قالت وكالات إغاثة يوم الجمعة إن الظروف المعيشية للمدنيين السورينن آخذة في التدهور بشكل كبير في ظل صعوبة الحصول على الغذاء والهرب من القتال الذي تسبب في سقوط عدد قياسي من القتلى بلغ 1600 شخص خلال الأسبوع الماضي. وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر هشام حسن إن الوكالة المستقلة التي لا يستطيع موظفوها الخمسون في سوريا العمل خارج العاصمة دمشق لغياب الأمن لم تتمكن من إرسال قوافل تحمل الإمدادات على مدى الأسبوعين المنصرمين. وتابع في بيان "الوضع (الإنساني) في كثير من المناطق في سوريا يتجه في الوقت الحالي نحو تدهور لا رجعة فيه. مساعدة المحتاجين الذين تتزايد أعدادهم بسرعة تمثل أولوية قصوى." وأضاف أن عشرات الآلاف الذين أجبروا على الفرار من القتال نزحوا عن ديارهم في الأسابيع القليلة الماضية وغالبيتهم يعتمد بشكل كامل على المساعدات. وقال الصليب الأحمر "الناس يعانون كل يوم. الكثير منهم فقدوا وظائفهم والآخرون فقدوا مصدر رزقهم. من الصعب الوفاء حتى بالاحتياجات الغذائية الأساسية والحصول على ضروريات أخرى." وقالت ماريان جاسر رئيسة وفد الصليب الأحمر في سوريا ان القتال في العاصمة دمشق يتصاعد باستمرار منذ منتصف يوليو تموز. وما زال الهلال الأحمر العربي السوري يقدم مساعدات للنازحين في دمشق وحلب وحمص وإدلب وأماكن أخرى. وأضافت قائلة "الناس يخشون على حياتهم كل دقيقة طوال اليوم." وقال الصليب الأحمر ان العدد المتزايد من المصابين غير قادرين على الحصول على العلاج الطبي بسبب الصراع أو نقص الامدادات الطبية أو الخدمات الصحية. وتابع "منشآت الرعاية الطبية التي ما زالت تعمل تجد صعوبة أكثر فأكثر في استيعاب عدد المرضى والمصابين." وقالت الأممالمتحدة ان نحو 1.2 مليون شخص أصبحوا نازحين داخل سوريا بينهم 150 ألف شخص في دمشق والمناطق المحيطة. وقال باتريك ماكورمك من صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) التابع للأمم المتحدة وهو يشير الى وثيقة من المنظمة الدولية "شهدت سوريا خلال الأسبوع الماضي تصاعدا في وتيرة العنف وخاصة في دمشق. وردت تقارير عن وصول عدد القتلى الى 1600 شخص. بينهم أطفال." وقالت وكالة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة يوم الجمعة ان نحو 229 ألف لاجيء سوري فروا الى الخارج خلال الصراع المستمر منذ 17 شهرا وحتى الآن ودخلوا أربع دول مجاورة هي العراق والأردن ولبنان وتركيا في زيادة مفاجئة بلغت مئة ألف خلال الشهر الماضي وحده. وقال أدريان إدواردز المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة "في أنحاء المنطقة.. ما زلنا نشهد زيادة مستمرة في عدد الأشخاص الذين يغادرون سوريا. شهدنا زيادة على وجه الخصوص في وادي البقاع في لبنان خلال الأسبوع الماضي." وأضاف قائلا "ثلاثة آلاف شخص يعبرون الحدود يوميا الى دول أخرى إنما يمثل أزمة لاجئين كبيرة جدا جدا." وقال وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس ان فرنسا تعتزم نقل مساعدات الى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في سوريا حتى يمكن لهذه "المناطق المحررة" إدارة نفسها بنفسها والحد من تدفق اللاجئين. وقال ماكورمك "اليونيسيف تشعر بقلق بالغ أننا في سوريا والمناطق المحيطة ربما نواجه أو نتجه الى واحدة من أكبر حالات الطواريء الانسانية خلال العقد الماضي." وتابع قائلا "من الواضح اننا لا نستطيع التعامل مع هذا الوضع الطاريء بالطريقة التي نريدها حتى يكون هناك حل سياسي."