انطلقت مركبة الفضاء الخاصة "دراجون" محملة بإمدادات إلى محطة الفضاء الدولية مساء الأحد من ولاية فلوريدا الأميركية. وبدأت مركبة النقل "دراجون" غير المأهولة والتي تمتلكها شركة "سبيس إكسبلوريشن تكنولوجيز كورب" أو (سبيس إكس) رحلتها الثانية إلى محطة الفضاء الدولية الساعة 0835 مساء الأحد (0035 الاثنين بتوقيت جرينتش) من قاعدة كيب كانافيرال التابعة للقوات الجوية الأميركية. وتم استخدام صاروخ "فالكون 9" لحمل المركبة "دراجون" من أجل القيام برحلتها الأولى من بين 12 رحلة مقررة لنقل إمدادات إلى محطة الفضاء الدولية, وذلك بموجب عقد قيمته 1.6 مليار دولار بين "سبيس إكس" ووكالة الفضاء الأميركية (ناسا). وكان المهندسون قد حددوا موعدا احتياطيا آخر لإطلاق المركبة تحسبا لاحتمال سقوط أمطار. ومن المقرر أن تلتحم دراجون، أول مركبة شحن خاصة في العالم، بمحطة الفضاء الدولية بعد غد الأربعاء، وهي تحمل شحنة من الإمدادات تزن 455 كيلوغراما، من بينها أدوات علمية ومواد غذائية وملابس وقطع غيار. تسليم البضائع وأكدت الرحلة التجريبية للمركبة إلى المحطة في مايو/أيار الماضي أنه يمكن لوكالة ناسا أن تبدأ بأمان في تسليم مهمة نقل البضائع إلى القطاع الخاص في صناعة الفضاء, بينما تركز هي على مهمة استكشاف المريخ والقمر. والجدير بالذكر أن مركبة دراجون غير المأهولة والتي يمكن إعادة استخدامها، ظلت تحت التطوير لمدة عشرة أعوام. ومنذ أن سحبت وكالة ناسا السفن المكوكية القديمة من الخدمة عام 2011، أصبح على الولايات المتنحدة أن تعتمد على روسيا في توصيل روادها وبضائعها إلى محطة الفضاء, وفي أغسطس/آب منحت وكالة ناسا ما يبلغ إجمالية 1.1 مليار دولار لثلاث شركات فضاء (سييرا نيفادا وسبيس إكس وبوينغ) لتطوير مركبة فضائية لنقل رواد الفضاء خلال السنوات الخمس المقبلة. وبموجب ذلك العقد لرحلات الفضاء المأهولة، فإن شركة "سبيس إكس" لتكنولوجيات استكشاف الفضاء تعمل على تطوير المركبة الفضائية أوريون لنقل طواقم رواد الفضاء ونظام الإطلاق الفضائي (إس إل إس) لنقل البضائع الثقيلة. وكانت "سبيس إكس" قالت إنه من المقرر أن تحمل المركبة في رحلتها لنقل البضائع مساء الأحد 455 كيلو غراما من الإمدادات، بما في ذلك "مواد خطرة" خاصة بإجراء 166 دراسة علمية. تعديلات جينية وتابعت "سبيس إكس" في بيان صحفي أن من بين (مواد) التجارب التي تحملها المركبة مواد يمكن أن يكون لها "آثار" على التعديلات الجينية أو الوراثية في مجال إمدادات الغذاء في العالم بالمستقبل, وستقوم التجربة -التي يطلق عليها مقاومة أنبوب صغير- بالنظر في كيفية تأثير الجاذبية المنخفضة على نمو الخلايا في نبات البقلة الصخري (أرابيدوبسيس) أول نبات يتم وضع تسلسل لجيناته بالكامل. وأشارت "سبيس إكس" إلى أن "حوالي 50% من الطاقة التي تبذلها النباتات المرتبطة بالكرة الأرضية تخصص للدعم البنيوي وذلك للتغلب على الجاذبية الأرضية". وقال مدير برنامج محطة الفضاء في ناسا مايكل سوفرديني "نحن نحاول أن نقدم ما نسميه "طعام مكافأة" للطاقم، وهذه واحدة من الرحلات التي نقوم فيها بذلك". ومن جانبها قالت رئيسة سبيس إكس جوين شوتويل "نحن متحمسون للغاية, هذه هي المرة الأولى التي ننقل فيها شحنة للفضاء". ومن المنتظر أن يجري تحميل الثلاجة بعينات بول ودم لإجراء تجارب طبية عند عودتها إلى الأرض. وتعد دراجون المركبة الفضائية الوحيدة القادرة على إعادة حمولات ضخمة إلى الأرض، حيث إن غيرها من مركبات الفضاء المخصصة لنقل البضائع والتي تديرها روسيا وأوروبا واليابان تحترق عند دخولها من جديد إلى الغلاف الجوي للأرض. مواد علمية وفي رحلة العودة المقررة في 28 أكتوبر/تشرين الأول، ستقوم المركبة بحمل 334 كيلوغراما من المواد العلمية و230 كيلوغراما من أجهزة محطة الفضاء إلى الأرض. وأثناء عملية هبوطها على الماء في مايو/أيار بالمحيط الهادئ، هبطت المركبة تقريبا بالمنطقة التي تم تحديدها كهدف, وقام أربعة قوارب بإخراجها من الماء من خلال رافعة, ومن المتوقع أيضا أن تهبط المركبة قبالة سواحل ولاية كاليفورنيا. ويأمل المهندسون في "سبيس إكس" أن يتمكنوا نهاية المطاف من الهبوط بالمركبة دون أن يبتلوا بالماء وذلك باستخدام الدواسر التي من شأنها أن تسمح للمركبة أن تهبط على منصة إطلاق. يُذكر أنه منذ أن قامت الولاياتالمتحدة بسحب السفن المكوكية من الخدمة أصبحت مركبة سويوز الروسية فقط هي القادرة على حمل البشر إلى الفضاء. " تعد دراجون المركبة الفضائية الوحيدة القادرة على إعادة حمولات ضخمة للأرض حيث إن غيرها من مركبات الفضاء المخصصة بنقل البضائع والتي تديرها روسيا وأوروبا واليابان تحترق عند دخولها من جديد الغلاف الجوي للأرض " المصدر ألالمانية