أكدت رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن نيكوليتا جوردانو أن إشكالية الهجرة غير النظامية إلى اليمن ومن اليمن في تزايد مستمر .. منوهة بارتفاع أعدد الوفيات أثناء رحلات الهجرة غير النظامية خلال العام 2014 م وتجاوزها 5000 حالة وفاة. وكشفت جوردانو في لقاء لصحيفة الثورة الرسمية " أن الاتجار بالبشر في اليمن يشمل يمنيين وغير يمنيين .. موضحة أن المنظمة الدولية للهجرة كانت من الجهات الداعمة والمساعدة لوزارتي العدل ثم حقوق الإنسان ضد الاتجار بالبشر، وأثرت بالآراء جهود إعداد وتشريع قانون يكافح الاتجار بالبشر تعمل عليه حالياً اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر. وتزايدت حالات الوفاة بين المهاجرين الأفارقة إلى اليمن وإلى دول الخليج العربي عن طريق المنافذ البحرية اليمنية بشكل بات يقلق المنظمات الإنسانية في العالم والحكومة اليمنية التي أكدت أكثر من مرة تخوفها من تزايد أعداد الهجرة الأفريقية غير الشرعية إلى بلادها المتخمة بأزمات كثيرة في مقدمتها تردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية. وأفادت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بأن حالات الوفاة بين المهجّرين وطالبي اللجوء، أثناء توجههم إلى السواحل اليمنية، ازدادت بشكل حاد العام الحالي؛ حيث يفوق العدد ما سُجل في السنوات الثلاث الماضية مجتمعة, مبينة أن العدد الأكبر منهم من القرن الأفريقي. وكشفت وزارة الداخلية في 6 ديسمبر الحالي عن وفاة 70 مهاجراً غير شرعي بعد غرق قاربهم قبالة سواحل المخا بمحافظة تعز, موضحة أن قارب تهريب يقل مهاجرين غير شرعيين من منطقة القرن الأفريقي غرق قبالة ساحل المخا، ما أدى إلى وفاة جميع من كانوا على متنه وعددهم 70 شخصاً، وجميعهم يحملون الجنسية الإثيوبية. وتأتي هذه الحادثة بعد قرابة الشهرين من مصرع أربعة وستين مهاجراً وثلاثة من أفراد طاقم مركب الثاني من أكتوبر الماضي من نفس العام 2014؛ عندما غرق المركب الذي كان يقلّهم في خليج عدن بعد إبحاره من الصومال. الجدير بالذكر أن السواحل اليمنية تشهد تسلل قرابة 100 ألف شخص سنوياً من منطقة القرن الأفريقي. إساءات وغالباً ما يشتكي المهاجرون الأفارقة إلى اليمن من سوء المعاملة، ويتعرض البعض منهم لحالات تعذيب، كما يتم المتاجرة بهم واستخدامهم في أعمال إرهابية عانت منها اليمن كثيراً خلال الفترة الأخيرة. وأشار المتحدث باسم مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين، ويليام سبيندلر، إلى أن تقارير متكررة عن إساءة المعاملة ووقوع أعمال اعتداء وتعذيب وزيادة في التدابير القاسية، التي تتبعها شبكات التهريب، الأمر الذي قد يزيد من ضحايا التهريب عبر البحر. ويقصد عدد من المهاجرين إلى اليمن دول الخليج منها السعودية، وتعتبر السواحل اليمنية الممر المؤدي إلى تلك الدول, لكن عدداً من المهاجرين يشتكون معاملات قاسية من قبل المهربين. خطورة أمنية ويؤكد مسؤولون أمنيون في اليمن من خطورة الهجرة غير الشرعية للأفارقة إلى بلادهم, وأنهم يشكلون عبئاً أمنياً جديداً. وتكمن المشكلة بالنسبة لليمن بحسب متابعين في عدم حصر اللاجئين في مخيمات خاصة بهم، بل السماح لهم بالتحرك في جميع أنحاء البلاد وهذا يشكل تهديداً لأمن البلاد. وتوجد سبعة مراكز تابعة لمفوضية اللاجئين تقوم بتسجيل المهاجرين الأفارقة في كل من صنعاءوعدنوتعز وحضرموت والحديدة، واثنان منها في شبوة، وتتم إدارة هذه المراكز بشكل مشترك من قبل الحكومة اليمنية ومفوضية اللاجئين، ولا يعتبر التسجيل فيها إجبارياً.
وتضطر قوات الأمن اليمنية إلى حراسة الخط الساحلي للبلاد الذى يمتد لمسافة 2500 كيلومتر لوقف تسرب المهاجرين الباحثين عن فرص عمل إلى دول الجوار، وفقاً للاتفاقيات التي وقعتها اليمن مع هذه الدول للحماية المتبادلة للحدود، الأمر الذي يضاعف من الالتزامات الأمنية لليمن على مختلف الأصعدة. أسباب الهجرة وكانت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد أشارت إلى أن أعداد اللاجئين والمهاجرين القادمين من القرن الأفريقي إلى اليمن في ازدياد مستمر، حتى وصلوا إلى 10483 مهاجراً ولاجئاً في شهر أغسطس الماضي. وتعود أسباب التزايد في أعداد اللاجئين والمهاجرين إلى تدهور فرص كسب العيش في أثيوبياوالصومال؛ نتيجة للجفاف الذي شهدته مناطق كبيرة في جنوب ووسط الصومال، بالإضافة إلى استمرار الصراع وضعف الرقابة على الحدود بين البلدين. وأوضح بأن عدد المهاجرين هذا العام أكثر، مقارنة بعام 2013، عندما شددت السلطات الإجراءات الأمنية على الحدود، مؤكداً بأن 855 شخصاً من بين الواصلين أكدوا بأنهم تعرضوا للترحيل في وقت سابق من المملكة العربية السعودية. ويحذر خبراء ومتابعون من تداعيات التزايد لأعداد اللاجئين الأفارقة في اليمن، مما قد يتسبب بأعباء كبيرة لا تقوى اليمن على تحملها في ظل تراجع الحالة المعيشية والاقتصادية لليمنيين, وفي ظل تزايد البطالة بين أوساط الشباب اليمني؛ حيث تشير إحصائيات نشرتها منظمات دولية مؤخراً إلى أن البطالة في اليمن تجاوزت 50 %. وقدم إلى اليمن من القرن الأفريقي، خلال الفترة من يناير وحتى أغسطس من العام الجاري 48454 مهاجراً. وتقدر المفوضية أن ما يزيد عن نصف مليون طالب لجوء ولاجئ ومهاجر قد عبروا خليج عدن أو البحر الأحمر من شرق أفريقيا إلى اليمن بطريقة غير مشروعة منذ عام 2006، حتى نهاية العام 2013 , فيما لقي آلاف مصرعهم غرقاً في البحر.