إلى تكاتكف الجميع وأن الأمم تحقق نهضتها بالتعاون الناجح وعلى هذا الأساس سنفتح آفاق مؤسسات الدولة أمام جل الأفراد للمساهمة في نهضة الوطن. كما تعهد مرسي بأنه سيرسخ التعاون والمحبة بين أبناء المجتمع المصري وتفعيل حقوق المواطنة . وبين الرئيس الجديد في خطابه، أن مصر في أمس الحاجة إلى إزالة الفوضى في كل المجالات وخاصة في المجال الاقتصادي، وهذه الفوضى زكاها النظام السابق، وسنعمل على تشجيع الاستثمار في كافة القطاعات وعلى استعادة السياحة، وسنرسم مستقبلاً زاهراً لأحفادنا مسلمين ومسيحيين لتعود مصر عزيزة قوية بغية تحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية .