مديرية باجل في واقع اليوم.. قرى محرومة من الكهرباء.. محرومة من الماء، قرى بلا صحة ولا صناعة فمتى ستصل ثمار الثورات إلى مواطني هذه المديرية الذين يدفعون منذ 50 عاما الضرائب والواجبات ويسددون فواتير الكهرباء خوفا من تسحب أعمدتها الصدئة وأسلاكها المرمية. تاريخيا يقول استاذ التاريخ/ الشيخ /حسين مزرية ان تسمية مديرية باجل ترجع الى اسم الامير "باجل بن ابي القاسم "وكان اميرا شجاعا لم يهزم بمعركة وعاش في القرن التاسع الهجري واصبحت باجل عاصمة لقبيلة القحرى وكانت العاصمة قبلها قرية الجثة بضم الجيم. كانت باجل من المدن السلطانية تسمى مزارا لشمسي..نشأ فيها المرحوم العلامة المؤرخ والنسابة "حسن عبدالرحمن الاهدل"صاحب كتاب (تحفة الزمن في اخبار سادات وملوك اليمن).. وهي اليوم آثار مندثرة. تقع باجل على ضفاف واديين من اخصب اودية اليمن هما سردد وسهام وتبلغ مساحة باجل 1645مترا مربعا وتتكون من دائرتين انتخابيتين هما 192و193 ويبلغ عدد سكانها 169884نسمة بحسب تعداد عام 2004م وتعتبر ملتقى لثلاث محافظات هي الحديدةوصنعاءوالمحويت، كما تعتبر مركزا تجاريا وزراعيا لعدد من المديريات بالحديدة مثل برع والحجيلة والضحى الى جانب المحافظات الاخرى وتقع مدينة باجل على الخط العام الواصل صنعاءالحديدة ويتفرع منها طريق الكدن الضحي السعودية. يعمل سكان باجل في التجارة والزراعة، ويعمل أغلبهم عمالا في المواسم الزراعية حيث تحيط بمديرية باجل العديد من المزارع التابعة لذوي النفوذ وتشتهر بزراعة المانجو. كهرباء في سماء القرى عاش في باجل علماء منهم الشيخ ابكر هجام الذي توفي قبل اربعين عاما تقريبا وكان يعتد برأيه في الأزهر الشريف والعالم محمد عزي خطيب والشاعر والمنشد الاديب محمد يحيى بنان الذي كرمه وزير الثقافة السابق وله مؤلف يعد للطبع (صدوح البلابل من سفوح باجل) ديوان شعري وله ارجوزة في العروض. واشتهرت باجل بعدد من الشخصيات أمثال علي حميدة والشيخ يحيى علي مزرية الذي أسر الكولونيل جاكوب في احدى الحملات الاجنبية على اليمن وكتب عنه التاريخ.ويوجد في باجل عدد من بيوت العلم أمثال بيت الناشري والاهدل والشارة والقديمي وامزرية. يقول مواطنون في عدد من القرى التي تقع على اطراف مدينة باجل مثل عزان ودهنة وغافق والاشعري وغيرها إن كابلات الضغط العالي تمر فوق قراهم وتحرق مزارع البعض منهم مثل الشيخ محمد صالح مصلح الصماط الذي قال إن كهرباء الضغط العالي احرقت عليه اكثر من 20 شجرة مانجو واعدمتها نهائيا "وبيتي وابنائي يعيشون في ظلام دامس ولا نستطيع حتى أن نقول حرام عليكم ، وفوق ذلك علينا حماية الكابلات التي فوق رؤوسنا وتذهب الى محافظات اخرى". ورغم وعود وزارة الكهرباء ومحافظ المحويت بتركيب محول 3فاز لإنارة القرية والقرى المجاورة الا ان تلك التوجيهات ذهبت ادراج الرياح. ثمة مذكرات رسمية لم ينل منها المواطنون غير الوعود والتوجيهات. تقول مذكرة بتاريخ 19/9/2012م موجهة للأخ صالح سميع وزير الكهرباء مقدمة من مدير كهرباء المحويت: كما تعلمون أن كارثة حصلت وتكسر 24 عمودا خشبيا تقع في خط الربط باجلالمحويت33 kv في منطقة باجل جوار قرية المحادية وقد تم التوجيه منكم لمنطقة الحديدة بتوفير المواد اللازمة مع تكاليف العمل لإعادة الخط الا انه واجهتنا مشكلة مع اصحاب المزارع مزرعة الصماد ومزرعة البعداني والقرى المجاورة وتم منعنا وحصل اخذ ورد مع الاطقم والمذكورين وتم الالتزام لهم بمحول قدره 33 kv 200kva مع التوابع كون الخط يمر وسط المزارع واضافة الى قرية باب الناقة وتم الالتزام لهم بمحول 33 kv 100kva . وعلية لزم الرفع اليكم املين التوجيه الى الاخ مدير فرع الوحدة التنفيذية بتوفير المحولات وتنفيذ العمل حفاظا على استمرار الخط الذي يمر على منازلهم وهم بدون كهرباء. الوزير وجه بصرف المحول وتركيبه في التاريخ نفسه، لكن شيئا لم يكن. توجيه محافظ محافظة المحويت العميد/احمد علي محسن الى مدير فرع الوحدة التنفيذية لم يحدد عليه التاريخ قال فيه: يتم صرف محول ثلاثة فاز قدرة 33 kv 200kva للقرى المارة على سير خط الربط باجلالمحويت وحسب توجيهات الاخ وزير الكهرباء ونحملكم مسئولية اي احباط او عرقلة او حدوث اي مشاكل في الخط. انتهت التوجيهات واعيدت الكهرباء من جديد الى المحويت في حين ضل المحول طريق الوصول الى تلك القرى ولم يبق لأبناء باجل الا الصور من تلك التوجيهات حملونا اياها . تعليم الطريقة الماربية في ضرب الخطوط قبل اسبوع جرى إيداع الشيخ /ابراهيم حمزة والعاقل خضر السجن بتهمة مفادها ان ابناء قرية عزان التي تقع في باب الناقة - حيث اقيمت وقفة الكرامة لأبناء تهامة 2011م- رموا خبطة حديدية على خطوط الكهرباء المؤدية الى محافظة المحويت على الطريق الماربية، وتؤكد مصادر أن المذكورين أودعا السجن بتوجيهات امنية عليا من محافظ المحافظة والسلطة المحلية والامنية. وعندما وصلنا الى قرية عزان لم نجد الخطوط المقطوعة بل وجدنا سؤال الاهالي لنا متى تربطون لنا الكهرباء؟ "سؤال وجهه لنا الجميع أطفالا وكبارا". واذا كانت تلك التهمة صحيحة يقول مواطن فإن الاجراءات المتخذة ابناء ضد أبناء باجل والوعود الكاذبة من قبل محافظ المحويت ووزير الكهرباء والتوجيهات الكاذبة ولدت لديهم الغبن والكره مما جعلهم يقدمون على ذلك العمل رغم خطورته على حياتهم . لشيخ راجحي عبدالله رغم انه متحفظ على سبب سجن الشيخ والعاقل وينتظر وعود المحافظ بالإفراج عنهما يقول:"ان قرى باجل محرومة من الكهرباء رغم التزام وزير الكهرباء ومحافظ المحويت بتركيب محول تحويلي 3 فاز العام الماضي والى الآن لم يحدث شيء". محولات وكابلات مرمية في العراء منذ 4 سنوات في الطريق المؤدي الى محافظة صنعاء شهدنا محولات وكابلات وأعمدة كهرباء مرمية على الارض وسألنا الاخ احمد احمد عياش عنها فقال: " 15 محولاً ألقيت على قارعة الطريق جوار إحدى اللوكندات قرب مدخل "باب الناقة" منذ اربعة اعوام بدون اي حماية او غطاء بعضها قد بدأ يظهر تأثير الأرض عليه وملأ الصدأ جوانبها. وقال "عباس" إن مهندسي مؤسسة الكهرباء أحضروا هذه المحولات ووضعوها هنا وأوكلوا لصاحب الفندق مهمة حمايتها والتزموا بدفع أتعابه إلا أنهم لم يعودوا منذ قرابة اربعة اعوام ولم يحصل صاحب اللوكندة على شيء إلى الآن لا أجر حراسته ولا إيجار المحل الذي خزنت فيه ملحقات تلك المحولات كما أن عدداً من لفات أسلاك الضغط العالي تركت بجوار المحولات. ويضيف "عباس" المئات من الأعمدة التي وصفها بالوهمية أدت إلى عشرات الحوادث بعد غرسها بمحاذاة طريق الحديدةصنعاء اثناء الانتخابات من اجل الحصول على اصوات المواطنين ولا تزال شاهدة على الكذب والزيف الانتخابي . باجل مهددة بالجفاف قال المزارع محمد السماط إن المياه في الآبار قد انخفضت في حوض مديرية باجل حيث كانت الابار على عمق 50 مترا واليوم اصبحت على عمق اكثر من 100متر وقد استنزفت المياه بسبب الاسراف في استخدامها وكثرة الحفر في المزارع. وقال الشيخ حسين مزريه إن المياه اصبحت تستنزف بسبب الري العشوائي بطريقة الطمر ولو ان الدولة سهلت للمزارعين الحصول على وسيلة الري بالتقطير لكان افضل من المعونات التي قدمت لباجل وسببت شرخا بين المواطنين ومسئولي السلطة بالمديرية. وطالب بإنقاذ المياه في حوض تهامة حيث بدأت المياه تنضب بسبب الري العشوائي، كما طالب بعمل شبكة ري بالتقطير وتسهيلها على المزارعين ولو بالتقسيط. شاهدنا اثنا النزول الميداني إلى عدد من القرى النساء والاطفال والصغار والكبار ينقلون المياه من أحد الآبار فوق الحمير وعلى الرؤوس، وحاولنا ان نصور الا ان اللعنات لاحقتنا من البعض لجهلهم ما نقوم به والسؤال الذي واجهناه اذا كان تلك القرى تقع بالقرب من مدينة باجل وهي محرومة من الكهرباء فهل ستظل ايضا محرومة من المياه ؟والى متى ؟ باجل بلا صحة قال الاخ محمد جابر القديمي إن الصحة في باجل متدهورة وليس فيها سوى مستشفى يقال إنه ريفي ويوجد به اطباء باطنية واطفال فقط ولا يصلح ان يكون حتى مستوصفا صغيرا اما الوحدات الصحية فهي اكواخ خاوية ان وجدت وليس لها عمل سوى تحويلها إلى غرف عمليات الانتخابات ونطالب بنقلها الى ملكية اللجنة العليا للانتخابات لتستفيد منها . ويضيف:رغم ان باجل من اكبر المديريات من حيث التعداد السكاني حيث يصل عدد سكانها الى اكثر من 200الف نسمه ويوجد بها تنوع سكاني وتتوسط ثلاث محافظات وعدد من المديريات الا انها لم تحصل على مستشفى متكامل وكان الاولى الاستفادة من الخط العام في عمل قسم طوارئ بداخل المستشفى الريفي. فأمراضنا اما نذهب بهم الى المستشفيات الخاصة او ننقلهم الى الحديدة رغم ان باجل من اكبر المديريات بعد مديريات الحديدة . مصانع مغلقة وأخرى تنتظر كان في باجل مصنع للغزل والنسيج منذ عهد الامامة البائدة واستمر حتى عهد الجمهورية وهو امتداد لمصنع الغزل والنسيج الذي كان بالحديدة والمراوعة كأكبر مصنع في اليمن الا انه انتهى ايام حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح وظل المبنى اطلالا قبل أن يهدم نهائيا العام الماضي. اما مصنع الاسمنت وهو أول مصنع للإسمنت في اليمن فقد انتهى ولم يبق منه الا كسارات تزكم الانوف وتصيب الصدر بالربو والالتهابات وغدا بذلك المصنع الثاني الذي حرم منه ابناء باجل، ولم يتبق سوى مصنع المجمع الغذائي الذي يعمل موسميا ويأمل المواطنون ألا ينتهي مثل المصنعين السابقين وتبقى باجل بلا مصانع ولا مياه ولا كهرباء ولا صحة .