باريس سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    مذكرات صدام حسين.. تفاصيل حلم "البنطلون" وصرة القماش والصحفية العراقية    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    قيادات الجنوب تعاملت بسذاجة مع خداع ومكر قادة صنعاء    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    الدوري الانكليزي الممتاز: ارسنال يطيح بتوتنهام ويعزز صدارته    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العلامة الشيخ "الزنداني".. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    على خطى الاحتلال.. مليشيات الحوثي تهدم عشرات المنازل في ريف صنعاء    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالباري طاهر: الاختلالات كبيرة وعلى شباب الثورة والحراك في الجنوب أن يتنادوا من جديد ويكون الرهان على الحل السلمي الديمقراطي
قال الدولة في اليمن أصبحت معاقة ومعطلة تتوزعها الأهواء المتصارعة
نشر في الاشتراكي نت يوم 07 - 06 - 2013

برؤيته الشخصية النافذة والجريئة والأنضج، يكاشفنا الأستاذ عبدالباري طاهر هنا.
بينما يرى أن اطراف القبيلة والعسكر والإسلام السياسي، لا مصلحة لها في الثورة الشعبية. فضلاً عن أن القوى الحديثة افتقدت للحامل الحقيقي.
وفي حين يشدد على أن الشباب هم أكثر قدرة على قراءة وفهم الواقع والمستقبل، يخلص الى أن التراكمات الكمية تفضي الى تحولات نوعية وأن علينا النزول الى الميادين وممارسة الاحتجاج كما بدأناه بالأمس..
التقاه/ سام أبو اصبع:
} يتسع المشهد السياسي اليوم حد تماهي أفقه بالغياب ويضيق كخرم أبرة ففي جزء من المشهد هناك مؤتمر حوار وطني تشارك فيه قوى سياسية ومجتمعية مختلفة التوجهات والرؤى ويحمل المؤتمر أكثر من احتمالية للنجاح أو للفشل يحمل عليه الكثير من اليمنيين كثيراً من الآمال في الانتصار لبناء الدولة المدنية الديمقراطية ا ل حديثة في الجزء الثاني من المشهد نعيش وقائع حرب معلنة: اغتيالات تضرب بنية الجيش ضرب لأنابيب النفط والغاز وأبراج الكهرباء، قطع للطرقات، عصابات مسلحة تنتشر في الأحياء الشعبية للعاصمة ولبقية المدن، مناطق كبيرة خارج سيطرة الدولة في ظل أداء إجمالاً أكثر من مخجل لحكومة الوفاق الوطني، ورئيس يصارع في أكثر من جبهة داخلية وخارجية. هذا المشهد المثخن بكل تلك الأحداث والمثقل بتركة مرعبة من الفساد والمحسوبية ومن الانحلال القيمي والاخلاقي كيف يقرأ الاستاذ عبدالباري طاهر كل هذا أو بمعنى ما الذي حدث ويحدث للبلد؟
- لا بد من العودة الى المنبع والمنبع أن اليمن شهد حراكاً جنوبياً خلال العام 2007 هذا الحراك بدأ بمطالب حقوقية واتسع هذا الحراك ليشمل الجنوب كل الجنوب لتصل المطالب حد فك الارتباط واستعادة الدولة والانفصال وكانت هذه المطالب اساسها حرب الفيد والنهب التي حصلت في صيف 94 ه ي الكارثة التي دمرت اليمن شمالاً وجنوباً، ودمرت الجنوب بصفة أساسية، ودمرت الجنوب باسم الشمال، والذي دمر الجنوب تحالف سياسي معروف هم: القبيلة، العسكر، والإسلام السياسي.. هذه القوى الثلاث دمرت الوحدة السلمية الطوعية وأقامت دولة الغلبة والقهر وعلى أساس حروب الفيد والتكفير والتخوين، الحراك الجنوبي بدأ في 2007 ولأن هذا البلد أحداثه مترابطة فانتقل الحراك الى تعز الى صنعاء الى حجة الى صعدة الى كل مناطق اليمن وأصبح بكل المعايير ثورة شعبية سلمية تعم 20 مدينة في البلد وتحتج على مدى الساعة والأسبوع. هذه الثورة الشعبية أدت الى انقسام قوى نظام التحالف القبيلة والعسكر والإسلام السياسي والتحق فريق من هذا التحالف بالثورة، في نهاية المطاف أتت المبادرة الخليجية وبناء على هذه المبادرة جرى تصالح وهذا التصالح على حساب الثورة الشعبية السلمية وقلصت الثورة أو حجمت بتصالح الطرفين ال م تقاتلين الطرفين اللذين حكما اليمن على مدار 33 عاماً تقاسما من جديد ولكن هذه المرة على أساس طرفين متصارعين ولكن وفي نهاية المطاف حتى وهم يتحاربون هم طرف واحد وهم يقفون على أرضية مشتركة وهدفهم الأساس إطفاء الثورة الشعبية السلمية وإعادة ترتيب البيت والاقتسام على أسس جديدة وتوزيع الكعكة من جديد. المشهد القائم الآن أن الثورة السلمية تم إقصاؤها من المشاركة، كما تم اقصاء الشباب المستقل من شباب الثورة. شباب الثورة اليوم ما زالوا في المعتقلات، جرحى الثورة لم يعالجوا حتى الآن، كل شهداء الثورة لم ينصفوا وكل القضايا لم تحل القضية الجنوبية 20 نقطة وقضية ال8 نقاط المتعلقة بصعدة والتي قامت الثورة من أجلها لم تنجز حتى الآن توجد بعض المعالجات ولكنها لا تؤثر على جوهر النظام وتعيد تركيب النظام على أساس التحالف الجديد الذي أصبح فيه المؤتمر الشعبي العام طرفاً ثانياً والاصلاح وا ل قبيلة في الطرف الأول هي إعادة لترتيب الأولويات في إطار التحالف وكل هذا على حساب الثورة الشبابية الشعبية السلميه. نحن الآن أمام مشهد الثورة الشعبيه السلمية التي أقصيت وقوى تريد إفشال الحل السياسي وهي قوى حكمت بالغلبة وبالقوة وتريد حسم امورها أيضاً بالغلبة وبالقوة والذي يحصل الآن من ضرب لأنابيب النفط والغاز وأبراج الكهرباء والاغتيالات المتكررة وإسقاط الطائرات وقتل الطيارين وضباط الجيش والأمن والمواطنين كل هذه الجرائم يراد منها إعاقة الحل السياسي وتعطيل الحوار وهذا يترتب عليه إعادة ترتيب الخارطة السياسية التي تعيد ترتيب الأولويات لكنها لا تهدم النظام القديم بل تحافظ على النظام القديم، كما تظل القبيلة هي الاساس العسكر هم الأساس، والإسلام السياسي أيضاً الحليف لهم هو الأساس وإعادة التفكير فقط في مستوى نصيب كل طرف من هذه الأطراف في السلطة، هذه الاطراف لا مصلحة لها في الثورة الشعبية وعدوها الحقيقي الثورة الشبابية الشعبية السلمية والحراك الجنوبي ومطالب الناس في صعدة وفي تهامة وفي كل اليمن، لكن لديهم مصلحة في التصالح على أساس الاقتسام وليس لهذه الأطراف كلها مجتمعة مصلحة في الحوار، الحوار الذي يلبي متطلبات بناء الدولة وبناء دولة ديمقراطية عصرية حديثة وإعادة الحقوق وقضايا الناس أي بناء كيان حديث، وهذه القوى كلها هي ضد الدولة أي دولة بمفهوم هيجل أو مفهوم ماركس أو حتى بصيغة دولة علي بن المهدي في اليمن.
الآن نحن أمام خطر القوى التي أقصت الثورة الشبابية الشعبية السلمية وتريد أيضاً تعطيل الحل السياسي، وتعطيل الحوار تريد المضي في صياغة الحكم القديم وأساليبه التي مارسها خلال القرون الماضية ومن أهمها حكم ال33 عاماً من فترة صالح في المشهد السياسي، الثورة الشبابية الشعبية ما زالت قائمة وما تزال مشتعلة ولا يمكن القضاء عليها ايضاً و ه ي وأن خفت أو تراجع دورها لكنها ما تزال موجودة في الدوائر الحكومية وما تزال موجودة في الشارع السياسي ما تزال موجودة في الحياة العامة في تمردات الجيش والاحتجاجات في سلك الأمن وفي نهاية المطاف ورغم كل المعوقات والتدخلات ولكن تؤشر على أن الثورة الشبابية الشعبية ما تزال قائمة في اليمن ولا يمكن القضاء عليها بأي صيغة من الصيغ، والحوار الذي يراد تعطيله والإلتفاف عليه بالحروب وقطع الطرقات لا يمكن أيضاً إعاقته الى الأبد لأنه يعبر عن إرادة شعبية عامة ويعبر عن إرادة إقليمية ودولية.
ومن هنا نلاحظ أن الحوار في وادٍ والقوى المعطلة في وادٍ آخر وهي ليست مع الحوار وليس معها مصلحة في الحوار وتريد تعطيله ومراكمة الضغائن والفتن التي تؤدي في نهاية المطاف الى تعطيل الحوار والخروج بصيغة من صيغ التوافق الماضية التي شهدتها اليمن في القرن الماضي كله وهي ما يعرف بمصالحة الاطراف المعني ة والاطرف المعنية هي القوى التقليدية. للأسف الشديد الأحزاب السياسية، قيادات الأحزاب السياسية بالمعنى العام أشبه ما تميل للحلول التوافقية والتصالحية بينما شباب الأحزاب كل الأحزاب بدون استثناء أميل الى الثورة الشعبية السلمية والى حل جذري والى إقصاء القوى التي دوخت البلاد بالنهب والحروب والفتن وأدخلتها في تجارة الحروب وتجارة السلاح والأفيون وتجارة الإرهاب واشتغلت على هذه التجارة وأصبحت مصدراً خطراً ليس على الداخل فقط وإنما على الأمن والسلام على مستوى دولي.
} إجابتك أستاذ عبدالباري تثير أكثر من سؤال يغري بالقفز على محاور المقابلة ولكن سأحاول أن ألتزم ما أمكن بتسلسل الأسئلة، والسؤال هنا في هذا الصراع الاجتماعي القائم اليوم بين قوى الفساد والاستبداد والتي تعتبر الدولة نقيضاً لوجودها بأي صيغة كانت هذه الدولة بصيغة هيجل أو ماركس أو دولة على ابن المهدي في اليمن حد تع ب يرك اين تقف القوى المستوعبة لحاجة المجتمع لامتلاك دولة تعبر عن إرادة هذا المجتمع؟
- لا شك أن القوى الحديثة القوى الجديدة افتقدت الى الحامل وليس هناك تكتل قوي يضم الشباب والحراك والقوى المتنوعة والمتعددة في المجتمع اليمني على كثرتها لم يعد هناك حامل حقيقي لا من الأحزاب السياسية ولا من الشباب وقوى الحراك التي نشأت بعد حرب 94، هذه القوى الآن تنطلق من مواقع عديدة وتحتج احتجاجات عديدة ومتباينة ولكن ليس هناك تعطيل لهذه القوى وهذه القوى يجب أن تبحث عن مشترك وعن صيغة ما تجمعها جميعاً في مواجهة القوى التقليدية التي حتى وهي تحترب تقف على أرضية واحدة ومصالح مشتركه وتريد الزج بالبلد في استمرار النهج القديم وإعاقة وتعطيل أي حل سياسي أوحل ثوري، الحل الثوري في اليمن كالحل الثوري في البحرين أو في أي منطقة عربية حل ثوري ديمقراطي سلمي غير مقبول في المحيط، من هنا تلجأ القوى ا ل نافذة في البلد والقوى النافذة في المحيط الإقليمي على أساس مصالحة القوى التقليدية التي تقاتلت وتصارعت بينها وهي كلها عملت على إقصاء الشباب، الشباب الذي ما يزال على قدر من الرومانسية ومن التفكك الذي يدمغ نشاطه اليومي، ولا بد لهذه المسائل أن تعالج، وحقيقة ان الشباب أكثر مقدرة على قراءة وفهم الواقع والمستقبل وعلى هؤلاء الشباب الذين اجترحوا معجزة 11فبراير والحراك في الجنوب أن يتنادوا من جديد وأن يكون الرهان على الحل السلمي الديمقراطيالحل الثوري السلمي بالاحتجاجات السلمية في الأساس لأن الدولة في اليمن أصبحت معاقة ودولة معطلة ودولة تتوزعها الأهواء المتصارعة. الآن لو وجدت هناك قراءة لأدبيات المتصارعين، فريق علي محسن وفريق علي عبدالله صالح ومحازبيهم يرى أن بالفعل كل الجرائم التي يشهد كل منهما على الثاني هي حقيقية والله يقول: وشهد شاهد من أهله، ما يقوله علي عبدالله ص الح عن علي محسن وفريقه صحيح وصادق، وما يقوله علي محسن عن علي عبدلله صالح وفريقه صحيح وصادق، وللأسف الشديد، يقف الحكم بين الطرفين المتصارعين ويصبح الحكم طرفاً لا يلعب الدور الأساسي، الطرفان المتصارعان الذين انشقوا هم أساس الصراع الآن، الأطراف الأخرى كالشباب تم إقصاؤهم، الحوار يمضي ولكن هذا التصارع يريد أن يفقده مضامينه. الطرف الموجود في الحكم يجد نفسه عاجزاً عن حسم أو إيجاد قوة ثالثة حقيقية داخل الحكم قادرة على التغلب على الطرفين المتصارعين وما يحصل في البلد من سقوط طائرات واغتيال ضباط من أعمال إرهابية من تجارة السلاح كل هذا عائد الى هذا التصارع بين الطرفين الأساسيين.
} هذا يقودنا الى سؤال هذه النخب أو القوى المتصارعة والتي كانت تقود البلد في الماضي والتي فشلت في إيجاد حلول لأزمتها قبل أن يتدخل الشعب عبر ثورة شعبية سلمية كيف تفسر قدرة تلك القوى على استعادة زمام المبادرة وقيادة فعل الثورة سواء في الساحات أو في العمل السياسي؟
- هذا أذكى سؤال! هذه القوى فشلت في الماضي وفشلت في الحاضر وستفشل في المستقبل وهي ترى؟ أنه لا بقاء لنفوذها ولا بقاء لمصالحها إلا بإذكاء الفتن والحروب حيث هي الوسيلة الوحيدة التي أوصلتها الى كرسي الحكم ويمثل لها إرثاً قديماً لا تستطيع البقاء بدونه ولا تستطيع البقاء في السلطة والدفاع عن مصالحها إلا بهذا الأسلوب.
} دائماً ما كان السياسيون أو النخب تقودنا في المكان الخطأ والزمان الخطأ، والسؤال هنا ما مدى قدرة النخب المنحازة لمشروع الدولة في مؤتمر الحوار على قيادتنا الى المكان الصحيح والزمن الصحيح وإعادة البلد داخل حركة التاريخ؟
- الخلل الآن نحن أمام رئيس دولة منتخب وأمام رئيس دولة يحضى بسند إقليمي ودولي وهذا الطرف الذي ينبغي له أن يكون حاسماً ما زال متردداً، وللأسف الشديد غير قادر على اتخاذ خطوات ف ي الاتجاه الصحيح وباتجاه المستقبل. والقوى التقليدية مهما بدت اليوم بأنها فاعلة وقوية، هي ضعيفة جداً والشاعر الزبيري يقول:
إن اللصوص وإن كانوا جبابرة
لهم قلوب من الأطفال تنهزم
والله يقول: «بل نقذف الباطل بالحق فيدمغه فإذا هو زاهق»، ولينين يتكلم عن الأزمة الشاملة، وأنا أشرت لذلك في سؤالك الذكي وهو أن تجد القوى التقليدية نفسها غير قادرة على الحكم ويدمغها العجز وتعترف هي نفسها بعجزها وغير قادرة على ممارسة الحكم هي في نفسها الأخير لكن للأسف العجز يكمن في شتات القوى الجديدة وعدم وجود حامل قوي لهذه القوى والعجز أيضاً يكمن في طرف الحكم الذي يحضى بدعم محلي واقليمي ودولي وما زال متردداً في اتخاذ الخطوات الكفيلة بالذهاب نحو المستقبل، أيضاً القوى الموجودة في مؤتمر الحوار الوطني وهي قوى من ألوان الطيف المجتمعي الفكري والسياسي، المطلوب منها ان تطرح قضية أساسية، إما التح ا ور بالكلمة والاحتكام للكلمة أو الاحتكام للسلاح ولا يمكن الاحتكام للسلاح والكلمة معاً لأن كلاً منهما ينفي الآخر وعليها أن لا تقبل بالحوار داخل اسوار موفنبيك بينما خارج الاسوار يتحاورون بالسلاح ويقتتلون، ويحاصرون الحوار، وبالتأكيد إذا وقفت في وجه ذلك سيقف معها المجتمع الدولي ويقف معها العالم. في ايقاف العبث بأمن واستقرار اليمن، لأنه عبث بأمن واستقرار العالم كل القوى توافقت على عشرين نقطة، وإذا ما تم تنفيذ حتى 20% من هذه النقاط ذلك كفيل بإخراج البلد الى النور وهذه النقاط معطلة، لم تحل قضية من قضايا الجنوب، لم تحل قضية من قضايا صعدة، لم تحل قضية من قضايا المجتمع في ظل استشراس وضراوة من قبل القوى التقليدية في تدمير البلد ونهب ثروات الشعب وتهديد أمنه وسلامته، ولا بد للمتحاورين من الوقوف ضد إرادة هذه القوى الشريرة ويطلبون من الرئيس ومن الحكومة ومن المجتمع الدولي و م ن مجلس الأمن أن يمارس حقه بموجب مبادرة التعاون الخليجي في ايقاف تدمير المجتمع اليمني. ماذا يفيد أن يكون هناك حوار وفي خارجه تشن حرب على المجتمع اليمني وتنهب ثرواته؟ وممكن لتلك القوى أن تنتهي من تدمير المجتمع قبل أن ينتهي مؤتمر الحوار والخروج بنتيجة. اليوم هناك اسلوبان: اسلوب الحوار المدعوم شعبياً ودولياً والمعبر عن إرادة الشعب اليمني، وأسلوب الإرادة الشريرة التي تريد تدمير البلد وإخراج الحوار من سياقه. واتمنى أن تكون هذه المسألة حاضرة في أذهان القوى السياسية والمجتمعية وأن تتنادى لإيقاف هذا العبث. ما معنى أن يقتل شابان في صنعاء ولا يلقى القبض على القتلة، أن تدمر ثروات البلاد وتقطع الكهرباء وتفجر أنابيب النفط ولا يتم القبض على أي متهم في ذلك؟ وما معنى أن يتم حل الأمور بالأسلوب القديم نفسه؟ هؤلاء الذين في مأرب أو في نهم أو في خولان هؤلاء يعبرون بصورة أو بأخرى عن ما يدور في رأس الحكم، القوى المتصارعة على الحكم في صنعاء هي من تمدد شرورها الى كل مناطق اليمن بما في ذلك الاغتيالات وقطع الطرقات وإسقاط الطائرات.
} مكمن من مكامن قوة مؤتمر الحوار يمكن الرهان عليها؟
- القوة الحقيقية أن اليمنيين ادركوا -وهذا تقليد يمني قديم- ان لا مخرج من الحروب والفتن إلا بالحوار، ولكن لا بد لكي ينجح الحوار أن تتوقف هذه الجرائم التي تعم مناطق اليمن وهذا في مقدور المتحاورين إذا ما استنجدوا بإرادة شعبية عامة واستنهضوا شباب الساحات وهم ما زالوا على مقربة من هذه الإرادة إذا ما استنجدوا بالقوى التي تقدمت بمبادرة التعاون الخليجي أياً كان موقفها وطرحوا أمام الراي العام الدولي وعلى الدول الراعية للمبادرة والدول العشر كي تضغط على تلك القوى بوقف عبثها بأمن واستقرار البلاد، دائماً التراكمات الكمية تفضي الى تحولات نوعية وهؤلا عاجزون اليوم عن حرب شامل ة كما هو حاصل في سوريا أو الصومال أو افغانستان لكنهم يراكمون ويهيئون البلد لهذا القادم الذي تنبأ به صالح وصنعه صالح، وهو وراء ما يحدث هو والمنشقون عنه لا بد أن يكون هناك وقفة للأحزاب السياسية وقوى هذه الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني وقوى الحوار بأنه لا يمكن أن يمضي الحوار الى مرفأ آمن بدون وقف ما حدث ويحدث من عبث.
} كنت قد تحدثت في اجابتك عن السؤال الأول عن القضية الجنوبية وحرب صيف 94، معتبراً إياها جذر المشكلة الوطنية هذا الوجع الجنوبي الممتد منذ 94 والذي يبدو بغير انتهاء حتى أصاب القضية الوطنية بالشلل وتربع هذا الوجع الجنوبي على كل شيء حتى نال من العقل وعطل آليات التفكير.. ما أفق الحل لهذا الوجع، وهل تكفي النقاط ال12 لعلاجه؟
- ما يحصل في هذا البلد هو أن القوى التي دمرت الجنوب ودفعت بالجنوب لدعوات الانفصال- بينما الجنوب هو من تبنى قضية الوحدة وصاغ وجدانها و ه ندس مشاعرها- هذه القوى من جديد هي القوى الانفصالية الحقيقية وهي الانفصال الأصلي والإرهاب الحقيقي وهي وراء الحروب التي دمرت البلد في الماضي وتدمره الآن وهي لا تستطيع أن تحكم سوى بالسلاح هذه القوى ما تزال موجودة في الحكم وهي القوى التي تعلن بأشكال مختلفة الحرب على الجنوب وعلى الشمال أيضاً وتعيق الحل السياسي وتعطل الحوار ويجب ان يكون هناك موقف من قبل القوى السياسية والمجتمعية وشباب الساحات -الذين ليست لديهم مصلحة في الحرب- بالتنادي لإيقاف هذا العبث. وبالتأكيد ما يحصل في اليمن مسؤول عنه طرفا الحرب وإذا تابعت وسائل إعلام الطرفين كل طرف يلقي التهمة على الآخر وكل منهما صادق واشترك مع الطرف الآخر في ارتكاب الجرائم.
} هل هناك قوى سياسية تستطيع ان تكون الحامل السياسي للقضية الجنوبية ويمكن عبرها ايجاد حل للقضية أو الوصول لتسوية ما أو صفقة عبرها؟
- الحوار مخرج مهم جدا و القوى التي تشارك في الحوار قادرة أن تعبر عن هذا الاتجاه لكن هذا الحوار، للأسف الشديد لديه نقطتي ضعف، نقطة الضعف الأولى تتمثل في أنه انعزل عن ما حوله ونقطة الضعف الأخرى والخطيرة هي إضعاف الشباب المستقل، والشباب المستقل وقوى الحراك الأساسية هما من فجرا ثورة الشباب وهذه القوى يجب أن تمثل في الحوار وعلى مؤتمر الحوار ان يتدارك خطأه ويعيد الاعتبار لقوى الشباب المستقل وان ينقل الحوار من الغرف المغلقة في موفمبيك الى حوار مجتمعي، لا بد أن يخاض حوار في الجنوب لتصالح الجنوب كل الجنوب وليشارك الجنوب بندية وبتكافؤ وعلى قدم المساواة مع الشمال وإسقاط خرافة أقلية وأكثرية وفرع وأصل التي دمرت البلد. هذه العقليات الموجودة لدى البعض في الشمال من الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر -رحمه الله- الى أصغر فرد في القبيلة أو في حزب سياسي أو في العسكر، وأن الأغلبية شمالية والأقلية جنوبية ول ا يمكن ان يكون هناك حل إلا بالاعتراف بندية الجنوب ووقوفه على قدم المساواة مع الشمال وبناء كيان يتشارك فيه الجميع وبالصيغة التي يرتضيها أبناء الجنوب الذين أقصتهم حرب 94. ولا بد للحوار أن يلعب الدور في التصالح في الصراع القائم في المجتمع وينقل الحوار من فندق موفمبيك الى كل مفاصل المجتمع اليمني الى الفئات والشرائح الى أبناء تهامة الى كل مناطق اليمن وأن يحول الحوار من حوار نخب الى حوار مجتمع بحيث يصبح الحوار ظاهرة عامة ويتم اقصاء قوى العنف والإرهاب في اليمن.
} في موضوع القضية الجنوبية دائماً هناك حضور للتاريخ واستدعاء له سواء من القوى التي تدعو لفك الارتباط أو من القوى التي تقول ان اليمن كيان موحد في رأيك هذا الاستدعاء للتاريخ من يخدم؟
- في موضوع التاريخ يقول رسول حمزاتوف لا تفتح على التاريخ مسدسك فيفتح عليك مدفعه. التاريخ وخاصة في اليمن حاضر بقوة ونحن للأسف الش د يد في هذه اللحظة محكومون بالماضي الماضي الآثم، الماضي الدامي ولكي نتخلص علينا أن نستشرف المستقبل وعلى القوى التي ليست لها مصلحة في جرائم الماضي والتي ليست مثقلة بتبعات الماضي وصراعاته أن يكون لديها حضور قوي، هؤلاء الشباب الذين نزلوا الى الساحات والذين تبنوا شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» وقدموا التضحيات وتصدت صدورهم العارية للرصاص هم القادرون على صياغة المستقبل لا نستطيع اقصاء القوى القديمة لكن لا يمكن أن نقبل ان القوى التي حكمت في الماضي ودمرت البلد أن تحكم الآن فلا بد من ايجاد صيغ للخروج من مأزق الماضي واستشراف المستقبل ولا يمكن فتح نوافذ على هذا المستقبل إلا بقوى المستقبل قوى الشباب وقوى الحراك والقوى المحتجة على النظام في الشمال والجنوب.
} كيف يمكن تجاوز تلك القوى التي تعتقد ان اللحظة الذهبية تقع في ماضي البشر لا مستقبلهم؟
- أنت لو تلاحظ الآن التكفير وا ل تخوين موجود بأكثر مما كان في أيام علي عبدالله صالح. أيام علي عبدالله صالح كانت هذه القوى تحكم ولذلك كانت تقتصد في استخدام سلاح التخوين والتكفير، أما اليوم فهناك حالة من السعار يُكفر استاذ جامعي في البيضاء نصح طلابه بقراءة روايتين. تُكفر طالبة في تعز قالت رأياً فيكفرها ضابط أمن سياسي يُكفر موظف في وزارة العدل طالب بالعدل يُكفر محامي في الحديدة سليمان الأهدل رفع قضية فساد ضد فاسد حقيقي. الآن سلاح التكفير والتخوين في مرحلة هيجان ولكن هذا ليس دليلاً قوياً بل دليل ضعف هذه القوى التي تلجأ للتلغيم والتفجير هي في لحظة ضعف لكن هذا الضعف يجب ان يقرأ قراءة صحيحة ويواجه مواجهة صائبة هذه القوى التي تدمر وتخرب عاجزة عن الحكم وليس لها من دفاع عن مصالحها إلا التخريب ولا بد ان تواجه ورئيس الجمهورية عبد ربه منصور يتحمل مسؤولية كبيرة جداً. ظروف عبد ربه أفضل من ظروف أي مصلح في الماضي ومع ذلك هذا التلكؤ، هذا التردد، هذا الارتهان لطرفي الصراع لن يؤدي الى نتيجة لكي يساعد البلد على الخروج من مأزقه يجب أن ينحاز لمطالب الناس ينحاز لمطالب الحراك في الجنوب ينحاز لمطالب الناس في صعدة وأقصد هنا أبناء صعدة ينحاز لمطالب الشباب والى قيم الحرية والعدالة والى بناء دولة، فالقوى التقليدية عاجزة تماما عن بناء الدولة ولذلك هي تلجأ الى التخريب والتدمير وهي ليست لها أي مصلحة في بناء دولة ديمقراطية عصرية حديثة.
} في حديثك عن رئيس الجمهورية ألا ترى أن الرجل يتحرك في وسط شديد اللزوجة وبدون إسناد من قوى الداخل تعينه على اتخاذ قرارات حاسمة باتجاه بناء الدولة حتى في قرارته الآخيرة لم نرَ التأييد الشعبي المأمول والمتوقع، فلم تخرج مسيرة واحدة لتأييد تلك القرارات؟
- بالعكس هذا الرجل توفرت له من الشروط ما لم تتوفر لأي حاكم من قبل، يتوفر له دعم شعبي ودعم إقليمي ومجتمع دولي ضاغط ولكن للأسف الشديد يظل الرجل متردداً ولا أدري لذلك سبباً والذهاب باتجاه المستقبل يحتاج الانصياع لإرادة شعبك يجب أن يسمع للناس ولمظالمهم وهم القوى الحقيقية بدلاً من الارتهان لقوى الصراع وقوى الصراع قوى ميتة وهي قد جربت طوال 33 سنة قادت فيها البلد الى كارثة ولا بد أن يكون هناك انحياز للشعب ولخياراته واتخاذ قرارات باتجاه انحيازات الشعب وكل القرارات التي اتخذت حتى الآن قرارات مدخولة وملغومة ومموهة والقرارات التي اتخذت بشأن هيكلة القوات المسلحة لم تؤدِ الى بناء جيش وطني وعصري حديث والذي يحصل اليوم في الامن حتى الآن لا يشي بذلك ويستحيل أن تبني دولة بتسليم التربية والتعليم الى السلفيين والسلفيين الجهاديين، يستحيل أن تبني دولة بجيش عائلي منقسم وعبد ربه منصور قرأ قراءة عميقة بأن جيش العائلة ينهزم في مواجهة شعب، جيش العائلة حتى الآن ما زال موجوداً وم ا جرى من قرارات تمويه على بقاء الجيش بالصورة التي كانت عليه في الماضي يستحيل أن تبني أمناً بوزير داخلية سلفي، يستحيل ان تبني دولة بقضاء غير مستقل، يستحيل أن تبني في ظل اوقاف مكفرة مفسقة مؤثمة هذا هو الحاصل اليوم وهذا على كل حال الجيش والأمن والتربية والتعليم والعدل والاوقاف هي باختصار وبلهجة مؤدبة هي المستنقع الذي يفرز كل هذه الجرائم والآثام هؤلاء الستة مليون الذين يتعلمون تربية سلفية ماذا تتوقع منهم بعد 15 سنة؟ سيكونون هم جيش المستقبل هذا الأمن المتفلت الذي يعجز وزير داخليته عن حماية كرسي وزارته هذا خلل كبير جدا هذا الخطاب المكفر والمؤثم في المسجد الذي يؤمه الناس خمس مرات في اليوم والذي يدعو الناس الى الفتنة والطائفية.. يوجد خلل كبير، بل ان الاختلالات كبيرة.
} بالعودة الى موضوع الثورة وكنت في إجاباتك قد أثرت عديد أسئلة حولها، برأيك في محطات الثورة الكثيرة ه ل كان هناك امكانية ما بحسم آخر غير ما حدث ويحدث الآن، أم أن ما حصل هو فعل الثورة الطبيعي؟
- يا زميلي العزيز الحسم كان واضحاً جداً والانشقاق في الجيش في الأمن في السلك الدبلوماسي في النظام القديم تعبير من الخوف من الانتصار لأنهم قرأوا الانتصار بعد جمعة الكرامة وهربوا من السفينةالغارقة ومبادرة المحيط الاقليمي وهو حريص أيضاً على عدم نجاح ثورة شعبية في اليمن، كما البحرين وتونس ومصر، كما في أي بلد هم بادروا أيضاً بالقلق من انتصار ثورة شعبية والضغط الدولي أيضاً لا يريدون في جنوب الجزيرة بالقرب من آبار النفط أن تنجح لأول مرة ثورة شعبية سلمية هذا أمر خطير للغاية بلد محكومة بمن «قويت شوكته وجبت طاعته» و «من تزوج أمنا فهو عمنا» الحكم للسيف وليس الحكم للقلم لذلك ليس مسموحاً أن تنتصر ثورة شعبية سلمية ليس مسموحاً بذلك في أي مكان.
} ولكن هناك من يتحدث من ان انشقاق الجيش أت ى من أجل تحديد سقف الثورة والحد من تورط الشعب في فعل الثورة وبالتالي الحد من قدرتها على الحركة واختطاط طريقها؟
- الفئران هي أول من تستشعر الخطر في السفينة فتهرب منها كذلك الحشرات والثعابين في اعماق التربة هي أول من تستشعر خطر الهزات الأرضية فتبادر للهرب وهذه القوى ونظراً لمصالحها الفلكية وارقامها الخرافية استشعرت خطورة الآتي فلجأت الى التأييد والمساندة ولو تلاحظ زعماء العشائر وكبار القبيلة أيدوا الثورة وكبار الضباط أيدوا الثورة وكذلك كبار الفاسدين في النظام القديم علي عبدالله صالح قبل الثورة كان يقول إن نظامه ليس فيه فساد وبعد ذلك بأسبوع كان نظامه كله فاسد وهؤلاء ورقة تالفة ومكشوفة لكن بقاء قوتهم نتيجة ضعف القوى السياسية التي يجب أن تكون جزءاً أساسياً من قوى التغيير وهي للأسف الشديد تراهن على المساومات أكثر من رهانها على الثورة الشبابية الشعبية السلمية. وحتى عندما تقدمت بال20 نقطة وافق عليها الجميع ولم نسمع من يصر على تنفيذها اليوم والمفروض أيضاً على قوى الحراك أن تقول بذلك فنحن نتحاور وهناك اشياء متفق عليها يجب أن تنفذ.
} هناك من يقول إن الاشكالية الثورية تتمثل في أن القوى الثورية لا تمتلك استراتيجية لا قومية ولا أممية، بل محلية في حين تتمتع القوى التقليدية بتنظيم عالمي في كل العواصم؟
- أبداً.. فالقوى الثورية للاسف الشديد ما زال صوتها خافتاً لكن هؤلاء الشباب لديهم رؤية وأفق وإلا لما قاموا بالثورة هؤلاء الشباب خريجو الجامعات، وشباب الأحزاب شباب الاشتراكي، وشباب الناصري، والبعث، والإصلاح، وغالبيتهم مستقلون في صنعاء في تعز في المكلا في عدن، وفي كل اليمن أكثر إرادة من كل الأحزب السياسية بدون استثناء وكانت قواعدهم أكثر إدراكاً للحظة الثورية من القيادات والقيادات كانت تساوم الى آخر لحظة والتي باغتها علي عبدالله صا ل ح بقلع العداد وكانوا هم مع المساومة السياسية وكان الشباب بالفعل هم من بادروا باتجاه القطيعة الثقافية والفكرية والمعرفية مع ما هو قائم وشباب الحراك في الجنوب هم من قاموا بذلك.
} ولكن استاذ عبدالباري ظل الشباب شهوراً طويلة داخل الساحات دون أن تكون لديهم الاستراتيجية والرؤى لتجاوز واقع المبادرة الخليجية وظل الشباب في الساحات طوال شهور المبادرة لا حديث لهم سوى هل وقع علي عبدالله صالح. أم لم يوقع وعندما وقعت المبادرة الخليجية ارتفعت الاصوات ان ما حصل خيانة في واقع الحال هم لم ينتجوا البديل؟
ما حصل هو نوع من الارتباك قدر من نقص التجربة اعتبارات عديدة حصلت لكن الذي لعبت الدور الكبير المضلل هي أحزاب المشترك، المشترك أعاق القوى الأخرى، والشباب المستقل همش تماماً وألغي من الضربة الأولى للجان وخاصة اللجنة التنظيمية وأنت تعرف هذا الكلام تم إقصاؤهم حتى من منصة الثورة و سيطرت على كل اللجان القوى التي نسبها بالماضي وبالقوى التقليدية أكثر من نسبها في المستقبل والقوى الحديثة.
} في ندوة للدكتور معن دماج في ساحة التغيير قال فيها إن هناك محاولات لوضع اليد على الثورات العربية وإفراغها من مضمونها الاجتماعي وحصرها في مسألة الحريات الشخصية الى أي حد هذا التوصيف دقيق؟
- صحيح وأنا بالتأكيد اتفق مع جوهر ومضمون السؤال هناك إعاقة في كل الثورات التونسية والمصرية واليمنية هذه الثورات التي هي على مشارف الانتصار تشهد اعاقة كبيرة جداً والاعاقة آتية من قوى تقليدية قوية، وقوى الحداثة قوى التنمية قوى الثورة ما تزال مفككة وضعيفة نسبياً، لكن الذي حصل أن الشعوب خطت الخطوة الأولى، والألف ميل تبدأ بخطوة هذه الإعاقة مؤقتة ويمكن أن تفاجئ في أي لحظة بهبة وبثورة أكثر عمقاً وأكثر سلمية وديمقراطية مما حصل في الماضي والأفق مليء بالاحتمالات ولكن أنت لو تلاحظ هذه القوى في تونس أو في مصر أو في اليمن ما زالت حاضرة وما زالت تقوم بالفعل من خلال حرية الرأي من خلال حرية التعبير من خلال حرية الصحافة من خلال الاحتجاجات المدنية هي موجودة ولكن لأن هناك رهانات مختلفة كما تفضلت في سؤالك الماضي على حل سياسي وهناك حوار وطني تبدو معه هذه الإرادة غير قوية.
} بمعنى هل يمكن الرهان على خروج الشعب واستعادة لحظة 11فبراير؟
- الشعب هو أصلاً خارج وهذه الظروف التي تحدث هي لإسكات هذا الخروج والتعتيم على هذا الخروج وحرف هذا الخروج باتجاهات أخرى ولأن هذا الخروج موجود وما زال يمارس فعلاً تحصل كل هذه الفتن.
} أثبتت القوى الإسلامية أو حركات الإسلام السياسي في الثورات العربية قدرتها على استقطاب جموع المهمشين الجدد الذين هم ضحايا الإفقار والقمع وفشل التنمية وانعدام الحرية والديمقراطية وغياب الدولة الوطنية أكثر من قوى اليسار مع أنها لا تملك إجاب ا ت للمسألة الاجتماعية والاقتصادية برأيك أين تكمن مشكلة اليسار اليوم وما الذي يمنعه من العودة الى صفوف الجماهير والتعبير عن حركتها في ظل هذا العجز الذي تبديه قوى للإسلام السياسي بمعنى لماذا يفشل اليسار في تجنيد هذه الفرصة التاريخية؟
- قوى الإسلام السياسي جزء من الذهنية التقليدية الذهنية العادية الذهنية السلفية في البلدان العربية إجمالي الأمية فيها 60% أمية أبجدية والأمية المعرفية تتجاوز ال80%، هذه القوى كانت ضحايا النظام وجزء من النظام في مصر كانوا ضحايا النظام منذ ثورة يوليو 1953 ولكنهم كانوا أيضاً جزءاً من النظام من هويته من بنيته من تركيبه وفي أيام السادات أصبحوا حاضرين بقوة وعندما قامت الثورة كانوا يمثلون ثلث مجلس الشعب، في تونس كانوا مقصيين ولكنهم كانوا يمثلون قوة عبر حزب النهضة، أما في اليمن فكانوا جزءاً من بنية النظام وهويته جزءاً من الائتلاف الحاكم من ذ السبعينيات وحتى الثورة، هذه القوى لديها إمكانيات وهي قوى منظمة وقوى حاضرة في المجتمع والسؤال هنا لماذا هذه القوى عاجزة عن بناء دولة؟ وهي للاسف الشديد تدير تحالفاتها وخاصة في اليمن عبر نفي الدولة عندما يصبح رئيسهم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الشيخ عبدالله زعيم قبيلة وبدون أي شيء القبيلة نفي للدولة والقرآن الكريم يقول «الاعراب أشد كفراً ونفاقاً وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله». وهذه بنية وتركيبة ما دون المجتمع، عصبياتها تفكيرها اعرافها تقاليدها تتنافى مع الشريعة الإسلامية وتتنافى مع بناء دولة، أي دولة، لأنه كلما ضعفت الدولة قويت القبيلة وبالعكس هؤلاء على مدار القرن الماضي وبداية القرن الحالي لا يريدون بناء دولة ويريدون ان تكون القبيلة قوية ومستقلة وفوق الدولة ويجب ان تكون الدولة تابعة للقبيلة ومارسوا ذلك لفترات طويلة جداً باستثناء فترات بسيطة خلال ثورة س ب تمبر 62 وفي فترة الرئيس الحمدي، ما عدا ذلك كانوا حريصين على ان تكون الدولة تحت أقدام القبيلة وعلي عبدالله صالح لعب دوراً كبيراً في جعل الدولة تحت اقدام القبيلة ولذلك هم يستطيعون أن يكونوا قوة ولكن لا يستطيعون بناء دولة ديمقراطية عصرية ولا يمكن اليوم بناء دولة إلا بتوافق الجميع وليس دولة بمقياس مثنى الأزهر أو بشروط أحمد بن تيمية الحراني أو عبدالعزيز بن باز أو الزنداني هذه مسألة قطعية لكي تبني دولة يجب أن تكون بشروط العصر شروط القرن الواحد والعشرين.
} يبقى السؤال لماذا يفشل اليسار في تجنيد الفرصة التاريخية أين تكمن أزمة اليسار؟
- في اليمن نحتاج الى إعادة قراءة لمفهومنا لليسار كل حركات الحداثة تيارات القوى الحديثة تيارات المجتمع المدني الحديث هي قوى يسار ولكن هذه القوى مفككة وليس لديها حامل يساهم في بلورة رؤية مشتركة لبناء الدولة ولكن من خلال الحوار من خلال ال ن شاط من خلال هامش حرية الرأي والتعبير والحريات الصحفية ممكن ذلك وانت لو تلاحظ الآن الهجمة على الصحافة على الصحافيين والمحامين والمرأة وقوى المجتمع المدني كل هذا تعبير عن المواجهة مع اليسار وهي كلها تيارات يسار بالمعنى العصري للكلمة واليسار لم يعد ممثلاً في حزب من الأحزاب أو في حركة بعينها بل هو كل هذه التيارات والقوى ولكي تكون قوة حقيقية لليسار لا بد أن لا ينغلق اليسار على طائفة أو فئة أو شريحة لا بد أن يكون مفتوحاً على كل شرائح وطوائف الشعب اليمني وأن يتشكل من ألوان الطيف المجتمعي وبالأخص كل الذين يقبلون بدولة مدنية عصرية حديثة وتنبذ العنف وتجارة الحروب و هي قوى اليسار وقوى المستقبل.
} عبدالباري المثقف دائماً ما كان المثقف هو الذي يصوغ حركة الجماهير ويعبر عنها والسؤال اليوم لماذا هذا الحضور الذي لا يكاد يستبين لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين هذا الكيان الوحد و ي العملاق الذي دائماً ما كان في طليعة الحركة الوطنية؟
- لاحظ من ضمن القوى التي ضعفت نتيجة تركيز النظام على تدمير منظمات المجتمع اليمني وثلمها كان ثأره مع الوحدويين في الجنوب كان هناك ثأر مع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين كان اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين دائماً عرضة للمواجهة، اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين صاغ وجدان الأدباء والمثقفين في الشمال والجنوب على اساس الوحدة والديمقراطية وساهم بشكل كبير في دستور دولة الوحدة ولذلك كانت الهجمة عليه شرسة وتم التركيز على الاتحاد والاتيان بعناصر ليس لها هذه الرؤية للكيان التاريخي للاتحاد وللأدوار التاريخية التي لعبها في مرحلة من المراحل ولذلك عندما قامت الوحدة كان الاتحاد أحد الضحايا وكان بالفعل التركيز عليه وعلى قياداته المهمة جداً، عمر الجاوي الدكتور عبدالرحمن عبدالله القرشي، الربادي، يوسف الشحاري، البردوني، أحمد قاس م دماج، العشرات ممن تم التركيز عليهم وكانوا هدفاً للإقصاء وللقمع.
} هناك من يقول بتعالي المثقف على فعل الثورة؟
- الثقافة دائماً هي متعددة متنوعة مختلفة كالمناخ والعديد وربما قلائل من المثقفين وانت لوترى سوريا مثلاً ميشيل كيلو، ياسين الحاج صالح عشرات من المثقفين الذين لعبوا دوراً كبيراً في الثورة في سوريا طبعاً أقصاهم العنف والجماعات الارهابية ولكن ما زالوا وفي أي لحظة يعبرون عن وجدان ومشاعر الشعب السوري الحال نفسه في مصر المثقفون شريحة واسعة وتتوزع في جميع اتجاهات الأمة.
} الحديث معك ممتع جداً أستاذ عبدالباري وأتمنى لقاء آخر معك وقبل ان نختم حديثنا معك سؤال أردتني أن أطرحه عليك ولم أفعل؟
- سؤال الاسئلة كلها كيف نخرج من هذه المحنة كيف نفكر سوياً في الخلاص من هذا الإرث الثقيل الذي امتد الى كل المستويات وأعاق البلد، اليمن تمتلك مقدرات هائلة وثروات هائلة ولديها إ ن سان حيوي وإيجابي وعامل لديه تطلع وعرف بلدان العالم واغترب وساهم في بناء بلدان ودول مثل ماليزيا واندونيسيا لذلك هذه القوى المتخلفة القوى المعاقة تعتمد على الجهل والأمية والسلاح في حكم البلد لسنوات طويلة كيف نخلص من هذه القوى ليس بقتلها ولا تهجيرها ولكن فقط بإقصائها عن المسك بتلابيب الناس ماركس يقول الميت يمسك بتلابيب الحي هذا الميت لسنوات طويلة يمسك بحلوقنا كيف نتعاون ونتساند لفك قبضته هذه.. البردوني يقول في بيتين شعريين بديعين جداً يقول:
(ماذا جرى عهد الرشيد انتهى
واحتل مسرور محل الرشيد
حلت محل القبضتين العصى
كانت عصى صارت يداً من حديد)
هذه اليد التي كانت بالأمس يداً من حرير صارت حديداً هي التي تمسك اليوم بتلابيبنا باسم الثورة والجمهورية وباسم تبع وحمير وسبأ وهي لا علاقة لها إلا بالماضي الكئيب والآثم، فالأساس اليوم كيف نزيح هذه القوة لذلك يبقى الرهان على الشباب وعلى الثورة وعلى التغيير يبقى الرهان بصدق بصدق علينا النزول الى الميادين وممارسة الاحتجاج كما بدأناه بالأمس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة