"أخاف أروح المدرسة أخاف يقصفني الصاروخ، مشتيش أمي تبکي عليا ويوجعه قلبه لما تشوفني مقتولة.. أني بس أسمع صوت الصاروخ أتخبي تحت الطاولة عشان ميقتلنيش". هذا هو قول نسرين بنت السبعة أعوام طفلة من أطفال اليمن الذين فرضت عليهم الحياة العيش في کنف الرعب عباراتها التي تصيغها بمفرداتها البريئة تبکي قلبي قبل أن تبکي عينيا ما إن سمعتها. وهذا هو حال أطفال اليمن ضحية الصراعات السياسية والحروب التي أثقلت کاهل وطن وقضت على مستقبل أبناءه وسفکت دماء أبرياء لا حول لهم ولا قوة على قارعة الطرقات ودبت الخوف والهلع في قلوب أطفالنا. مؤلمة هي تلك اللحظات التي نقف فيها لنتأمل ملامح الرعب على أوجه أطفالنا ولا وسيلة لنجدتهم وکأننا مکبلين الأيادي.. مکممين الأفواه کل ما بأيدينا أخذهم بأحضاننا ونتلوا لهم "لا تخشي يا صغيري إنها ألعاب نارية"علنا بهذا سنتمکن من طرد الخوف من قلوبهم. في بداية الحرب کانت لتراتيلنا صدي لکنها الأن لم تعد تجدي نفعا بعد أن شحنت مسامع أطفالنا بأصوات القنابل والصواريخ وسکن الرعب قلوبهم من مصير يجهلونه. في کل يوم ومع کل ضربة صاروخ أو قذيفة دبابة وببراءة الطفولة أخذوا يرسلون نظراتهم لسماء.. رافعين کفوفهم داعيين للرب أن يحفظهم ويجنبهم ويلات الحرب التي لا ترحم ليتمکنوا من ممارسة طفولتهم بعيدا عن کل هذا العبث. لا تأخذکم شفقة على وطن دمرتموه ولا على مستقبلنا الذي قضيتم عليه.. فقط أنظروا لحال أطفالنا من سکنهم الرعب وأخذوا يتوسلون إليکم أن ترآفوا بحالهم لتوقفوا قتالکم من أجلهم. أوقفوا الحرب من أجل هؤلاء الأطفال .. أوقفوا الحرب.