انفلات امني ، حروب وتقطعات قبلية ، قتل واختطافات واغتيالات تعم إرجاء المحافظة ، رغم التواجد الكبير للقوات العسكرية والأجهزة الأمنية بذمار ، فمحافظة ذمار التي لا تبعد سوى مئات الكيلو مترات عن العاصمة صنعاء تتواجد فيها أكثر من سبعة معسكرات تمثل مختلف الوحدات والألوية العسكرية أضف إلى ذلك كونها مركز قيادة المنطقة العسكرية السابعة ، وما يميز محافظة ذمار عن غيرها هو التضخم الإداري في قيادة المحافظة فهي المحافظة الوحيدة التي يوجد لها أكثر من ثلاثة عشر وكيلا ، وأكثر من عشرة مستشارين إلا إن كل هذا لم يعني لأمن وتطور البني التحتية للمحافظة في شيء . تحولت المحافظة خلال الثلاث السنوات الأخيرة والى اليوم الى مسرح للجريمة وبؤرة للصراعات والحروب القبلية فغياب أجهزة الدولة وعجز قيادات المحافظة ونفوذ المشايخ هو من يغذي كل هذه الصراعات وحالات الاغتيالات والتقطعات والحروب القبلية التي طغت على المشهد في المحافظة هي خير دليل . ففي مديرية ضوران انس مازالت الحرب القبلية والتي خلفت 80 قتيلاً ومئات الجرحى بين مخلافي بني سويد وعاثين مازالت مستمرة الى اليوم لم تلمس أي تدخل للجهات الحكومية والأجهزة الأمنية رغم وجود حكم قضائي في هذه المشكلة تعجز الدولة عن تنفيذه . وتظهر سلطة ونفوذ المشايخ من خلال بعض الوساطة القبلية التي تتوصل الى هدنات ووقف أطلاق النار بين الحين والأخر . وتعاني مديرية عتمة هي الاخرى من غياب الدولة والأجهزة الأمنية فقرية رخمه وعزلة لتام مخلاف حمير تشهد حرب قبلية خلفت 17 قتيلاً وأكثر من 50 جريحاً بينهم نساء وأطفال ، الحرب الذي دار رحاها مطلع العام المنصرم 2013م وتدخل عامها الثاني تستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة . وتسببت الحرب القبلية في رخمه بتدمير عدد من المنازل وتشرد ونزوح أكثر من 150 أسره وإغلاق خمس مدارس كلياً بالإضافة الى إقلاق السكينة العامة وانتشار الرعب والخوف في أوساط المواطنين لم ترى أي تدخل للجهات الأمنية وقيادات المحافظة والتي اكتف بتقييد البلاغات بعدد القتلى والجرحى الواصل إليها وتحسم الأمر بنزول وساطة قبلية تحوي عدد من مشائخ ووجهاء المحافظة لتعقد اتفاق بهدنة وإيقاف إطلاق النار لمدة ستة أشهر لا نعرف ماذا بعدها وهذا يؤكد عن عجز الجهات الحكومية بالقيام بدورها وإبراز سلطة المشايخ في التحكم بمصير ذمار . ومثلما هو حال عتمة وانس هو حال عنس والحداء وغيرها من المديريات حروب قبلية وصراعات يضل فيها الشيخ هو الحاضر والوساطة القبلية هي سيدة الموقف .ولم يقف غياب الدولة وأجهزتها الأمنية على حدود المديريات بل وصل الحد الى قلب المدينة . وشهدت مدينة ذمار عدد من الاغتيالات للقيادات الأمنية وظاهرة القتل للمواطنين بين الحين والأخر أصبحت ما يميز المحافظة تقطعات للمسافرين وسط شوارع المدينة وليس هذا فحسب ما يظهر عجز الأجهزة الأمنية بالمحافظة بل وصلت الى عقر مبنى المحافظة لتتوج باختطاف وكيل المحافظة الدكتور عبد الله الميسرى في وضح النهار . يذكر ان محافظة ذمار لم تلمس أي أثار للتغيير فالقيادات التي اثبتت فشلها ما زالت هي من تتحكم بمصير المحافظة ، وتعيش المحافظة تحت رحمة المشايخ وسلطة الحديد والنار في ظل الوضع الحالي .