يفرض مسلحون قبليون ومسلحو ما بات يعرف بالمقاومة الجنوبية الشعبية حصارا خانقا على معسكر للجيش في مدينة الضالع جنوب البلاد منذ مجزرة سناح في ال27 ديسمبر2013م تحسبا لتعزيزات قد تصل المعسكر والمحافظة . وصعد أبناء الضالع من حصارهم على معسكر اللواء 33 مدرع والذي يقوده العميد ضبعان بعد إنتهاء المهلة المقدمة من أبناء المحافظة والقبائل هناك . وحددت المهلة 72 ساعة والمنتهية عصر أمس سحب مواقع الجيش وإخلائها من المحافظة وتقديم مرتكبي المجزرة للعدالة . من جهته هدد اللواء المحاصر باستخدام القوة لفك الحصار وفق ما نشرته بعض وسائل الاعلام . وقضى الهجوم الدامي على آمال السلطات في إعادة الهدوء للمحافظات الجنوبية التي تشهد منذ 20 ديسمبر الماضي احتجاجات مشوبة بالاشتباكات المسلحة ضمن فعاليات «الهبة الشعبية» التي أعلنها رجال القبائل في حضرموت رداً على مقتل شيخ قبيلة الحموم سعد بن حبريش برصاص الجيش في مدينة سيئون في وقت سابق . فقد سيطر قبليون مسلحون ونشطاء في الحراك في اليوم التالي للهجوم على مقر إدارة أمن الضالع وعدد من المقار الحكومية كما انتشروا في شوارع عاصمة المحافظة التي يُنظر إليها أنها معقل الحراك الجنوبي . وذكرت تقارير نقلاً عن هيئة تنسيق الاحتجاجات في المحافظة أن مدينة الضالع باتت تحت سيطرة المحتجين المسلحين وهم يتولون تأمينه . ووقعت أسوأ تداعيات هجوم «سناح» فجر الاثنين الماضي، حين هاجم مسلحون ثكنة لقوات الجيش غرب مدينة الحبيلين عاصمة مناطق ردفان مما أسفر عن مقتل قرابة ثمانية جنود وخمسة مسلحين على الأقل . وذكرت مصادر أن عدد الجنود القتلى ارتفع إلى 11 لكن السلطات العسكرية لم تدل بتوضيحات، كما دمر المهاجمون دبابة وعربتين مصفحتين في الهجوم الذي استخدموا فيه بنادق رشاشة وقذائف مضادة للدروع . علاوة على أعمال العنف التي تشمل عدن حيث قتل فتى برصاص القوات الحكومية وسقط نحو خمسة جنود قتلى في هجوم بقنبلة على مركبتهم، تخيم حالة من الخوف والقلق على المدن في محافظات الجنوب حيث تغلق المتاجر أبوابها خشية وقوع مواجهات كما يخشى ملاكها الذين ينتمون إلى مناطق أخرى من البلاد أن يتعرضوا لهجمات انتقامية سبق لعناصر يقول الحراك إنها لا تمثله مهاجمة متاجر وتهديد ملاكها بالطرد . وحول لجنة التحقيق المكلفة من الرئيس هادي عادت اللجنة إلى صنعاء كما وجهت بالتحفظ على عمل العميد ضبعان . وكشفت مصادر قبلية في الضالع عن فرار عدد من أفراد اللواء 33 مدرع بعد تجاهل الدولة للمهلة ومطالب أبناء الضالع . وخرجت اليوم مسيرة نسائية حاشدة لنساء من مديرية حجر أتجهت إلى موقع المجزرة في مدرسة سناح ومن ثم أنطلقت المسيرة إلى أمام مبنى المحافظة في سناح وفور وصول المسيرة النسوية أطلق عدد من أفراد الجيش المرابطون في مبنى المحافظة النار على المسيرة وتم تفريقها بالقوة دون إصابات بين صفوف المحتجات .
من جهته ناقش مجلس الوزراء في اجتماعه الأسبوعي اليوم ، تداعيات مجزرة منطقة سناح بالضالع والتي اودت بسقوط العشرات بين قتيل وجريح والهجوم الذي استهدف مبنى ادارة امن محافظة عدن، الى جانب الوضع الأمني في البلاد بشكل عام . وحسب وكالة الانباء " سبأ " أكد المجلس مجدداً على أن الحكومة سوف تتصدى بكل حزم لأى عمل من شأنه الإخلال بالأمن والاستقرار أو ترويع الآمنين، وأن الأجهزة الأمنية تعمل بدأب لضبط المتورطين فى الأعمال الإرهابية والاجرامية والتخريبية وتقديمهم للعدالة، لينالوا الجزاء الرادع جرّاء ما اقترفته أياديهم الآثمة.. لافتا الى ان الحكومة ممثلة بالاجهزة الامنية والعسكرية المختصة تدرس كافة البدائل للتعامل مع الأحداث التخريبية والإرهابية المتلاحقة والرد عليها بما يردع قوى الإرهاب والظلام، ويقتص لأرواح شهدائنا الأبرار . وكلف المجلس الاخ رئيس الوزراء برفع التوصيات والمقترحات التي تم تداولها حول الأوضاع الامنية والقضايا المرتبطة بها ، الى الرئيس هادي ، بما من شانه الاسهام في اتخاذ الاجراءات اللازمة التي تساعد على حفظ الامن والاستقرار في محافظة الضالع وعموم محافظات الجمهورية.