خرج الآلاف من شباب الثورة في مدينة تعز اليوم في مسيرة جماهيرية حاشدة اطلقوا عليها "مكا نني ضمآن مفتتحة بدء موسم جديد للتصعيد الثوري والإحتجاجات المطالبة بإنقاذ مدينة تعز من العطش . متوسلين الأغنية الشهيرة "مكانني ضمآن" كأصدق تعبير للشاعر عبد الله عبد الوهاب نعمان"الفضول"وأداء الفنان أيوب طارش. وإنطلقت المسيرة من ساحة الحرية الى نقطة التجمع بوادي القاضي.وجابت عدة شوارع بالمدينة واتجهت الى مبنني المحافظة ونفذت وقفة احتجاجية مع جداريات هاشم علي التي تعرضت للطمس على يد مجهولين وردد المشاركين شعارات تطالب بالمياه وتدعو الحكومة الى الالتفات لمعاناة مدينة تعز والتي تمتد لسنوات طويلة في شحة المياه , معتبرين عرقلة تنفذ مشروع تحلية المياه عقاب جماعي لأبناء تعز . وحمل المتظاهرون في المسيرة التي دعا اليها شباب الحزب الاشتراكي اليمني بتعز وشباب التصعيد والحسم الثوري جرار المياه منتطين الحمير المحملة بالإضافة الى بنات يحملن على رؤوسهن جرار الماء الفارغة للدلالة على انعدام الماء النقي في مدينة تعز . وقال الناشط والقيادي الثوري محمد احمد صبر ان مسيرة اليوم ستكون فاتحة تصعيد ثوري وأستمرارية للحراك الثوري بأتجاهات مختلفة تلامس هموم الناس وقضاياهم ومعاناتهم في تعز، واضاف صبر ان خروج الشباب يهدف الى الضغط على الجهات المعنية في الحكومة لإيلاء مشكلة المياه في تعز الأهمية القصوى ، كون الناس وصلوا الى حافة المعاناة وبات الأمر لا يحتمل ، وكذا لفت أنظار الرأي العام لمعاناة أبناء تعز من شحة المياه بعد خمسين سنة من قيام ثورة سبتمبر . مشيراً الى ان الاحتجاجات تأتي ايضاً لدعم جهود المحافظ شوقي هائل سعيد والوزير عبد السلام الرزاز الذان نعلق عليهم الآمال. وأشار بيان صادر عن المسيرة " الى أن نصف قرن جمهورية ونصف ثورة ولتعز نصف موت وجسد مستنزف ومثقوب بوعود سرابية لا تسقي عطش أو تحل جزء من أزمة تكاد أن تصبح فتيل لثورة أخرى ، ثورة حياة أو موت وعلى عكس ثورة الجياع التي تركت الباب موارباً للممكن السياسي . وقال البيان :ها نحن على بعد أيام من ذكرى اليوبيل الذهبي للثورة والإحتفاء بمناسبة مرور خمسة عقود "نصف قرن" على قيامها إلا أننا نجد أنفسنا أمام نفس المطالب التي قامت الثورة من أجل تحقيقها ونقف في ذات البداية نفسها . وأضاف البيان بان أزمة مياه تعز لم تعد خفية على أحد ، ولم تعد أيضاً سراً قومياً يخاف البوح به ، بل أصبحت لغماً كارثياً وفتيلاً قابلاً للانفجار في أي لحظة طالما عدمت الدولة إيجاد حلول لها ، وعجزت عن الوفاء بوعودها بتحمل المسئولية الكاملة أو تخفيف ما تقدر عليه ، حسب تعبير البيان ولفت البيان أن محافظة تعز قد اصبحت في صدارة المحافظات الطاردة للسكان، حيث إعتبر شحة المياه ومعانات الأسر في الحصول عليه وتعثر معظم المشاريع المائية أو إنجازها كحبر على ورق فقط وإستنزاف كل أحواضها ومعظم الأحواض القريبة منها والانتشار العشوائي للآبار الارتوازية الخاصة وانتشار الأمراض الوبائية نتيجة إستخدام المياه الملوثة البديلة ، وكذا تدني نسب الملتحقين بالتعليم وتسرب الفتيات نتيجة الانشغال الدائم بأعمال جلب الماء أو البحث عنه ، واستنزاف مداخيل الأسر من أجل توفير المياه البديلة ، وتابع بأن كل ذلك دفع بجزء كبير من سكان هذه المحافظة للنزوح عنها بينما يدفع البقية إلى إعادة التفكير في جدوى استمرار الاستقرار من عدمه خاصة أن المياه حياة ، ولذا نطالب بإعلان تعز مدينة منكوبة . وأعلن بيان صادر عن شباب التصعيد والحسم الثوري تعز مدينة منكوبة يتهددها الموت عطشاً ، ودعا كل القوى السياسية والمكونات والحركات الثورية ومواطني المحافظة الشرفاء الى الإصطفاف مع كل مشروع خدمي من شأنه خدمة محافظة تعز وأبنائها ، وكشف تجار الموت وأعداء الحياة الذين قال البيان يتاجرون بحياة الناس ومعاناتهم أو يسهمون بعرقلة المشاريع الخدمية التي يعجزون عن الاتجار بها والانتفاع الخاص منها . وتعيش مدينة تعز في انعدام شبة كامل للمية منذ اكثر من خمسين .يذكر ان وزير المياة والبيئة الاستاذ عبد السلام رزاز قال أن تحلية المياه لمدينتي تعز و إب أصبحت ضرورة وتمثل الخيار الوحيد لحل مشكلة شحة المياه الكبيرة في المحافظتين . وبين رزاز" أن الجانب الرسمي ممثلا بالمؤسسات الحكومية المعنية هي التي أعاقت خطوات مشروع التحلية للأسف الشديد وصنعت روتينا معرقلا في طريق المشروع " .