اعلن الرئيس الكوبي راؤول كاسترو يوم امس الاربعاء. أنه اتفق مع نظيره الأميركي على إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين التي قطعت قبل أكثر من نصف قرن. وقال كاسترو في كلمة بثتها وسائل الإعلام الكوبية الرسمية "هذا لا يعني أن المشكلة الرئيسة أي الحصار الاقتصادي تمت تسويتها" منوها بخطوة الرئيس الأميركي لاتخاذه خطوات لإعادة العلاقات بين البلدين. وأضاف الرئيس الكوبي "هذا القرار من قبل الرئيس أوباما يستحق اعتراف وتقدير شعبنا" موجها كلمة شكر إلى البابا فرنسيس الذي ساهم في التوصل إلى هذه الخطوة. جاءت كلمة كاسترو بعد أن توصل البلدان إلى اتفاق لمبادلة سجناء تم بفضلها الإفراج عن المقاول الأميركي آلان غروس لقاء الإفراج عن ثلاثة كوبيين أدينوا بالتجسس. وقال كاسترو "إن الكوبيين الثلاثة الذين تعتبرهم هافانا أبطالا وصلوا إلى كوبا اليوم.. عاد جيراردو ورامون وانطونيو اليوم إلى وطنهم" موضحا أنه و"لأسباب إنسانية عاد المواطن الأميركي آلان غروس اليوم أيضا إلى بلاده". وكان الرئيسان الكوبي والأمريكي ناقشا في سياق اتصال هاتفي بينهما أمس خطط الإفراج عن المواطن الأمريكي "آلان غروس" المحتجز في كوبا وثلاثة كوبيين محتجزين في الولاياتالمتحدةالأمريكية. من جهته هنئ رئيس جمعية الصداقة اليمنية الكوبية مختار القشيبي الشعب الكوري بالافراج عن المعتقلين الكوبيين بعد 16 عاما من الاعتقال في السجون الامريكية مشيدا بجهود الرئيس الكوبي راؤول كاسترو في الافراج عن المعتقلين الكوبيين لدى الولاياتالمتحدةالامريكية وبقرار كوبا باعادة العلاقات الدبلوماسية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد إغلاق سفارتهما لأكثر من نصف قرن. وفرضت الولاياتالمتحدة حظرا تجاريا على كوبا منذ الحرب الباردة عام 1960 وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1961. وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية أعلنت عن "تحسن تاريخي" في العلاقات مع كوبا مؤكدة عزمها اعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وتخفيف القيود المفروضة على كوبا منذ عدة عقود في مجالات التجارة والسفر. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد بدء عهد جديد في العلاقات مع كوبا مشيرا إلى أن بلاده ستسحب كوبا من قائمة الدول الداعمة للإرهاب. وقال أوباما في كلمة متلفزة موجهة للشعب الأمريكي "لقد أنه حان الوقت لكسر قيود الماضي في العلاقة مع كوبا لأن السنوات الماضية برهنت أن العزلة والعقوبات لا نفع منها مع الدولة التي تساعدنا في مكافحة الإرهاب". وأضاف إنه "يريد أن يبحث مع الكونغرس رفع الحظر المفروض على كوبا" مقرا بأن سياسة العزل التي مارستها واشنطن تجاه كوبا أخفقت في تحقيق أهدافها وقال "إن عزل كوبا لم يعط نتيجة وينبغي اعتماد مقاربة جديدة". وتوجه أوباما للشعب الكوبي بالقول إن "أمريكا تقدم لكم يد المساعدة وتريد أن تكون شريكا في جعل حياة الكوبيين حرة أكثر". وتابع أوباما قائلا "أعلمت وزير الخارجية بالمباشرة مع كوبا لربط الأواصر الدبلوماسية التي قد انقطعت منذ كانون الثاني العام 1961 وبعد ذلك ستعيد الولاياتالمتحدة تشكيل سفارتها في هافانا" مشيرا إلى أن وفدا رفيع المستوى سيزور هافانا لتبادل المصالح المشتركة في مختلف المجالات الممكنة ومنها مكافحة الإرهاب والاتجار بالمخدرات. وشكر أوباما وفق ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية البابا فرنسيس على دوره في التقارب بين الولاياتالمتحدةوكوبا. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول في إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما بعد الافراج عن أمريكي كان محتجزا في كوبا مقابل ثلاثة كوبيين قوله اليوم إن "واشنطن ستعيد فتح سفارتها في هافانا خلال الأشهر المقبلة". وكان مسؤول أمريكي أعلن في وقت سابق اليوم أن "البابا فرنسيس لعب دورا رئيسيا في التقارب التاريخي بين واشنطن وهافانا" موضحا أن البابا وجه نداء شخصيا إلى الرئيسين الأمريكي والكوبي في رسالتين منفصلتين خلال الصيف الماضي وأن الفاتيكان استقبل موفدي البلدين لوضع اللمسات الاخيرة للتقارب بين البلدين. وفي السياق أعلن مسؤول أمريكي لوكالة الصحافة الفرنسية أن السلطات الكوبية افرجت عن المواطن الامريكي /الان غروس/ المسجون منذ عام 2009 لأسباب إنسانية وبطلب من واشنطن مقابل اطلاق سراح ثلاثة كوبيين حكم عليهم بتهمة التجسس في امريكا عام /2001/ موضحا أن /غروس/ البالغ من العمر /65/ عاما والمدان بتهمة التجسس كان في طريقه الى الولاياتالمتحدةالامريكية. بدوره قال السيناتور الديمقراطي في مجلس الشيوخ الامريكي ريتشارد دوربن في بيان له.. إن الولاياتالمتحدة "ستخفف القيود المفروضة على التجارة والسفر إلى كوبا" معتبرا أن ذلك "سيخلق قوة تتيح تغيرات ايجابية لم تتمكن اكثر من خمسين سنة من سياسة العزل التي طبقتها امريكا من تحقيقها في كوبا". وكان البيان الختامي للقادة المشاركين في القمة الثالثة عشرة للتحالف البوليفاري لشعوب القارة الأمريكية /ألبا/ التي انعقدت مؤخرا في العاصمة الكوبية /هافانا/ طالب برفع الحصار الجائر الذي تفرضه الولاياتالمتحدة على كوبا وإطلاق سراح المناضلين الكوبيين الثلاثة المعتقلين في السجون الأمريكية ووقف الأعمال التخريبية ضدها.